محمد عبد الغني يكتب: "رحل هيكل ..فأين الوثائق"

قد تتعاقب الأيام بحلوها ومرها وما تدري نفس موعد رحيلها، دون أن يسجل الإنسان ما وقع له أو شارك فيه، كما أن الذاكرة قد تكون مع طي الأيام خذولة ، وما أصدق المثل القائل بأن الشجرة حين تشيخ تدب الشيخوخة أول ما تدب في رأسها، وما أشبه هذه الرأس بالذاكرة من الإنسان، هذه الذاكرة التي يتميز بها الإنسان عن باقي المخلوقات، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي له تاريخ لأنه هو الوحيد الذي له ذاكرة ووعي، من هنا ظهرت ضرورة أن يسجل الإنسان خبراته وتاريخه الطويل وما يمر بحياته من أحداث خاصة وعامة.

أما عملية التأريخ فهي تحتاج في المقام الأول إلى الوثائق المتمثلة في الأوراق الرسمية والخطابات الشخصية والعامة المتبادلة بين الأشخاص والدول ووثائق المحادثات والمفاوضات، فالوثائق هي المادة الأولية التي يعتمد عليها الباحث باعتبارها مصدراً هاماً من مصادر التاريخ في كافة مراحله .

من خلال العرض السابق تأتي أهمية ما يمتلكه الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل من وثائق لمرحلة خطيرة وهامة من تاريخ مصر المعاصر لكونها بداية لنهاية عصر الملكية وبداية الجمهورية وما شهدته مصر من أحداث هامة وخطيرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وانفتاحها على محيطها العربي والإفريقي وتواجدها على المستوى الدولي، في تلك الحقبة .

فقد شهد مفاوضات الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق وحرب اليمن ونكسة 67 وأزمة التاسع من مارس (أزمة الديمقراطية) وفي عصر السادات قبل أن تضرب العلاقة بينهم و ثورة التصحيح التي قادها السادات للقضاء على ما سمي بمراكز القوي (وقيل أن هيكل كان العقل المدبر لها ) كل هذا عاشه الأستاذ ويملك وثائقه .

الوثائق التي يمتلكها الأستاذ هيكل عبارة عن خطابات وتقارير والتي كان الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات في بداية عهده يرسل مستنسخاً منها إلى الاستاذ هيكل لمجرد العلم أو لإبداء الرأي ، لكي يستفيد بها في كتابة التقارير والخطب أو الرد على الخطابات .

نشر الأستاذ بعض هذه الوثائق في كتاب “حزب الثلاثين عام” وكتاب “كيسنجر وأنا”، كما نشر بعض تلك الوثائق في بعض مقالاته أو كتبه أو من خلال برنامجه على قناة الجزيرة في برنامج “رحلة حياة”.

كان الشغف قد تملك من الأستاذ بجمع الوثائق التاريخية كي تساعده في عملية التأريخ لفترة عاش فيها وكان ضمن صناع القرار بها خاصة بعد تركه رئاسة تحرير الأهرام.

ولا أحد يعرف في حدود معلوماتي أين هي تلك الوثائق التي تعد من الوثائق لمعرفة وكتابة تاريخ مصر المعاصر في تلك الفترة، هل هي في الداخل أم في الخارج وهل تأثرت بعد الحريق الذي نشب في منزله الريفي ببرقاش، حيث تعرض لحريق كبير بعد أحداث 30 يونيو؟، تلك الوثائق التي طالب الكثير من الكتاب والباحثين من الأستاذ إيداعها بدار الوثائق ليتمكن الباحثون من دراستها وفهرستها وتقديمها للقراء .

إقرأ للكاتب

د.محمد عبد الغني يكتب: الفكاهة السياسية من نكسة يونيو إلى مجلس النواب

اقرأ أيضًا:

النهار وريهام سعيد ..شهور الفرص الضائعة

20 ألف جنيه وراء اعتزال تامر عبد المنعم

ماذا فعلت الميديا في أزمة الدرب الأحمر؟

يوتيوب يغلق حسابات القنوات في هذه الحالات‎‎

لماذا لم تنظم جنازة عسكرية لهيكل؟

75 صورة لمحمد حسنين هيكل ترصد تاريخ العرب

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا