نشوى الغندور تكتب: المغنالوجيا والإبداع الترالالي (٢) آه لو لعبت يازهر

يظن كثيرون ممن يعشقون أغنية “آه لو لعبت يازهر” للمطرب أحمد شيبه

ـ اللي أسيادنا راضيين عليه ـ وهي الأغنية الأكثر عزفاً الآن على طبلة الأذن المصرية، يظنون أنها أغنية شعبية حيث الموسيقى والرقص والمطرب وكلمات الأغنية، كلها تقسم بحياة عدوية ورحمة حسن الأسمر إنها أغنية شعبية، لكن بعيداً عن ذلك وبعيداً عن جو الملهى الليلي الذي تم فيه تصوير الأغنية فأنا أؤكد لكم تبعاً للتحليل المغنالوجي أنها ليست أغنية شعبية بل هي أغنية وطنية سياسية تتحدث فيها مصر عن نفسها لكن الفارق بين مصر التي تتحدث هنا وبين مصر التي تحدثت عن نفسها في شعر حافظ إبراهيم وغناء أم كلثوم هو الفرق بين مصر التي كانت ومصر التي أصبحنا عليها وذلك خلال خمسةٍ وستين عاماً فقط !!

اللي له قرش ما بينامش ما بالك بقى باللي عليه

ملعون أبوك يا فقر حاوجني للأندال

ذليت عزيز النفس عشان عديم المال

ملعون أبوكي يا عوزة ذلة السؤال قتال

هكذا تبدأ الأغنية بموال تتحدث فيه مصر عن ديونها وتلعن الفقر والعوز الذي أحوجها إلي الأندال، وأندال هنا تعني دولاً وملوكاً ورؤساء دول ـ هم عارفين نفسهم كويس ـ كل ذلك بسبب أنها “أي مصر” عديمة المال فأموالها إما منهوبة أو مهملة وإما مهربة !

آه لو لعبت يا زهر واتبدلت الأحوال

وركبت أول موجة في سكة الأموال

لأروح لأول واحد احتجت له في سؤال

كسر بخاطري ساعتها ودوقني ضيقة الحال

لأعمل معاه الصح أنا وأسنده لو مال

وأقف جنبه في المحن وأكون طويل البال

وأعرفه إن الفلوس مابتعملش رجال

ولأن مصر الآن ليست بلد جد واجتهاد وعمل فهي تتمنى أن تحصل على المال من ضربة حظ، ربما مسابقة دولية من سيربح الترليون مثلاً وتتعهد إذا حصلت على المال أنها ستعود إلى أمومتها المعتادة وكما قال الشاعر” ومهما جرح الأحبة يقسى الأم دايماً تحب تنسى” ستذهب  ـ مسافة السكة ـ  إلى أول من أذاقها ضيق الحال ومرارته ـ هو عارف نفسه برضو ـ تقف بجانبه لا وراءه ولا أمامه كما كانت في السابق وتعرفه أن الفلوس لا تصنع الرجال لكن عدمها قد يصنع من الرجال عيالاً !!

بس خلاص أنا نفسي إتسدت بعد ما إيدي للواطي اتمدّت

كنت عامل خدي مداس باحب الخير لكل الناس

بقيت على التراب بنداس ناس تخونني وناس تبيعني

وهنا مصر تفجر مفاجأة أنها ملّت كونها الأخت الكبرى وأن هذا اللقب إضافةً إلى مدّ يد الحاجة إلى مُحدَثي النعمة ـ تاني هم عارفين نفسهم ـ قد جعل اللي يسوى واللي مايسواش يتّخذ من خدها مداساً ـ عندما راجعتُ خارطة مصر لم أستطع تحديد منطقة الخد هذه ـ لكنها كانت تتسامح وتسامح من خانها ومن باعها مُكرَهةً وبطلة !

الدنيا كانت ولا فارقة ماشيلتش أنا قرش في زنقة

كل أما أتمنى حاجة تضيع، أضحك دقيقة أحزن أسابيع

زهقت من كتر الترقيع ومش لاقيلي بر أرسي

عشت الحياة بكل سذاجة ماطلعتش م الدنيا بحاجة

وهو مين واخد حاجة ما كله هيسيبها ويمشي

وخصصت الجزء الأخير من الأغنية للحديث عن شأنها الداخلي حيث تأسف على أنها لم تعمل حساباً للزمن ـ في سويسراـ  كان سينفعها حتماً في هذه الضائقة .

وبدأت تتذكر أمانيها الضائعة حول العيش والحرية والعدالة الإجتماعية، ودقائق الضحك التي يتبعها أسابيع من الحزن، فقد ضحكت من قلبها لحظة تنحي مبارك وحزنت بعدها من نفس القلب لأسابيع امتدت لشهور وسنين لا يعلم عددها إلا الله !

لكنها تعترف أنها زهقت من الترقيع المنتشر والمتوغل في مؤسساتها كافة تحت شعار ” مش أحسن مانبقى زي سوريا والعراق”، إدراج أخطاء الشرطة تحت اسم  أخطاء فردية “ترقيع”، التعليق على تجاوز الإعلام ب”مايصحش كده” .. ترقيع . حتي أصبحت بهية ترتدي جلابية بمليون رقعة !

وتختم مصر التي تتحدث عن نفسها حديثها المُغنَّى بأنها كانت ساذجة ورغم أنها أم الدنيا فإنها ما طلعتش بأي حسنة من هذا اللقب أيضاً، وتعود لتذكرنا وتتذكر أنها متدينة بطبيعتها فتشير إلى أن كل شيء إلى زوال والكفن ليس به جيوب وماحدش واخد حاجة معاه .. وحِّدوووووووووه.

.. وكان هذا التحليل المغنالوجي للأغنية السياسية الوطنية مصر تتحدث عن نفسها.. أقصد آه لو لعبت يا زهر وأترككم الآن للاستمتاع بالإبداع الترالالي. من خلال الإستماع إلى الأغنية.

لمتابعة الكاتبة علي الفيس بوك من هنـــا

اقرأ أيضًا:

نشوى الغندور تكتب : المغنالوجيا والإبداع الترالالي (١) حكيم عيون 

نشوى الغندور تكتب: شهادتي على الثورة

نشوى الغندور تكتب: لقاء السراب بين فجر السعيد وأحمد موسى

نشوى الغندور تكتب : توك شو … سكوت … هنصّوت

نشوى الغندور تكتب : التوقعات المرئية لنجوم الشاشات المصرية

نشوى الغندور تكتب: السلطة الخامسة تسعى والحكومة عليها إدراك النجاح

نشوى الغندور تكتب: فتاوي القهاوي

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا