هذه البرامج يحبها المشاهد.. ويكرهها في نفس الوقت

فاتن الوكيل

إذا كان “الممنوع مرغوب”، فإننا نعيش الآن في ظل قاعدة معاكسة تمامًا، وهي أن البرامج والإعلاميين، الذين اكتسحوا السوق الإعلامي، ويتعرضون بالرغم من ذلك للكثير من النقد والإدانة، بسبب نوعية البرامج التي يقدمونها، لاعتمادها على الإثارة والسب والشجار، هم الأكثر طلبًا، ليس لأنهم ممنوعون من الظهور على الشاشة، بل لأنهم “مغرقين الدنيا”، ويعرفون أن المشاهد لا يشبع من ذلك.

وتتنوع هذه البرامج بين “المقالب”، وفقرات “الخناقات” في التوك شو، والبرامج التي يقدمها أصحاب الصوت العالي من الإعلاميين، كما ليس بالضرورة أن يحب المشاهد هذه البرامج أو يقتنع برأي الإعلامي ليكون “ذبونه” الدائم، ولكن الفضول في معرفة رأي هذا الإعلامي أو ذاك، في قضية معينة، يدفعه للمتابعة دون أن يعي بأنه يقدم إليه منحة مجانية، في رفع معدلات المشاهدة.

المقالب “واكلة الجو”

برامج المقالب، والتي كثيرًا ما كانت محل رفض “أخلاقي”، وتشكيك في حقيقتها بعض الأحيان، إلا أنها تعد من بين أكثر البرامج التي يحب المشاهد متابعتها، وتعتبر التي قدمها الفنان رامز جلال، خلال السنوات الماضية، مثل “رامز واكل الجو”، و”رامز قرش البحر”، أكثرهم إثارة للجدل، ذلك لأنه حوّل برامج الكاميرا الخفية، من موقف كوميدي يمكن تنفيذه في أي شخص، إلى مواقف “مرعبة” ومخيفة ضد من يقول أنهم “صحابه” من الفنانين، فأصبح المشاهد يضحك لا على “مقلب”، بل على شيء أقرب لجريمة ترويع “إن كان حقيقي”.


أحمد موسى.. على مسئوليتك

الأسلوب الذي يتبعه أحمد موسى، مقدم برنامج “على مسئوليتي”، يتنوع بين الصراخ والتهديد، والتعليقات المتحدية، لشريحة لا يستهان بها من المشاهدين، ناهيك على الغمز واللمز على خصومه، أو التعرض لهم بصراحة، عن طريق التشهير، كما فعل مؤخرًا مع المخرج خالد يوسف، بعد أن بث صورًا مسيئة، اعتذر هو نفسه عنها، بعد أن شعر أن الموضوع “مش هيعدي”.

لكن المثير، أن تجد نسبة من المشاهدين، يستفزهم أسلوب موسى، لدرجة تمنعهم عن مقاطعته، ويبدأون بتداول ما يصرح به، على صفحات السوشيال ميديا، حتى وإن علقوا على حديثه بعبارات الاستنكار، كما ينعكس هذا الاهتمام على نتائج محركات البحث، فما أن تكتب “أحمد موسى يسب”، حتى تظهر لك قائمة “طويلة عريضة”، من ضحاياه.

أحمد موسى يسب

الإبراشي.. تمصير فيصل القاسم

قد يصف البعض، الإعلامي وائل الإبراشي، بأنه النسخة المصرية من مذيع قناة الجزيرة “فيصل القاسم”، الذي كان المشاهد ينتظر برنامجه “الاتجاه المعاكس”، وكأنهم على موعد مع “خناقة”، والآن يعرفون بأن حلقة “العاشرة مساءً” لن تمر مرور الكرام، أو لن يدعها الإبراشي تمر بسلام.

الإبراشي، إعلامي لا يسب، ولكنه قادر على جعل ضيوفه “يضربوا بعض”، يبدأ في العاشرة مساءً، ولا ينتهي إلا في الرابعة فجرًا، خاصة عندما يقوم باستضافة شخصية مثيرة للجدل، مثل ضيفه المرحب به دائما مرتضى منصور، أو يتمكن من إشعال خلاف داخل الاستوديو، لأنه يعرف بأن هناك من سيشاهده حتى وإن كان معترضًا على ما يُقدمه.

https://www.youtube.com/watch?v=nBEA8jmAg4I
أما ما يوضح أن الإبراشي، لا يترك فرصة لإشعال الحلقة، إلا ويقوم بها، هو أنه حين تعرض للسب من قبل المنتج أحمد السبكي، على الهواء، قام إعداد برنامجه بالاتصال برئيس الزمالك، المعروف عنه التجاوز بالألفاظ في حق معارضيه، انتظارًا لتعليق يرد لمقدم العاشرة مساءً كرامته، حيث قال الإبراشي وقتها: “الأستاذ مرتضى منصور طلب يعمل مداخلة”، فرد منصور: “لا والله ده الإعداد طلبني”.


عكاشة.. ضحك ما قبل النوم

يبرر نسبة كبيرة من مشاهدي توفيق عكاشة، مالك قناة “الفراعين”، متابعة برنامجه “مصر اليوم”، بأنه “مضحك”، موضحين أنه بالرغم من عدم اقتناعهم بما يقوله، إلا أنه يخرج بتصريحات مثيرة للضحك، ويفتعل “أفشات”، خاصة به، لكنهم في الوقت ذاته يعرفون أنه لا يمثل الإعلامي الذي يؤخذ على كلامه، ويأسفون من وقت لآخر، لوجود هذه النوعية على الساحة الإعلامية.

https://www.youtube.com/watch?v=vVB8qlzvodc
شعوذة الإعلام المصري

أساليب الإعلام المصري، في جذب المشاهد لا تتوقف، فمن الشجارات والشتائم وعرض صور إباحية، والتشهير بالضيوف، وصل الأمر، إلى تقديم حلقات عن “الشعوذة”، والدخول مع المشاهد في تجارب لإخراج الجن وإبطال السحر، ومن غير المستبعد أن يقوم الإعلامي في المستقبل بقراءة الفنجان وضرب الودع، إذا كان ذلك سيجلب مزيدًا من المشاهدة.

أبرز نجوم الشعوذة على الشاشة، كانت الإعلامية ريهام سعيد، عندما خصصت سلسلة حلقات لإخراج الجن من مجموعة فتيات، والتي لاقت نسبة مشاهدة عالية، ولم يمنع ذلك المشاهدين من كتابة بعض عبارات الاعتراض والهجوم على مواقع السوشيال ميديا.

عدوى الجن انتقلت بعد ذلك، إلى العديد من البرامج والقنوات، حتى أن الفنانة رانيا محمود ياسين، قد استضافت خلال تقديمها برنامج “صباح العاصمة”، على قناة “العاصمة”، أحد الدجالين، الذي قام بتحضير روح الرئيس السادات، وهو ما أثار سخرية وغضب رواد مواقع التواصل، كما أن الإعلامي عمرو الليثي، استضاف أحد المشعوذين، لكنه أطلق عليه لقب “معالج روحاني”، وهيأ له الأجواء، بخلفية موسيقية كالتي تستخدم في أفلام الرعب، وعلامة “للكبار فقط”، التي توضع أحيانًا لجذب انتباه المشاهد، أكثر منها إلى تحذيره.

https://www.youtube.com/watch?v=7qUAo5O-glg

اقـرأ أيـضـًا:

يسري الفخراني: “الترافيك”سبب الكراهية وبرامج السعادة “وقتية”

“الإذاعة” ملاذ المحبين.. ربع قرن من الحب

وجوه إعلامية لا ننصح بمشاهدتها في عيد الحب

هؤلاء لن يقدموا الورد في فلانتين 2016 !

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا