محمد عبد الرحمن يكتب : مصر في 24 ساعة

نقلاً عن مجلة “7 أيام”

الكاتبة والسينارست وعضو مجلس النواب لميس جابر تقول في حوار مع جريدة الوطن نشرته بمناسبة ذكرى الثورة أن ثوار يناير قتلوا أنفسهم عشان “يلبسوها” في مبارك، الكاتبة صاحبة الخيال الواسع التي مجدت في الملكية قبل 10 سنوات وتدافع الآن عن دولة الموظفين التي أسسها مبارك قررت أن تأت بالجديد في الذكرى الخامسة للثورة، وبدلا من الصاق تهمة قتل المتظاهرين في الإخوان أو حتى الطرف الثالث، تقول أن المتظاهرين قتلوا بعضهم البعض لتوريط مبارك، ونست أن تعلق أن مبارك خرج براءة من القضية أي أنهم ماتوا في سبيل لا شئ .

عصر يوم الإثنين 25 يناير 2016 أصابت الدهشة الكثيرين عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعدما انتشرت صورة من صفحات جريدة الأهرام – عمرها 140 سنة- تتضمن حوارا مع الطفل الرضيع نجل أحد شهداء الشرطة الذي حمله الرئيس السيسي بين يديه صباح يوم السبت 23 يناير في عيد الشرطة، محرر الحوار كتب أسئلة وترك الإجابات “منقوطة” أي نقط بدون كلمات، فيما عدا السؤال الأخير كانت إجابته “نفسي أعيش في حضن أبويا”، الحوار “المتخيل” أطلق تساؤلات عن إنهيار القواعد الصحفية وكيف كان من الممكن أن يكتب المحرر مقالا يتكلم فيه عن الصورة التي هزت مشاعر الملايين دون أن يقحم الفنون الصحفية وقواعد المهنية في القضية، أما الانتقادات فلم تغير شيئا في الموقف، وقال المحرر الزميل أن لا أحد في مجلس التحرير اعترض على الفكرة فيما أراء القراء الرافضين يبدو أنها لم تعد تُهم أحدا.

هل عادت الصحف تكتب للقارئ الخاص؟ كما كانت قبل ثورة يناير تكتب لمبارك ونجله فقط؟ نترك السؤال ونذهب لفيديو للمراسل المعروف “أحمد رأفت” نشره موقع “دوت مصر” حيث تجول المراسل في ميدان التحرير وسجل لقاءات مع البسطاء الذين ذهبوا يحتفلون بعيد الشرطة في ميدان الثورة، سيدة تقول أن الاحتفالات قوامها 80 مليون مواطن، وآخر يعترف بأنه جاء حبا في الزيطة باعتباره زياطا، ويطلب رأفت من أحد المتواجدين الغناء فيعتذر بأدب لأنه “مباحث”، هكذا يكشف عن نفسه أمام الكاميرا ثم يأتي من يسأل ببراءة لاحقا كيف يخترق الإرهابيون الدوائر الأمنية .

بعد منتصف الليل، أي فجر الثلاثاء 26 يناير، ينطلق فيديو المراسل شادي حسين والممثل أحمد مالك كالنار في الهشيم وتشتعل المواجهة بين الرافضين لسلوك الشابين تجاه عساكر الشرطة، والرافضين لعقابهما المطالبين بأن يتم تطبيق القانون على الجميع، وتكتب إسراء النجار في موقع إعلام.أورج تحليلا بعنوان ” ثورة مبتلاه في شبابها ودولة يهزها واقي ذكري” ، وتستمر المعركة دائرة بين الشباب والشرطة فلا أحد طوال 5 سنوات مرت فكر في أن يحل الأزمة من الجذور.

الكاتبة والطبيبة غادة شريف في صباح يوم الثلاثاء نفسه تكتب في المصري اليوم مقالا تدافع فيه عن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التي يرى كل المصريين انجازاتها واضحة من الشرق للغرب، من السويس للفرافرة، لكن شريف التي لم يعلمها أحد تقاليد كتابة المقال، قالت نصا لشخص وهمي اسمه حمادة أن مشروع جبل الجلالة يتضمن خط للتلفريك وأضافت ” اللي عمر أبوك الله يرحمه ما ركبه ولو كان شافه كان تف في عبه ومات من الخضة..يعني باختصار يا حمادة الهيئة الهندسية مخلتش في نفسك حاجة ” ومن المفترض طبعا أن لا يجوز الإعتراض على هذه اللغة في التخاطب مع أي معارض أو مختلف في الرأي لأن من حق الكاتبة أن تعبر عن رأيها بأي الفاظ ومفردات تراها مناسبة لمستواها الفكري وعلى القارئ أن يتحمل طالما اختار أن يقرأ المقال والجريدة.

هذا ملخص ما حدث في مصر على مدار 24 ساعة، مصر التي باتت أمنية شعبها أن يمر يوم 25 يناير من كل عام بهدوء، مصر التي يهزها مقطع فيديو، وتعاير كاتبة شبابها بالتلفريك، وتتهم أخرى ثوارها بأنهم قتلوا أنفسهم، إنها مصر التى لن تتحرك للأمام طالما معظم أبناؤها مازلوا ينظرون للخلف .

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

محمد عبد الرحمن يكتب: عودة القوائم السوداء في الوسط الفني

محمد عبد الرحمن يكتب : الطريق لميدان التحرير‎

محمد عبد الرحمن يكتب : وهم اسمه شباب الإعلاميين

مباريات الدوري بصوت جابر القرموطي ويوسف الحسيني !

محمد عبد الرحمن : أكتب صح .. وكمان اقرأ صح

محمد عبد الرحمن يكتب: أحلى صوت وأقبح الأصوات

محمد عبد الرحمن يكتب: الإنهيار الثقافي العظيم ‫

محمد عبد الرحمن يكتب : المريض العنيد

محمد عبد الرحمن يكتب : زمن الإساءة الجميل

محمد عبد الرحمن يكتب : قائمة أفلام “البورنو” المفضلة لإنتصار

محمد عبد الرحمن يكتب : زمن الـ “سكرين شوت”

محمد عبد الرحمن يكتب: الـ Dislike وصل.. إبدأ بنفسك ‫

محمد عبد الرحمن يكتب : أستاذي البراء أشرف

 .

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا