محمد البرمى يكتب: "هضبة الكينج" ومزلقان أرض اللواء وروف "كامبنسكى"

ما الفرق بين من يغنى للوطن ومن يغنى على الوطن ،بين روف فندق كامبنسكى ومزلقان أرض اللواء بين الشباب الواقف على رصيف نمرة خمسة والعجوز المتصابى الجالس في أفخم فنادق دبى، بين الشاب الذى ظل لسبع أعوام كاملة يبنى في “عنجريب” من أجل “الليلة ياسمراء” وبين العجوز الذى يملك إصرار عجيب على الرقص فوق جثة صانعيه، كل هذه الفوارق المستخلصة من الأمثلة قد تساعدك في الخروج بإجابات عن أى قاهرة يغنوا لها .

مع بدايات 1977 كانت مصر تستعد لاستقبال موهبة مختلفة جديدة في الغناء “الموسيقى الكلمات” حتى الشكل نفسه شاب أسمر نحيف ممسك بالمايك بطريقة غريبة مع وقفة وانحناءات طبيعية لا تصنع فيها، يبشر بميلاد مدرسة جديدة يختلط فيها السلم الموسيقى بالجاز بالألحان الغربية إلا أن أكثر ما يميزها هو الغناء من باطن الأرض من الطبقة الفقيرة القادم منها، لم ينسى أو يحاول تناسى أنه هجر من أرضه فداء للسد العالي أو ظروفه القاسية والصعبة، ملامحه التي كان من المستحيل الاعتماد عليها كان كل ما يمكن أن يعتمد عليه هو موسيقاه المختلفة، مشروعه الفني المتكامل، الكلمات التي يعبر بها عن البسطاء وأحلام الشباب أن يكون ناقلًا بصوته الجميل أفكار العديد من شعراء وملحني جيله، استقبله هاني شنودة وغنى معه “علموني عنيكي أسافر” ،و”أمانة يا بحر”، “في عنيكي غربة وغرابة” الألبوم الذى لم يكتب له النجاح وقتها لكن بعدها نجح بشكل كبير جدًا، تبع هذا الألبوم “بنتولد” قبل أن يدخل عام 1981بالألبوم الذى تسبب في نجاح كبير لمنير “شبابيك” .

في بدايات الثمانينات قرر منير أن يخاطر “والمخاطرة أصل الإبداع” مع الموسيقى العظيم يحيى خليل ليقدم أغنى مختلفة “الكون كله بيدور” وفتح عينيك” “يا زماني “وقد وقد” و”ياما” وغيرهم من الثورة الغنائية الكبيرة التى حققها لمنير ليكون الاكثر تنوعا واختلافا بين كل معاصريه من المطربين ليمثل مشروعا غنيا فكريا ثوريا شكلته كلمات عبد الرحيم منصور – فؤاد حداد – مجدى نجيب – شوقي حجاب، والحان :أحمد منيب – بليغ حمدي – حسين جاسر – يحيى خليل، وقتها كان منير فاتحا عقلة وقلبه لكل جديد للأفكار المختلفة للشعراء الجدد الراغبين في التغيير الرافضين لواقعه لتكون أغاني منير اعظم الثروات الغنائية لحنا وكلمه، يصبح بها غير محتاج لوجه اجمل أو عمليات تجميل ليكون “جان ” يعجب بها السيدات والمراهقين فعرف عن جهوره أنهم الاكثر نضجا.

مع بداية التسعينات وبينما يدشن محمد منير حقبة جديدة بالبوم العظيم “شجر الليمون واشكى لمين والمريلة الكحلي وياطير ياطاير” كانت مصر تنتظر بزوغ نجم جديد بأفكار وموسيقى وطريقة أداء مختلفة صحيح أنه اصدر اول البوماته “ميال” 1988 إلا أن البدايات الحقيقة والظهور للجميع كانت في 1990 بعدما اختير صاحب العامين فقط فنيا ليمثل مصر في بطولة الامم الأفريقية الخامسة وغنى بالفرنسية والإنجليزية ليكتسب شهرة تعوض سنوات من التعب والمعاناة والانتقال من بورسعيد إلى القاهرة والغناء في الكباريهات والنوم في الشوارع والمقاهي بعدها اصدر البوم “متخافيش”، صحيح ان المشروع الغنائي والكلمة مختلفة تمام بين دياب ومنير لكن الأثنين تشابها في أن لكل منهم مشروع فني وموسيقى مختلف.

لم ينسى دياب معاناته في بدايات حياته الصعبة ومعه اصدقائه، كان رغم أغنيته التى تميل للرومانسية يسعى لثورة فنية مع حميد الشاعري واكتشاف موسيقى وكلمات جديدة والتعبير علن أحلام الشباب بأغنى مثل “رصيف نمرة خمسة وأيامنا”، كانت الألبومات الأولى لدياب من “ميال ومتخافيش ويا عمرنا” وعندما غنى “حبيبى يا نور العين” كان يحب على طريقتنا ويمشى معنا ويأكل مثلنا يعيش الأحلام القاسية بمراهقتها وبأزماتها وهو نفس الوقت الذى يسير منير ليكمل مشروعه الفني الذى دخل به بداية الالفية الثانية بامبارح كان عمرى عشرين ليغنى دياب ويتبعه بتملى معاك.

تاريخ فنى حافل موسيقى وكلمات والحان احساس كلهم معبرين، سنوات لم يتذوق الاثنين فيها نعيم فنادق دبى ومطاعم أوروبا وجوائز الميوزك أورد ويتناسوا سنوات التعب وينتقلوا من الغناء إلى مصر للغناء على مصر حين نحب وحين نثور وحين نرفض وحين نبتهل إلى الله بالأغاني الدينية “يانور على نور”، “ومدد يارسول الله” .

ومع بدايات 2010 بينما كان يستعد منير لطرح “إزاى ترضيلى حبيبتي” ودياب يستعد لإطلاق اللي ضحى لأجل وطنه، كانت مصر تعيش على فوران انتهى بانفجار كبير في 2011 أسقط على أثره نظام ظل 30 عام جاثما على قلوب المصريين ورغم أن الأغنيتين السابقتين لم يكونوا لنا إلا أننا تقبلناهم بصدر رحب متعشمين في سنوات سابقة وتاريخ يشفع لكل المطربين الكبيرين قبل أن تتبدل المواقف وتظهر أفكار وثقافات الاثنين بين منير والذى بدأ بلا ملامح وكانه ليس المطرب الذى غنى ” فتح عيونك فنجل جل لكل من جه يتحنجل ” ودياب الذى غنى رصيف نمره خمسة والشارع زحام الأيقونة التي ربط دياب بقلوبنا قبل أن يخرج ويسخر منها قائلا” هو فيه حد يغنى الكلمات دى” ويبدو غاضبا حينا طلبها الجمهور منه .

كانت مسيرة فنية تبين اعوامها الفرق الكبير بين من أتى من بورسعيد لشوارع الهرم فغنى للناس واخر جاء من النوبة بفقر أسوان إلى شوارع حلوان وسنوات التشرد ليغنى للناس وبين من خرجوا علينا ليغنوا لنا من قمم فنادق القاهرة لليل النيل الساحر من يستحق الغناء من امامه مزلقان أرض اللواء أم روف فندق “كامبنسكى”.

اقـرأ أيـضـًا:

غادة إبراهيم تقاضي “النبأ” بسبب شقق الدعارة

مي عز الدين لـ حسني مبارك : اشكرك

عزمي مجاهد يسب أحمد حلمي

تعليق نيللي كريم على أزمة أحمد مالك

حقيقة قرابة نجم “مسرح مصر” بالضيف أحمد

15 صورة من حفل النهار 2016

أشهر 5 فيديوهات لمراسل أبلة فاهيتا

إعلام 25يناير مشاهد باقية‬

عدد قياسي من النجوم في حفل إطلاق osn يا هلا سينما

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا