طارق رمضان: القرصان عصام الأمير

فجأة أصبح عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، قرصانًا كبيرًا قام بالاعتداء علي حقوق قناة الجزيرة الرياضية الشريفة العفيفة الطاهرة التي لا تعتدي عليها حقوق، وتحترم التعاقدات، ولا تسمح لأي فرد لديها بالقرصنة، كأن ما يعرض في الفقرة التحكيمية في برنامج الدكتور علاء صادق علي قناة الجزيرة مباشر مصر ليس قرصنة علي حقوق التليفزيون المصري؛ وكأن ما يعرض في نشرات الأخبار علي هذه القناة هو عمل شريف وعفيف وطاهر ومحترم؛ لكن ماقام به عصام الأمير من عرض مباراة مصر وغانا الشهيرة التي نال فيها المنتخب هزيمة ثقيلة ستة أهداف مقابل هدف في اخر مباراة للوصول لكاس العالم هو من نتاج تفكيره المنفرد أو قراره الوحيد، وهذا ليس حقيقي فعصام الأمير قبل أن يتخذ قرارة بالعرض علي البث الأرضي للتليفزيون المصري -خلي بالك بث ارضي وليس فضائي- كان قد حصل علي مباركات وموافقات ودعوات كبار رجال الدولة المصرية.

الأجهزة المصرية كانت تدعوا له بالتوفيق وقالت له “اعرض ياعصام الشعب لازم يشوف”، اذًا عصام لم يعرض بقرار منفرد ولم يقم بالقرصنة منفردًا فلقد وافقت الدولة؟ ثم أن اتحاد الكرة المفوض من الاتحاد الأفريقي بحماية حقوقة لم يتحرك ضد اتحاد الاذاعة والتليفزيون -المقرصن علي الجزيرة الشريفة العفيفة- باعتبار أنه مفوض بحماية الحقوق والسكوت علامة الرضا كما نقول في بلدنا.

ثم أن الاتحاد الأفريقي لم يتحرك إلا بعد أن اشتكت قناة الجزيرة إلي شركة “سبورت فايف” التي اشترت منها حقوق العرض داخل جمهوررية مصر العربية بدون أن تستأذن من هذه الدولة، حتي “النت” الجزيرة اشترت حقوقة في جميع البطولات وقامت “سبورت فايف” تلقائيًا بحجز أخر قسط للاتحاد الافريقي وقيمته اثنان مليون و900 الف دولار باعتبار أنها اشترت حقوق التصفيات جميعها ومنها المباراة الفاصلة بخمسة مليون دولار قامت بتسديد جزء وحجزت الباقي باعتبار أن هناك قرصنة من تليفزيون مصر الحكومي وتليفزيون الجزائر الحكومي أيضا؛ فقام الاتحاد الأفريقي بدوره بحجز القيمة المالية التي كان سيعطيها كنوع من المكافأة للفرق التي تشارك في التصفيات الأفريقية حتي يتم انهاء المشلكة المعلقة بين الشركة وببين التليفزيونات الحكوميه في مصر والجزائر؟

اذًا اتحاد الكرة لن يدفع مليمًا واحدًا للاتحاد الأفريقي في هذا الشان؟ من ناحية أخري كان الأمير -القرصان- قد قدم إلي المحكمة الإقتصادية المصرية أدلة وبراهين في قضية القرصنة هذه بأنه برئ، لذا حصل علي حكم بالبراءة في هذه القضية؟ وبالتالي أصبح محصن وأصبح معه حكم قضائي أنه لم يقم بالقرصنة ولم يقم بالاعتداء علي الحقوق؟ لكن “سبورت فايف” تلعب اللعبة الشهيرة فرفضت الاعتراف بهذا الحكم وقررت أن تستمر في حجز أموال الاتحاد الأفريقي، واستمر الاتحاد الأفريقي في حجز مكافأة الاتحاد المصري؟ وبل أنها طلبت بوضوح أن تحصل علي حقوق العرض والتسويق لمباريات الدوري العام وكأس مصر والمنتخب، وأن يعترف الاتحاد المصري بأن المبلغ المحتجز لدي الاتحاد الأفريقي هو -عربون- شراء لهذه الحقوق بداية من العام القادم ،وهو الاقتراح الذي حصل علي قبول مندوب الجزيرة الرياضية او -ببين سبورت- الحاضر للقاء في باريس، بل وأكد للاتحاد المصري أنه سيتم حصوله علي أعلي سعر إذا أراد ولنبدأ بهذا المبلغ المحتجز لدي الاتحاد الأفريقي ،وهو ما رفضة اتحاد الكرة المصري؟ ليبقي أخر الكلام عند بابا “عيسي حياتو” رئيس الاتحاد الأفريقي -ليه بقي- لأنه صاحب المسابقات الأفريقية ومنتج كرة القدم ومن حقة اتخاذ القرار النهائي؟

النهاية اتحاد الكرة المصري لم يقم بواجباته في تحذير التليفزيون من القرصنة علي الحقوق بأي شكل ما؟ ولم يقم باتخاذ إجراءات ضده، تحفظ له المكافأة التي كان سيحصل عليها؟ الاتحاد المصري لن يقوم بدفع أية مبالغ مالية “لسبورت فايف”، إنما لن يحصل علي مكافأته إذا قرر “عيسي حياتو” ذلك؟ عصام الأمير لم يتخذ القرار منفردًا إنما وافقت عليه الدولة؟ الجزيرة الرياضية تشتري مساحات جمهورية مصر العرببية منفردة سواء أرضي أو فضائي أو انترنت أو موبايل، بدون أن تحصل علي موافقة الدولة المصرية علي هذه الحقوق؟ اخيرًا الجزيرة مباشر مصر تقرصن علي حقوق اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري وهو صامت لانعرف لماذا؟

اقرأ أيضًا:

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة