10 ملاحظات حول دفاع محافظ السويس عن تصريحات "الصواريخ والرياح"
فاتن الوكيل
لايجب فقط على المتكلم أن يعرف ماذا سيقول، ولكن الأهم كيف سيعبر عن تصريحاته، وأصبح ذلك ضرورة لدى المسئولين المصريين، بعد الفيديو الذي انتشر للواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس، وهو في جلسة، يتحدث عن أمور تتعلق بموقع مصر ومناخها، وأثر الاحتباس الحراري علينا، وبحر مصر “الحنين”، الذي سيحمينا من أنهيار الثليج، وماذا إذا فكر الاحتلال الإسرائيلي في ضرب “حاجة” على مصر، كما جاء في الفيديو.
وبعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل، التي تعيش حاجة تعطش إلى “القلش” بشكل دائم، لم تفوت الفرصة، التي لا ينكر أحد أن المحافظ قدمها على طبق من ذهب لهم، ليكون سخرية حسابات العالم الافتراضي.
ولكن توفرت بعد ذلك فرصة للمحافظ، في أن يصحح ويوضح ما جاء على لسانه في الفيديو، من خلال حوار أجراه معه صابر العربي، محرر موقع “التحرير”، والذي نُشر أمس الخميس، فهل نجح في ان يصحح صورته؟، أم كان مادة أكبر لسخرية تمتد لأيام أخرى؟
إعلام.أورج يسرد 10 ملاحظات على حوار المحافظ مع “التحرير”:
1- من الواضح أن اللواء الهياتمي، لا يلتزم “بالرد على قد السؤال”، فما أن تقرأ سؤالاً حتى تجد إجابة مطولة، حول موضوعات مختلفة، فلا يهم القارئ أن يعرف بأنه قرأ كتاب تشرشل، أو إن كانت شقة المحافظ إيجار، وسيارته بالقسط من الجيش.
2- من التصريحات الجديدة والمستغربة اللي قالها الهياتمي خلال الحوار هي أن “ماسبيرو عالم فرنسى عمل دراسة على مجرم، والمجرم لابد أن يسكن العشوائيات، فزار عشش الترجمان، وهى أول عشش موجودة فى مصر، وكانت خلف الإذاعة والتلفزيون، وجمال عبدالناصر كان عامل الإذاعة والتلفزيون، وكان لا يريد إظهار هذه العشش، وميبقاش فيه عشش فى مصر، فسمى المبنى ماسبيرو نسبة لهذا الشخص، والذى كان من المفترض أن يساعد عبدالناصر فى الخلاص من العشش”.
الغريب أن المحافظ أدلى بهذا الكلام، وسبقه بجملة ” الثقافة قليلة”، وما لا يعرفه ان ماسبيرو عالم آثار، تخصص في علم المصريات، وليس علم الجريمة، وتم تسمية مبنى الإذاعة والتلفزيون على اسمه، تكريمًا لدوره في الحفاظ على الآثار المصرية، وليس لإخفاء العشش.
3- أوضح محافظ السويس خلال الحوار، تفاصيل تصريحه الخاص بأن طبيعة الرياح ستقف في صالح مصر، إذا فكر الاحتلال الإسرائيلي أن يقصفنا بسلاح نووي أو كيماوي، وهو ما لم يتبين في الفيديو الأصلي، الذي قال فيه “لو ضربوا حاجة على مصر”.
4- لم يتخل اللواء الهياتمي، عن أسلوبه “الهليهلي” في الحديث، والذي جعل من تصريحاته مادة للسخرية، أكثر من الحديث نفسه، الذي كان من المفترض أن يستغله لتوضيح تصريحاته السابقة، بدلًا من أن يكون نقطة انطلاق جديدة للهجوم عليه، بسبب تصريحه حول “ماسبيرو”، وأن محافظة مطروح، اسمها “100 روح”.
5 – الصحفي الذي أجرى الحوار، عرف المدخل الذي سيجلب المزيد من القراءات، ومن الواضح أنه قرر عدم إفلات الفرصة، وهو ما ظهر من سؤال “ما هى الأخطاء الأخرى الشائعة؟”، المحاور هنا، من الواضح أنه يعرف بأن المحافظ سيقول المزيد من التصريحات الغريبة.
6 – الميزة في حوار المحافظ هو الحديث عن المحتل الإسرائيلي، حتى مع تحفظه على ذكر اسمه، بسبب ما قاله بأن “معاهدة السلام تحظر علينا أن نقول على إسرائيل عدو”، فهناك أحد المسئولين مازال يفكر في المحتل كعدو، لن يهدأ حتى يحقق وهمه بدولة “من النيل للفرات”.
7 – ما فائدة التصريح بأن نائب في مجلس الشعب “بيهيج الرأي العام”، دون توضيح سياق الحديث بينه وبين هذا النائب، الذي رفض ذكر اسمه؟، والدخول في أمور فرعية ستجلب عليه المزيد من الأسئلة، والاستنتاج بأنه يتحدث بشكل غير لائق مع أحد النواب، وافتعال أزمة مبكرة مع عضو بالبرلمان؟.
8- قال المحافظ إن هذا النائب “كان معه شخص استغل انفعاله، ونشر الفيديو المتداول بهذا الشكل”، لكن من الواضح في الفيديو، أن المحافظ كان على علم بالتصوير، كما لم يظهر شخص آخر يقوم بمحاورته واستفزازه، ولكن ما ظهر أنه “ماصدق” وانطلق يصرح بأشياء حول “الاحتباس الحراري” و”موقع مصر”، والرياح “الشمالية الغربية”.
9- الظاهر من الحوار أنه ركز فقط على التصريحات المثيرة للجدل للواء الهياتمي، ولم يسأله حول أي أمور تتعلق بالمحافظة وأحوالها، إلا فيما يتعلق بخطته لذكرى ثورة 25 يناير، حيث قال “هحتفل بالثورة فى ميدان الأربعين مع الأهالى والمواطنين”، وهي إجابة جيدة، خاصة وأن السائد الآن هو الهجوم على الثورة.
10- بالرغم من أن المحافظ يعرف أنه في حوار رسمي مع موقع إخباري، إلا أن حديثه جاء بالعامية المبسطة “زيادة عن اللزوم”، وهو ما يصّعب على المحاور – إن أراد – أن يصيغه بشكل صحفي أكثر وقارًا، ويدفعه لتطعيم الحوار بالعديد من الجمل العامية التي قالها، مثل “أشخاص تنبش خلفي ومستنيين غلطة ليه”، و”تضربنا بحاجة كيماوية أو ذرية”، و”ولو كانت نيتنا مش حلوة”، و”شمشون الجبار”.
