مؤمن المحمدي يكتب: بودرة عماد متعب

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

أهداف متعب اللي أحرزها فـ الدقيقة 90، واللي الكل رصدها وعددها وعمل بيها قوايم، هي فعلا أهداف قاتلة وصعبة، بس فيها حاجة غريبة، خصوصا فـ السنين الأخيرة.

أصلك فرحة الأهلاوية بـ الهدف، أو خضة المنافسين، بـ تمنعك تسأل نفسك سؤال: هو ازاي متعب بـ يجيب الإجوان دي بـ السهولة دي؟ يعني جرب تشوف الهدف لـ وحده كده، بعيدا عن توقيته، تلاقيها أهداف قريبة من بعضها، هو فـ الـ 18، والكورة عرضية، فـ يوجهها بـ هده، كـ إنه في تقسيمة.

طيب فين المان اللي ماسكه، فين حارس المرمى، طب الناس دي ما شافتش الجون ده، جه بـ الطريقة دي، في التوقيت ده، عشر مرات على الأقل قبل كده؟ طب لما هي الحكاية سهلة كده، ما بـ يسجلش ليه فـ الماتش نفسه؟ وأكتر من جون.

عارف، الواحد بـ يحس إيه، إنه متعب عنده بودرة عفريت بـ تخفيه عن المدافعين، وحارس المرمى، بس البودرة دي مش بـ تشتغل غير بعد الدقيقة 90، فـ أول ما مفعولها يشتغل هو ما يظهرش غير والكورة فـ الشبكة.

طبعا بـ أهزر، أحسن حد يقول لك إننا بـ ننشر الشعوذة وكده، بس لو هـ نتكلم بـ جد فـ البودرة دي ليها تركيبة موجودة فـ الأهلي من زمان، وهي عند عماد حاليا.

من ساعة ما وعينا ع الدنيا، وإحنا بـ نشوف الأهلي بـ يكسب فـ الدقيقة الأخيرة، أكلمك مثلا عن التمانينات، لما الموضوع وصل إن جرنان كان الأخبار أو الجمهورية مش فاكر طلع بـ مانشيت: عندما تقابل الأهلي فت احذر الدقيقة 45. وقتها كان وقت كل شوط لـ وحده، مكنش فيه حاجة اسمها الدقيقة 90.

أقدم ماتش أفتكره كان الأهلي وفريق الأشغال الصومالي فـ أبطال أفريقيا 92، صفر/صفر، والماتش هناك خلصان صفر/ صفر، وهـ نلعب ضربات جزاء، الدقيقة 90 علاء ميهوب، بـ نفس الطريقة، تحس إنه كان مختفي، وظهر فجأة، جون.

علاء ميهوب كان ليه صولات وجولات فـ الدقيقة 90 دي، ومش هـ أكلمك عن أفريقيا، أقول لك على نهائي 1984 كاس مصر، المصري متقدم واحد صفر، والله يرحمه سيد متولي، وقف فعلا، وظبط الكرافتة علشان يروح يستلم الكاس، فجأة ما تعرفش منين علاء ميهوب التعادل، نزلوا الوقت الإضافي مغلوبين.

مفيش جيل في تاريخ مشجعي الأهلي مالوش ذكرى مع الدقيقة الساحرة دي، وكان لي صديق يقول لي: أنا بـ أبدأ أقلق فـ الدقيقة 92، طب إيه الحكاية؟

مفيش، الحكاية في التركيز، إنت ثابت على الأرض لـ آخر نفس، المنافس مهما كان، لما بـ تقرب اللحظات الأخيرة، لازم عينه هـ تزوغ لحظة، مجرد لحظة، وكل ما الوقت يقرب يخلص، اللحظة دي احتمالها بـ يكبر.

ليه عينه بـ تزوغ، لـ إن طرف عينه، وطرطوفة ودانه بـ يبقوا مع الحكم وصفارته، فيمتو ثانية بـ يتهيأله إن الصفارة صفرت بـ الفعل، مع الضغط الشديد اللي هو فيه بقاله على الأقل ربع ساعة، وده زمن كبير على المجهود البدني والعصبي.

مش بـ أتكلم هنا في فنيات كورة، بـ أكلم عن نفسية البني آدم الطبيعي، علشان كده عماد متعب، مش طبيعي، هو وأي لاعب أهلاوي تخصص فـ الحكاية دي، هو كل حواسه فـ الملعب، طول ما دخلناش أوضة اللبس، واللاعيبة الأهلاوية بـ يوثروا لـ بعضهم، استنى اللحظة اللي عين الخصم هـ تزوغ، علشان هي لحظة، بـ تيجي مرة واحدة، بس بت تبقى هي المرة.

 

مش عارف يا أخي، لو الكورة مكنش فيها وقت بدل ضايع، كنا عملنا إيه؟

الحمد لله، قدر ولطف

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (9) إنتاج صحيح بس حربي

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (8) بيبة والصعيد مات

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (7) المستكاوية

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (6) حرس الحدود يا أهل الله

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (5) الخواجة سموحة

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (72) إخراج خالد يوسف

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (71) الأستاذ والتلميذ

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (70) عفاف وشحاتة

.