محمود رضوان يكتب: في مديح التجريب الصحفي

3 تجارب لفتت نظري في الحقل الصحفي المصري مؤخراً وبالتأكيد هما لـ 3 شباب متحمسين وبيفكروا زي ما بيقولوا كدة خارج الصندوق، مع أن التجارب دي منتشرة في العالم كله، وكانت موجودة في مصر لحد وقت قريب قبل ما الصحفيين يقعدوا ويستسهلوا وياخدوا أخبارهم من فلانة اللي كتبت على الفيس بوك أو من تويتة كتبها فلان وهو قاعد في الحمام.

الـ 3 تجارب دول، لصحفية قررت فجأة تنزل الشارع بكاميرا لمدة 8 ساعات ترصد فيهم ظاهرة التحرش وطلعت بنتائج مهمة منها أن فيه بنات كمان مارسوا التحرش بها والمعلومة دى في حد ذاتها ماكناش هنصدقها إلا إذا شوفنها بعيننا المجردة.

 التجربة الثانية لصحفي يشيل شنطة ويضعها أمام مبنى سيادي ويتركها دون أن يشعر أحد أو يهتم في حين أن البلد كلها بتتكلم عن تأمين المنشآت الحيوية من الأرهاب.

 التجربة الثالثة وهي لمعد برامج عمل نفسه شاذ جنسياً واندس وسط مجموعة من الشواذ وفضح أمرهم أو بلغ عنهم ودا فعل أترك لكم تقييمه، أنا لست بصدد نقد تصرفه أخلاقياً بقدر ما أنا هنا برصد التجربة.

الحقيقة أن التجارب الثلاثة مبشرة جداً وهيفتحوا المجال لناس كتير تجرب وتغامر حيث تفتقد الصحافة المصرية لهذا النوع من الحراك التجريبي لضخ دماء جديدة فى شرايين هذا المهنة العتيقة، وكمان دا هيأثر أكتر على برامج التليفزيون العجوزة اللي محتاجة للنوع دا من البرامج عشان تبقى(real tv).

ومن التجارب الصحفية المؤثرة والمهمة هي تجربة الكاتب الصحفي الكبير عاطف حْزين واقتحامه لمنزل الموسيقار محمد عبد الوهاب ليلة وفاته، حيث كانت الأسرة تفرض سياجاً أمنياً حول المنزل لمنع الصحفيين والمصورين، لكن عاطف قرر يكون صحفياً خارج الصندوق، ودخل البيت على أنه حانوتي ومعاه الصبي(المصور)، وحضروا لتغسيل المرحوم، وحصلوا على صور نادرة لمحمد عبدالوهاب وأذكر أنها لم تنشر أحتراماً لقدسية الميت ونشر منها على حد ذكري صورة واحدة فقط كنوع من السبق وتأكيد المصدقية.

عاطف حزين
الكاتب الصحفي عاطف حزين

التجربة الثانية كانت لعاطف حُزين أيضاً وهي عن ظاهرة النعوش القادمة من العراق في التمنينات لشباب مصريين عقب نهاية حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران والتي لم يكن أحد يعرف سرها ولم تصرح الدولة وقتها بهذا السر وظن الأهالي أن أبنائهم كانوا من المشاركين في الحرب، ولكن عاطف حُزين بذكائه الصحفي أطلع على كشف بأسماء الشباب وعنوانيهم وانطلق بسيارة أخبار اليوم وقتها إلى عدد من المحافظات، وسبق الحدث بساعات وهناك كان يلتقى بكل أسرة ويسألهم عن أبنهم المسافر إلى العراق دون أن يخبرهم بأنه سيكون بينهم بعد ساعات لكنه لن يكون حياً للأسف، وعاد حُزين إلى القاهرة وكانت المعلومة المؤكدة لديه أن هؤلاء الشباب تزوجوا من عراقيات ظنوا أن أزواجهم قتلوا فى الحرب وعاشوا مهم كأزواج داخل البيوت، وعندما عاد الأزواج العرقيون من الحرب وجدوا رجالاً غرباء في بيوتهم، وكان الرد هو القتل، القصة تكررت لأكثر من 11 حالة، زوج يعود من الحرب يجد زوجته فى أحضان رجل غريب فيقتله، الصحفي هنا قدم مثالاً للصحفي الميداني المحترف، رغم أنه أدى وظيفيته ألا أن التجربة لها متعتها فجربوا واستمتعوا بمهنتكم ولا تركنوا للمعلومة السهلة ولا تستسلموا لمصادار السوشيال ميديا يرحمكم الله، وتحية حب ودعاء من القلب بالشفاء العاجل لعاطف حُزين الكاتب الصحفي الكبير صاحب هذه التجارب العالقة في الذهن منذ زمن بعيد.      

للتواصل مع الكاتب