مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (72) إخراج خالد يوسف

يوسف شاهين سأل خالد يوسف: معاك رجالة؟ قال له: طلبة كتير عايزين يحضروا الفيلم، قال له: يالا بينا.

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

شالوا الطلبة يوسف شاهين، وهتفوا ضد الأمن وإدارة الجامعة، “ويا حرية فينك فينك فينك، أمن الجامعة ما بينا وبينك” وفي رواية أخرى: “أمن الدولة”، وحاصروا المبنى، وانتهى الأمر بـ انتصار ساحق، وعرض الفيلم.

يوميها، خالد يوسف قدم يوسف شاهين مقدمة نارية، من نوعية: إنه العصفور الذي يشتاق إلى الحرية، والابن الذي لم يكن يوما ضالا، والذي حافظ على الأرض، مش عارف إذا كان وصل إلى إنه يسير على خطى الناصر صلاح الدين، ولا وقف عند ابن النيل، بس كانت احتفالية، لما تسمع خالد نفسه وهو بـ يحكيها، تقدر تستنتج الأجواء، خصوصا لو كنت زي حالاتي، عشت أجواء شبيهة كتير.

لما اتخرج خالد من الجامعة، كان بـ يتردد على يوسف شاهين، فـ كان مستني الجيش، وبعدين يشوف هـ يعمل إيه؟ فـ شاهين قال له: ما تشتغل في السيما؟ كده بـ بساطة، خالد بـ يحكي بـ فخر، إنه تقريبا الفنان الوحيد في العالم، اللي عمره ما كان له في الفن وهو صغير!

خايف أقول: ولا وهو كبير، لـ يزعل ولا حاجة، فـ مش هـ أقول.

المهم، طيب نشتغل في السيما، أول حاجة كان بـ يعملها شاهين وقتها، كان فيلم تسجيلي، أو بـ يسموه ديكودراما، اللي هو تسجيلي، بس فيه مشاهد متمثلة، الفيلم ده كان اسمه: “القاهرة منورة بـ أهلها”، واتعمل بناء على طلب من التلفزيون الفرنسي، إنه يعمل فيلم عن القاهرة 1990 كما يراها.

شاهين طلب من خالد يوسف إنه يمثل في الفيلم، ولما خالد قال له: أنا ما أعرفش أمثل، قال له: إنت مش هـ تمثل، هو دور طالب عاطل، مش إنت عاطل ومش لاقي شغل؟ أهو اطلع بـ شخصيتك، وكانت النتيجة زي ما شفناها، فيما يخص خالد يعني، وبـ المناسبة الفيلم فيه مشاهد من مظاهرات الجامعة، وظاهر فيها طلاب من نادي الفكر الناصري، الطالب اللي بـ يهتف ده د. حمادة الحسيني، جيل التمانينيات وأوائل التسعينات أكيد يعرفوا الاسم ده.

بعد “القاهرة منور بأهلها” كان طبيعي إن خالد ما يمثلش تاني، طب يعمل إيه؟ يِخرِج طبعا. الإخراج حق لـ كل إنسان، وقد كان.

كان الفيلم اللي داخله شاهين هو فيلم “المهاجر”، وكان طبيعي إن خالد لما يدخل كاست الإخراج يبقى مساعد مخرج تالت، ما هو أصل مساعدين المخرج درجات ووظايف، صحيح إن كل شيخ وله طريقة وكل حاجة وليها حاجة، لكن اللي بـ يتفق عليه الأغلبية فيه المساعد الأول، وده ساعات بـ يبقى اسمه المخرج المنفذ، ده اللي بـ تصب عنده كل الحاجات قبل ما تروح لـ المخرج.

المخرج بـ يدير، لكن اللي بـ ينفذ هو المساعد الأول، تحت المساعد الأول فيه مساعد تاني وتالت، كمان بـ يتقسم الشغل، فـ ده لـ الحركة، وده لـ الديالوج، وهكذا، وفي سوق السينما فيه ناس بـ تبقى شاطرة قوي في حاجات، وليها سمعة، سواء كـ مخرج منفذ، أو حركة أو … أو …..

حسب كلام خالد نفسه، إن عدم معرفته بـ السينما تسببت في مشاكل كتير، زي مثلا إنه يمسك مراجعة الديالوج، المفروض اللي بـ يشتغل الشغلانة دي، مش بـ يراجع بـ الحرف، لكن يبقى عنده فكرة إمتى الديالوج كده ما ينفعش، لكن مش كل ما الممثل يغير كلمة، يروح يقول لـ المخرج، هو أصلا المفروض ما يروحش لـ المخرج من نفسه كده، بـ يروح لـ المساعد الأول اللي كان وقتها أحمد قاسم. بس خالد كان بـ يبوظ المشاهد.

فـ الآخر أحمد قاسم بعته يحرك الجمال في الخلفية علشان يبعده خالص عن اللوكيشن، فـ قضاها هناك، وعلى حسب تعبيره: أنا خرجت من الفيلم مش عارف كده اتعلمت ولا لأ.

لكن الغريب إن يوسف شاهين عمل حاجتين أغرب من بعض، الأول حط اسم خالد يوسف كـ مشارك في كتابة الفيلم، مع إن إسهامه، بـ شهادته، لا يذكر. إنما دي تعدي.

الحاجة التانية هي اللي فاجئت خالد نفسه

نشوفها المشهد الجي بقى

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (71) الأستاذ والتلميذ

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (70) عفاف وشحاتة

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (69) هاني شنودة

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (68) “غريب” في حياتي

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (67) بيبو والغريب

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (4) المقاصة التاريخية

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (66) العصمة في إيد وحيد حامد

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (3) دوري الشركات

.