محمد فوزي سعيد يكتب : رحلة اللآلام .. مع وسائل الإرغام

( هات نشرة 9 نعرف اخبار الدنيا إيه ؟؟؟ )

الكلمة الرئيسية في كل بيت مصري فترة الثمانينات والتسعينات وربما مع بداية الألفية الثانية … نشرة اخبار التاسعة بالتلفزيون المصري نافذة مصر والعالم .

كانت نشرات الاخبار في التلفزيون المصري والراديو والجرائد هي فقط وسيلة معرفة الأخبار والأحداث الجارية …. ومع تطور الفكر أصبحت الاذاعات الغربية التي تبث الاغاني ونشرات الاخبار مثل اذاعة مونت كارلو تغزو عقول الشباب … وما اجمل الهدوء النفسي الذي كنا ننعم به في هذه الفترات فبالتزامن مع أسوأ الاحداث كان الهدوء يعم مصر العظيمة وشعبها

بدأ الاتجاه الى اطلاق برامج ( التوك شو) تماشيا مع مقتضيات العصر الحديث ( اللذيذ ) مع بداية الالفية الثانية وفي هذا الزمان لم تنتشر الفضائيات كثيرا فكانت قناة دريم من اوائل القنوات التي ظهر فيها برامج التوك شو وتناول الاحداث الجديدة والابرز وكل ما يطرأ على المجتمع المصري فيما حاول التلفزيون المصري المنافسة في البداية ببرنامج البيت بيتك وبالرغم من ظهور بعض البرامج التي تحاول زعم المعارضة واظهار الحقيقة ببرنامج يحمل نفس الاسم يديره وائل الابراشي الا ان الاوضاع كانت هادئة ايضا .. وحتى بعد دخول اوربت وظهور ابراهيم عيسى الا انها كانت موجهة لبعض الفئات التي تستطيع الاشتراك في القنوات مدفوعة الاجر … ( طب والله كانت الدنيا هادية برضه )

 

رحلة الالام مع وسائل الاعلام بدأت للاسف مع ثورة 25 يناير حيث انفجرت ( ماسورة ) القنوات الفضائية بكل توجهاتها السياسية وبدات الحرب العالمية السودة داخل منازلنا

وبالرغم من وجود مواقع الانترنت الا انها لم تكن منتشرة فيما قبل وحتى الان رواد هذه المواقع فئة قليلة هي من تحرص الحصول على الخبر من خلالها ، واصبحت القنوات الفضائية وسائل ارهاب في المجتمع المصري باطلاق الاراء الغريبة وتناول الموضوعات الاغرب والحروب الشعواء التي تنطلق بين فريق واخر وكل من هب ودب يريد ان ينفذ من خلال هذه الماسورة اللعينة

( ايه اللي وداها هناك …. غزوة الصنااااااااديق … جبنة نستو يا معفنين … مش باقولك ايام سودة … انتي فين يا هبة ) انها لعنة السماء التي اصابت المجتمع المصري الذي يستخدم كل وسائل التكنولوجيا باستخدامها القميء

كل يوم نعيش في كارثة اعلامية ما بين تلاسن ومشاجرات وتصفية حسابات وكل مذيع يريد جذب المشاهدين فيبدأ في قصائد الردح والشتيمة واثارة الفتن حتى يثير الراي العام فيرفع نسبة المشاهدة ويرتفع اجره … على حساب المجتمع المصري … طيب بسيطة ايه يعني المجتمع وناسه …. المهم اجرك وشهرتك

مذيع يجلس على المصطبة وأخر يصرخ وهذا يسب ويلعن لا لا لا الجديد يا سيدي الفاضل كان هو تبني كل مذيع وجهة نظر يريد ان يقنع بها الجمهور عنوة وبكل عنف وإرغاما حتى يسير على نهجه

الجيش حلو …. الحكومة المصرية تتخبط …. الاخوان ارهابيين … احسن من سوريا والعراق … فتاة المطار حلوة لا وحشة … طب فتاة المول وحشة لا حلوة …. طب الاقتصاد المصري ينهض … لا الاقتصاد ينهار … مصر أد الدنيا … روسيا حبيبتنا امريكا وحشة … لا روسيا وحشة والمانيا حبيبتنا …. احفظ يابني انت وهو احفظ غصب عن عينك …. انها الرحلة يا سادة التي مررنا بها رحلة بدأت بألم وانتهت بالإرغام

ساهم الاعلام المصري في صناعة ثورتين كانتا على حق او لا حسب وجهات نظر المتلقي كما يريد … وساهم اعلاميين في صناعة وتوجيه الراي العام … الا ان اللعبة الاغراء تحولت واصبحت لعبة الارغام

وسائل الاعلام المصرية ترغمنا على تأجيج الفتن واثارة العنف ترغمنا على تبني العنصرية والإرهاب الذي تحاربه الدولة …. الجميع اصبح يتأكد انها اداة نفاق ( وتطبيل ) بل هي اداة مراوغة وإخفاء الحقائق وقلبها … لقد ارغمت وسائل الاعلام جزء من الشعب المصري على هجرها والاهتمام بوسائل الاعلام الاجنبية والخارجية مهما كانت تقول فالقانون السائد انها اصدق من أي مُنتج مصري

باسم يوسف … اه والله باسم يوسف صدقني … باسم يوسف لم يكن ناقدا للأنظمة الحاكمة بل كان ناقدا لآلتها الاعلامية التي تساندها فكانت تسقط الافكار والمسؤولين بسبب وسائل الاعلام التي تساندها بكل رعونة ( اه والله ) باسم يوسف انتقد جهاز الكفتة …( اه يا فندم اصله كان بيمس مؤسسة الجيش … طب يا فندم ما لازم مؤسسة الجيش تدقق فيما تعلن يعني باسم مش ضد الجيش كان ضد الاعلام اللي عمل من الشيف عبد العاطي إله الطب عن المصريين) …. كان ضد وسائل العلام التي تذيع ليل نهار المقولات الرنانة التي لا دخل لها بما يحدث على ارض الواقع

وسائل الارغام المصرية تبث الكراهية والعنصرية … تجعلك تنفر من مصر واللي فيها تجعلك تريد الهروب منها ولا تصدق أي اخبار او حقائق او مسؤولين او انظمة … تجعلك مرغما على فتح اذنك للوسائل الخارجية والتي هي في الاساس بوق اعلامي لنظام يريد بث فتنة اخرى تحقق اهدافه

ميثاق شرف اعلامي … هو الحل … اكتشفوه ويحاولون اقراره والعمل به بالرغم من انه فكره تتداولها كتب الاعلام نظريا ولكن هل سيكون تطبيقه سهلا … في وسط الضياع الاخلاقي لبعض الاعلاميين الذين يريدون تحقيق مكاسبهم الشخصية فوق أي مصلحة عليا للبلاد هل سيحمي ميثاق الشرف المصريين من وسائل الارغام ويجعلها تعود لسابق عهدها …. يا رب

اقـرأ أيـضـًا:

“الحلفاوي” مهاجماً مقاطعي الانتخابات: الاحتجاب مش رأي

صافي ناز كاظم : معظم من صوتوا في الانتخابات الأخيرة مرتشون (2-2 )

صافي ناز كاظم : هذا الأديب حرض على إعتقالي (1-2)

17 تصريحاً لمحمد هاني عن cbc في 2016

موسى والحسيني.. “ناقر ونقير” الإعلام المصري

أبرز صور حفل افتتاح مهرجان دبي

ontv تخسر يوسف الحسيني

طوني خليفة ينضم لـ cbc

تصريحات عنيفة ضد السيسي من رئيس نادي الزمالك

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا