طارق الشناوي يكتب: عمرو والهروب الكبير!

مهما يقول عمرو دياب من أسباب ومبررات لتأجيل تصوير مسلسله «الشهرة» فإنه لن يقف مجددا أمام الكاميرا ممثلا، وسيظل بين الحين والآخر يثير شهية الصحافة بأخبار تؤكد استعداده لخوض المعركة إلا أن الأخبار ستظل أخبارا.

طارق الشناوي
طارق الشناوي

حلم الوقوف أمام الكاميرا ممثلا لم ولن يغادره فهو أشبه بمباراة ثأرية بعد أن منيت تجاربة الدرامية السابقة بخسائر لم تسمح له بالوقوف على القمة الرقمية التى كان يتطلع إليها.

بقدر ما يريد العودة بقدر ما يسكنه الخوف من الفشل، فهو يطمع فى أن يحقق نجاحا موازيا أمام الكاميرا، وهو فى الحقيقة ما يبدو مستحيلا ولكنه بدلا من أن يعلن السبب يؤجل التصوير لأجل غير مسمّى. آخر إطلالة سينمائية جاءت فى فيلم ضحك ولعب وجد وحب قبل 21 عاما، الفيلم الوحيد الذى أخرجه مدير التصوير طارق التلمسانى وشارك فيه يسرا وعمر الشريف ولكن بلا نجاح جماهيرى ويظل أفضل وجود له فى فيلم آيس كريم فى جليم للمخرج خيرى بشارة إلا أنه أيضا لم يشهد رقما فى شباك التذاكر يثير شهية شركات الإنتاج للمراهنة عليه.

منذ الثلاثينيات وتحديدا بعد أن نطقت السينما صار كل المطربين يحرصون على أن يوجدوا سينمائيا، أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزى وعبد العزيز محمود وكارم محمود وعبد المطلب ومحمد الكحلاوى وغيرهم، كانت الناس تتقبل المطرب سينمائيا لأنه لم يكن متوفرا مرئيا فى وسائط أخرى، أتحدث بالطبع عن مرحلة ما قبل الانتشار التليفزيونى ومن بعده الفضائى، المطرب مرئيا كان سلعة نادرة قبل بزوغ الفيديو كليب الآن لم يعد الأمر يحتاج إلى فيلم لتراه، صاروا موجودين وبإفراط.

السينما منحت للأغنية بالتأكيد آفاقًا أخرى، أغانى أم كلثوم القصيرة مثلا فى تلك المواقف ما كان من الممكن أن توجد فى أرشيفها لولا السينما، ولا يمكن مثلا أن نتصور أن عبد الوهاب يقف على المسرح وهو يغنى انسى الدنيا وريّح بالك ولكننا نتقبلها منه فى فيلم رصاصة فى القلب ، أو تغنى أم كلثوم الفوازير فى سلّامة ، من المستحيل أن ترددها على المسرح كما أن الإيقاع السريع والزمن القصير لتلك الأغانى يليق أكثر بالسينما.

الفيديو كليب منح الأغنية آفاقًا أوسع، وفى نفس الوقت تضاءلت الرغبة فى مشاهدة الأفلام الغنائية لأنها كانت تخضع فى الماضى لقانون الندرة، أصبح الرهان الآن هل هذا المطرب موهوب أم لا أمام الكاميرا. بعد عبد الحليم حافظ لم يعد لدينا مطرب ناجح كممثل رغم مثلا أن محرم فؤاد لعب بطولة 12 فيلما وهو نفس الرقم لمحمد رشدى، ولكن لن يتذكر الناس أيا منها.

الوقوف أمام الكاميرا ممثلا قانون آخر، اختبار لم ينجح فيه أحد فى الأربعين عامًا الأخيرة، هانى شاكر حاولوا معه مرات عديدة ولم يتحقق، ربما كانت فرص محمد فؤاد أفضل ولكن فيلم إسماعيلية رايح جاى بنجاحة الطاغى عام 1997 أصابه فى مقتل بعد أن اكتشف أن هذا النجاح لمحمد هنيدى وحاول بعدها مرة أو اثنتين ولا نجاح جماهيريا حتى توقف تماما وبدأ يجرب حظه فى برامج المسابقات. مصطفى قمر كان ينبئ بمشروع ناجح منذ مشاركته فى فيلم البطل إخراج مجدى أحمد على أمام أحمد زكى ومحمد هنيدى 1998، ولكن تعثر مشواره الغنائى فتوقفت مسيرته السينمائية ممثلا. تامر حسنى فى هذا الجيل هو الوحيد الذى لديه شباك تذاكر ويلاحقه بمسافة شاسعة حمادة هلال.

لا تزال شركات الإنتاج تتحمس بين الحين والآخر لعمرو وهو يشاركها أيضا الحماس فى لحظة، حيث يقول قلبه ليه لأ بينما عقله يقول لا وألف لا وقبل التصوير بلحظات ينصت لعقله.

نقلا عن التحرير