طارق عباس يكتب : مرتضى والعمدة.. من القفص للبرلمان!

لا أجد غضاضة في أن ينجح أي شخص في انتخابات من أي نوع، طالما جاء بإرادة الناخبين، ولا أجد مانعا في أن يختار المواطنون مرتضى منصور وتوفيق عكاشة وسعيد حساسين وغيرهم من الأسماء التي يدور حولها الجدل دائما، فجميعهم يمثلون مشاريع “فكرية” تليق فعلا بمن أوصلهم لهذا المنصب، ومن وثق في قدرتهم على تأدية دور “البرلماني” بالشكل المطلوب، وحتى بمن قبض من أي مرشح كان يستغل سوق الرشاوى بغض النظر عن نجاحه أو فشله.

لست معترضا على فكرة أن يعود نائب الحزب الوطني السابق “إيهاب العمدة”، الشهير في منطقة الزاوية الحمراء والشرابية، إلى كرسي برلمان جاء بعد ثورتين متتاليتين، رأى هو أولاهما أنها ثورة ظالمة بحكم انتماءه السياسي، وخرج في مظاهرة تأييد لمبارك وحزبه، ثم خرج من المظاهرة إلى الحبس، ومنه إلى قفص الاتهام، منضما لكوكبة من قيادات حزبه تحت مظلة تحقيقات قضائية قالت إنهم دبروا لما سمى “موقعة الجمل”.

لم أتعجب من كم الألعاب النارية وأصوات الطلقات التي ملأت سماء منطقة الزاوية الحمراء، مقر إقامة “العمدة” وقت الانتخابات – بحسب أحد أبناء الدائرة- احتفالا بعودة نائب الحزب الوطني “الديمقراطي”، ولا من أرقام الأصوات التي حصل عليها العمدة من أهالي المنطقة الشعبية، ففي النهاية أعلم ومعظمكم أن لعبة الانتخابات لها حسابات أخرى، من بينها سلاح المال الوفير مقابل الحصانة المُربحة، وإن كان هؤلاء الأهالي الذين تسببوا في نجاحه هم من فكروا في تغيير اسم محطة “الميكروباص” التي تحمل اسم عائلته بمنطقة الزاوية بعد اختفائه خلال الشهور التي أعقبت ثورة يناير.

حتى أنني لست أشعر بالدهشة من أحاديث السيدات في الشوارع ورواد المقاهي عن الميكروباصات التي كانت تقل الناخبين  للإدلاء بأصواتهم مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 400 جنيه للصوات الواحد، وكم القناعة الزائفة بالمبلغ الزهيد، الممزوجة بالسخط على المرشحين الذين يشترون الأصوات، ولا يظهرون وقت الحاجة إليهم، ولا تجدهم إلا وقت الانتخابات يشاركون في الأفراح والعزاءات وحل مشكلات المواطنين على طريقة “شيخ الحارة”، ورغم كل ذلك نجح العمدة الذي رُويَت عنه كل تلك السلبيات والأحاديث.

خرج العمدة من قفص الاتهام في موقعة الجمل، ظافرا ببراءة قضائية، ولقطات دموع واستعطاف ملأت جنبات المحكمة، والتي كنت أراها بعيني بحكم عملي كمحرر قضائي، وظني أن العمدة كنموذج لكل رجال النظام السابق، فكر آلاف المرات، وربما اتخذ قرارا بتطليق السياسة والعمل العام، كما صرح كبيرهم زكريا عزمي منذ أيام لزميلتنا الصحفية ياسمين محفوظ، بأنه اعتزل السياسة، إلا أن الطريق كان ممهدا أمامه وأمام زملاءه في حزب مبارك، فاقتنص الفرصة، ونسي قفص موقعة الجمل، الذي قال بداخله إنه خرج في مظاهرة مؤيدا لمبارك، لأن مصلحته كانت في مبنى الحزب المنكوب، الذي عاد للحياة.

أما زميله (في القفص) المستشار مرتضى منصور، فقد صال وجال في قفص الاتهام، ترافع، وحلف بأغلظ الأيمان، أنه لا علاقة له بهذه الأحداث، وتعرض للطرد من القفص، وهرب حتى لا يتم ضبطه، وفي النهاية حصل على براءة ثم عاد لرئاسة الزمالك، وفاز في دائرته بكرسي البرلمان برقم كبير من أصوات الناخبين، لكنه كان قبلها بيومين يسب ويلعن في ثورة يناير ومن شارك فيها، فكيف ينتظر أبناء دائرته “الكرام” أن يحقق لهم أهداف ثورة لم يؤمن هو بها يوما؟، أو ينجح في السيطرة على أعصابه داخل المجلس، ممثلا عنهم، وهو يجلس بالقرب من رفيق دربه، الأستاذ الدكتور النائب الإعلامي توفيق عكاشة!.

لمتابعة الكاتب عبر فيس بوك من هنا

اقرأ أيضًا:

طارق عباس يكتب: بابا الرئيس!

طارق عباس يكتب: عندما تألق مصطفى خاطر

طارق عباس يكتب: حظر نشر أم حظر حق دستوري؟

طارق عباس: “قناة السويس” وحدها لا تكفي!

طارق عباس يكتب: إلى “محلب”.. متى تستقيل؟

طارق عباس.. “بسمة – عراقي”: إنتوا بتشتغلوا إيه؟!

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا