مؤمن المحمدي يكتب: هنا القاهرة.. هنا المغامرة

عارف حضرتك نداء “هنا القاهرة” اللي بـ نسمعه فـ الراديو من يوم ما وعينا ع الدنيا؟ أهو أول واحد قال “هنا القاهرة” كان أحمد سالم، المذيع والممثل والمهندس والطيار والمنتج وشوية حاجات تانية.

بالنسبة لي، الراجل ده مش طبيعي، فيه حاجة مش مظبوطة خلته عبقري، بس ودته فـ داهية. وهو عنده 21 سنة رجع من لندن سايق طيارة، طيارة خاصة اشتراها بعد ما درس هندسة واتعلم طيران هناك، الكلام كان سنة 1931، يعني هو مولود 1910، بالظبط الأحد 10 فبراير.

أول ما رجع الأوساط استقبلته استقبال الفاتحين، شاب وسيم غني ذكي مغامر بيعرف يلبس متكلم لبق، مثقف، م الآخر ما يتسابش، وده اللي خلاه اتعين بسرعة في شركة عبود باشا، فـ يزهق، فـ يعينوه فـ الإذاعة رئيس القسم العربي، فـ يزهق، بس قبل ما يزهق حصل الافتتاح الرسمي للإذاعة الخميس 31 مايو 1934، وقال هو بصوته: هنا القاهرة.

اللي عرف يلم أحمد سالم هو طلعت حرب، أسند له مهمة تأسيس ستوديو مصر وعينه جنبها في تلات أربع مناصب، زي مدير فـ “بنك مصر” وحاجات زي كده، وكان عمره وصل 26 سنة، تخيل اللي أسس استوديو مصر كان عنده 26 سنة، دلوقتي ستة وعشرين سنة دي ممكن يكون لسه ما اتخرجش.

تمم أحمد سالم مشروع ستوديو مصر، والمشروع مشي فلة شمعة منورة، وقدر ينفذ أول فيلم هو “وداد” بطولة الآنسة أم كلثوم، والفيلم كسر الدنيا، استفاد من الست وأفادها، والفيلم جر أفلام كتير، لـ حد ما وصلنا سنة 1938، لما ستوديو مصر أنتج فيلم: “لاشين”.

الفيلم ده اتعمل ضجة التنين وقتها، قصة تقليدية، ملك ظالم شعبه بـ يثور عليه، اتهرست فـ 300 فيلم ومسلسل عربي، يمكن ده أولهم. بس إنتاجيا الفيلم ده كان طفرة، عشر تلاف ممثل وممثلة، أحمد رامي يكتب الحوار، إخراج مخرج أجنبي، “فريتز كرامب”، مجاميع وديكورات وملابس وهلم.

الملك ما عجبوش الموضوع، دب خلاف، طيب، نعمل إيه؟ قال لك غيروا النهاية، بحيث يطلع الملك مكنش واخد باله، ولما ياخد باله ينقذ الموقف (وده اللي عمله بعد كده أنور وجدي في “أمير الانتقام”، ويمكن يكون ده الأساس لـ فكرة إن الزعيم كويس بس الحاشية بطالة).

اعترض سالم، وقال لهم محدش يقرب من الفيلم، بس طبعا الفلوس بـ تتكلم، فاستقال، مش بس من ستوديو مصر، لأ، من كل المناصب في مؤسسات طلعت باشا حرب، وطبعا عمل شركته الخاصة وأنتج أفلام، ومثل، ويمكن كلنا نفتكر الماضي المجهول مع ليلى مراد، بس أعتقد لو سألناه هـ يقول إنه بـ يحب أكتر أجنحة الصحراء، اللي بـ ينتهي إن البطل يسيب الدنيا كلها ويسيب حبيبته، ويعيش طاير فـ الجو.

أكيد واحد زي ده اتجوز كتير، ودخل فـ علاقات نسائية، وكان ليه قصة مع أسمهان هي اللي جابت أجله، لأنه اتخانق مع ظابط شرطة بسببها، لما رجعت متأخرة فـ مرة فلقته ماسك لها مسدس، طلبت الشرطة، جه ظابط، اتخانق سالم معاه، وخد طلقة فـ صدره، بس اتعالج وقتها، وكمل كام سنة.

فـ الكام سنة دول كان عرف ليليان ليفي كوهين، اللي بقت الفنانة كاميليا، وكان ليهم حكاية ليها روقة وتتحكي بالتفصيل بس فضل جرح الرصاصة معلم فيه لـ حد ما مات وهو بـ يعمل عملية جراحية وهو عنده 39 سنة، يعني سنة 1949، تحديدا السبت 10 سبتمبر، ربنا يرحمه ويرحم الجميع.

نقلًا عن “دوت مصر”