كريم الدجوي يكتب: عن أكرم حسني اللي قتل الوالي!

أكاد أن أجزم بأن أكرم حسني لم يتوقع أن تتسبب حلقته عن التلفزيون المصري في أي مشاكل أو أي ضجة، فقد انتقد أكرم من خلال برنامجه على مدار السنوات الماضية عشرات
القطاعات من الدولة، دون أن تقرر وزارة الصحة على سبيل المثال أن ما قام به من سخرية أمر يتطلب منع قناة إم بي سي من مصر، ولم يهدده رئيس قطاع المرور في وزارة الداخلية بمقضاته لتطاوله على حال المرور في مصر، ولم يتهمه وزير الكهرباء خلال الأزمة بتلقي حفنة من الدولارات للمتاجرة بمشكلة الكهرباء العام الماضي.. كل ذلك لم يحدث لإن كل الهيئات السابقة وغيرها لا تمتلك نصف ذلك النفوذ الذي يمتلكه ماسبيرو غير المرحب بالنقد، تلك القوة لا يظهرها التلفزيون في المحتوى الذي يقدمه، ويستخدمها فقط للنيل من منتقديه ذوي الشعبية أمثال أكرم.

إننا أمام قصة أخرى يغيب عنها المنطق والبديهيات ككثير من القصص التي صارت تحدث على أرض وطننا الغالي، حيث ينقلب الحق إلى باطل وتمزج الحقائق بالاجتهادات، ليصير المنادي بالإصلاح متهما في حاجة لتبرير دعوته، ويصير الكيان العجوز المتهالك ضحية ترتفع الأصوات المطالبة بالثأر له.

“هل فكرت في أن تتقدم بحلول واقتراحات لإصلاح التلفزيون قبل مهاجمته؟” .. كان هذا نص سؤال الإعلامي يوسف الحسيني في حلقة استضاف خلالها أكرم حسني ليدفاع عن نفسه. سؤال غريب بعيد عن المنطق، كما لو كان يوسف نسى ما هو دور الإعلام، كما لو كان قد نسى أن ليس عليه “تسليك” مجاري الإسكندرية قبل أن يوجه اللوم للسيد المحافظ.

وبنفس الطريقة، تعرض أكرم للهجوم من عشرات الإعلاميين المدافعين ببسالة عن ماسبيرو الذي لم يعودوا يعمله به، اتهم بتلقي أموال الخليج، بالرغم من إن القناة سعودية، وهي الدولة التي كان لها الدور الأبرز في دعم مصر على كل الأصعدة خلال العامين الماضيين. عشرات الإعلاميين قرروا ذبح أكرم، ربما كثير منهم قد تخلص من الهوائي الخاص باستقبال القنوات الأرضية، التي لم يعد يشاهدها سوى من لا يمتلك “الدش”، أو قلة من كبار السن الذين مازلوا متعلقين بالتلفزيون المصري بالرغم من تحفظاتهم على أدائه.

في كل ستوديو من ستوديوهات الإعلاميين في القنوات الفضائية، موظف أو اثنان من ابناء التلفزيون المصري في أجازة مفتوحة من وظيفتهم في المبنى، الذين يصفونها بأنها “علشان المعاش بتاع العيال” وليس أكثر، ويرفضون العودة لها مهما حدث بسبب تدني الأجور والجو البيروقراطي وسوء حالة بيئة العمل، ورغم دراية الإعلاميين بذلك يتهمون أكرم بإهانة ماسبيرو الذي أخرج مئات الإعلاميين العظماء، متجاهلين الحقيقة الواضحة، أن ماسبيرو أصبح طارد للمواهب والكوادر، وإن هذه هي القضية الأهم.

هل من المنطقي أن يلام أكرم لإنه انتقد مؤسسة تنفق الملايين من أموال الشعب على محتوى لا يشاهده حتى العاملين بالتلفزيون أنفسهم، أم إنه من الأولى أن يلام القائمين على التلفزيون على هذا المستوى الذي وصل له تلفزيون الدولة! تغاضى الإعلاميون عن الحقيقة الواضحة، وركزوا نقدهم على الأسلوب والألفاظ، واستخدام أغنية وطنية، وإن القناة السعودية، وغيرها من أشياء لا تمت للب الموضوع بصلة، متناسين إنه برنامج هزلي يمرر رسائله من غير السخرية وغير مطالب بضبط ألفاظه وأسلوبه مثل البرامج الجادة.

عزيزي الإعلامي المستاء مما قام به أكرم حسني، أذكر لي 5 برامج تتابعها بانتظام عبر شاشات التلفزيون المصري لكي تثبت لنا أن الكيان الذي تدافع عنه يستحق فعلا هذا الدفاع .. أعرف أن 5 برامج عدد كبير، أذكر لنا 3 برامج، أو 2، أو واحد فقط .. أم الإجابة ستكون صفر؟!

 للتواصل مع الكاتب من هنا

اقـرأ أيـضـًا:

كريم الدجوي يكتب: تجديد الخطاب الديني يبدأ من “الخروف”

كريم الدجوي يكتب : في عالم المالتي ناشونال الناجح!

كريم الدجوي يكتب: عن الزمالكوية اللي بحبهم! 

 كريم الدجوي: هو طباخ الكذب بيذوقه؟!

كريم الدجوي : لا تذبحوا محمد صبحي وجيله!  

كريم الدجوي: إسلام بحيري.. عندما يخشى الفكر الإسلامي صباع كفتة!

كريم الدجوي :مديرة مسرح الهناجر.. ومسؤولي تجنب الشوشرة!

كريم الدجوي :الموبايل الصيني يهزم المليارات!

كريم الدجوي :كيف لا نكون الخاسر الأكبر؟

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا