مدحت عيسى يكتب: أبو حفيظة و إثارة الحفيظة

حالة من الفشل و التردي يعيشها الإعلام المصري لا ينكرها القاصي و الداني ، و الكثير من القضايا الإعلامية أثيرت مؤخرا ، أبرزها قضية مذيعة الجن و الفضائح، و التي نالت حظا وفيرا من الإهتمام، و ربما كانت الأبرز بين اهتمامات المصريين هذا الأسبوع خاصة نشطاء مواقع التواصل، و التي انتهت باقصائها عن الشاشة ( مؤقتا ).

قضية أخرى أثارها الكاتب الصحفي مجدي الجلاد بهجومه على عدد من الإعلاميين و اتهامهم بأنهم صنيعة النظام و يعملون في خدمته، أيضا استمرار ظهور اثنين من الصحافيين على الشاشات بالرغم من كونهما مرشحين في الانتخابات البرلمانية في مخالفة لكل الاعراف المهنية و السياسية ، و برغم الاشكاليات الكبيرة و الازمات المتواصلة المثارة و التى خلفت عزوفا كبيرا من جانب المواطن و ظهور العديد من الدعوات لمقاطعة وسائل الاعلام و التشكيك في الاعلام و الاعلاميين و اتهامهم باالكذب و انعدام المصداقية، وسط الغياب الكبير للتليفزيون الرسمي للدولة – مدرسة الاعلام العربي – سابقا

ولكن من بين هذه القضايا اختار الكوميدى أكرم حسنى الشهير بأبو حفيظة التليفزيون المصري ليخصص له حلقة من برنامجه الكوميدي الذى يذاع على شاشة القناة السعودية ، قدم أبو حفيظة جرعة ضخمة من السخرية اعتبرها البعض أنها وصلت لحد المسخرة و ليس النقد و تطاولا يستوجب وقفة للرد ، و أثارت غضب كثيرين من أبناء ماسبيرو و طالب بعضهم بمقاضاة القناة و القائمين عليها ، خاصة مديرها خريج المؤسسة العريقة و أحد ابنائها و ربما ترددت في أذهانهم عدة تساؤلات  :

– لماذا يحمل السيد أكرم حسني كل هذا البغض لتليفزيون بلده فلم يذكر إيجابية واحدة لمؤسسة حملت على عاتقها تنوير المنطقة و العقل العربي سنوات طويلة و تحمل مكتبته تراث الدراما العربية قبل أن تخرج علينا الفضائيات العربية بأموالها الوفيرة ؟

– كيف وافق مدير القناة على إذاعة الحلقة بهذا الشكل المسئ للمؤسسة التى تعلم فيها و خرج منها ليشق طريقه في سوق الفضائيات و يصنع اسمه الكبير في سوق الإعلام ؟

– هل تقبل القناة السعودية أن يتناول أى اعلامي مصري أو عربي التليفزيون السعودي أو غيره من مؤسسات المملكة بهذا القدر من السخرية و الاستهزاء ؟

– و هل لما عرضه أبو حفيظة علاقة بالخلافات المصرية السعودية خاصة  المشادة بين رئيس مجلس ادارة الاهرام و السفير السعودي بالقاهرة ؟

نعم التليفزيون المصري يعيش اسوء مرحلة في تاريخه كغيره من مؤسسات الدولة التى نهشها فساد السنين و الحكام و الأنظمة ، و بعد أن أهملته الدولة باعتبار أنه عبئ بديونه و عدد العاملين فيه و ملف شائك لا داعي لفتحه الآن و اكتفت باذرعها الاعلامية في القنوات الخاصة و تأثيرها على اصحاب القنوات ، و استطاعت أن توقف الوجوه غير المرغوب فيها ، و لكن كيف لدولة أن تعيش كل هذه الحالة من السيولة الاعلامية و أن تفقد واحدا من أهم أدوات التأثير في الداخل و الخارج ؟

اتمنى أن تكون حلقة أبو حفيظة التى أثارت حفيظة  أبناء ماسبيرو دعوة لنشاط التيار الاصلاحي بداخل المبنى العريق ، و دافعا لهم للضغط على أصحاب الضمير في المبني و في الدولة لانقاذ ماسبيرو من مستنقع الفشل الذي يغرق فيه و أن يكون لديهم قدر من الغيرة علي واحد من ابرز معالم الدولة المصرية  .

ادعو ابناء ماسبيرو لأن يستيقظوا لانقاذ انفسهم و مبناهم العتيق  قبل أن يتحول إلى أطلال فوق رؤسهم .

مقدم برنامج الصفحة الأولى بقناة الغد العربي

إقرأ ايضا

مدحت عيسى: نار اليمن

مدحت عيسى : هل وجدت دولة مبارك بديلا عن السيسي ؟؟

مدحت عيسى: التليفزيون المصري قاتل للطموح

تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا