كشفت المخرجة الإماراتية الرائدة نايلة الخاجة، أول سيدة إماراتية تدخل مجال الإخراج والإنتاج، عن عملها السينمائي الجديد بعنوان "باب".
ويجسد الفيلم دراما نفسية سوداوية تقودها شخصية نسائية، يحوّل وجع الفقد إلى تجربة سريالية غنية بالحواس، مستعرضاً عمق النفس الإنسانية وتعقيداتها بأسلوب فني متقن.


ويحظى هذا الفيلم بدعم من البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع الذي تقدمه وزارة الثقافة الإماراتية، وبإشراف المنتج البارز سلطان سعيد الدرمكي.
ويُمثل الفيلم نقلة نوعية على مستوى السينما الإماراتية، فهو أول فيلم إماراتي من إخراج سيدة يُعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أحد أبرز وأقدم المهرجانات السينمائية في العالم العربي، والمهرجان العربي الوحيد المصنف في الفئة "A" من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام.

وعقب عرضه العالمي الأول في القاهرة، يُعدّ فيلم "باب" محطة بارزة تؤكد مكانته الفاعلة في صياغة مسار صناعة السينما الناشئة والمتطورة في دولة الإمارات.
ويعكس هذا التقدير من القاهرة بوضوح نضج الحركة السينمائية المستقلة في الدولة، ورغبتها في التوسع والابتكار، بينما تستمر الأصوات المحلية في تحدي حدود القصص الإقليمية وصياغتها بأساليب جديدة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت نايلة الخاجة: "إنّ مشاركتي كأول سيدة إماراتية يُعرض لها فيلم في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تتجاوز في رمزيتها حدود الإنجاز الشخصي، لتغدو نقطة تحول حقيقية في نظرة الجمهور الإقليمي إلى السينما الإماراتية. ففيلم ’باب‘ لا يرتكز على الإبهار البصري، بل يبحر في عوالم النفس البشرية عبر لغة الصوت والصمت، وبما يُخفى أكثر مما يُرى. ولم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا الرؤية الثابتة والإيمان العميق لسلطان سعيد الدرمكي، الذي كان دعمه استثنائياً بكل معنى الكلمة ويستحق مني خالص الامتنان والتقدير".
يحكي فيلم "باب" قصة امرأة تطاردها أشباح الفقد بعد رحيل أختها التوأم. ويلازمها طنين مستمر، كجرحٍ لا يلتئم، فتظل عالقة بين أطياف الذاكرة وأوهام العقل، حيث يعيد الحزن تشكيل معالم واقعها. ويذوب في هذا العمل الفاصل بين الحياة والموت، ليصبح الصمت لغة العاطفة، وتتحول الصحراء إلى مرآةٍ للعقل والروح.
يشارك في الفيلم الأبطال شيماء الفضل، هدى الغانم، ميرا المدفع، صبيحة ماجوانكار ومنصور النعماني، كتابة مسعود أمر الله العلي ونايلة الخاجة، موسيقى إيه. آر. رحمان، مدير التصوير روغير ستوفرز (عضو الجمعيتين الأمريكية والهولندية للمصورين السينمائيين)، إنتاج نايلة الخاجة، سلطان سعيد الدرمكي، وجود إس والكو، وشركة دارك ديونز للإنتاج، إخراج نايلة الخاجة.
يجمع فيلم باب فريقاً عالمياً استثنائياً بقيادة المؤلف الموسيقي الشهير والحائز على جائزتي أوسكار إيه.آر. رحمان، والذي يشارك للمرة الأولى في تأليف الموسيقى لفيلم عربي؛ ومصور الأفلام روخير ستوفرز، عضو الجمعيتين الأمريكية والهولندية للمصورين السينمائيين، ومن أعماله أفلام مميزة، مثل كويلز وسكول أوف روك والمغول. ويجسّد رحمان في موسيقاه اتحاد الصوت مع الحزن، فيما تلتقط عدسة ستوفرز التناقض بين الضوء والظل في مشاهد منحوتة بدقةٍ وإتقان، حيث يبدعان معاً تجربة سينمائية تمزج بين الأحاسيس المرهفة والعناصر الملحمية.
وشارك في إنتاج الفيلم كلٌّ من سلطان سعيد الدرمكي، ونايلة الخاجة، وجود إس والكو، تحت راية شركة دارك ديونز للإنتاج، ليشكل علامة فارقة في التعاون بين صنّاع السينما الإماراتيين وكبار الفنانين العالميين، رابطاً بين الإرث الثقافي للمنطقة وروح السينما المعاصرة على الساحة العالمية.
تم تصوير فيلم باب بالكامل في مواقع مختلفة من دولة الإمارات، بمشاركة أكثر من 140 فناناً وفنياً، من بينهم أكثر من 20 إماراتياً في الأقسام الإبداعية الرئيسية.
وبعد جولته في المهرجانات السينمائية، من المقرر أن ينطلق الفيلم في عرض مسرحي واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مطلع عام 2026 عبر شركة ڤوكس للتوزيع، ليسجل بذلك رقماً قياسياً بصفته أحد الأفلام الإماراتية مستقلة التمويل التي شهدت أوسع إصدار على نطاق إقليمي.
ومع كل إنجاز جديد، يرسّخ باب مكانته كإنتاج إماراتي عالمي المستوى، يجسّد روح السرد الإماراتي، ويعبّر عن جوهر المنطقة، ويمهد الطريق لعصرٍ جديد من الإبداع السينمائي في دولة الإمارات.