سميح ساويرس: الثروة 60% حظ.. وشعرت بالملل بعد تحقيق أغلب أهدافي في الحياة

كشف رجل الأعمال المهندس سميح ساويرس تفاصيل اتجاهه للعزف على البيانو، ومشاركته في حفل بمصاحبة الأوركسترا الفيلهارموني المصرية، في دار الأوبرا المصرية، بهدف التبرع بكامل عائدات الحفل لصالح جمعية الهلال الأحمر، تضامناً ودعمًا لأهالي غزة.


وأوضح "ساويرس" خلال لقاء مع الإعلامية منى الشاذلي، ضمن حلقات خاصة عبر قناتها على يوتيوب، أنه تعلم العزف على البيانو في سن التاسعة والخمسين، مؤكدًا أن الدافع وراء ذلك كان شعوره بالملل الذهني والحاجة إلى خوض تحدٍ جديد بعد أن حقق أغلب أهدافه في الحياة من مشروعات وأبناء وإنجازات.


نرشح لك: "عشنا 7 سنين صعبين".. كارول سماحة تحكي صراع زوجها وليد مصطفى مع المرض

وقال إنه فكر في البداية في خوض تجربة السفر إلى الفضاء مع الروس، لكنه تراجع معتبرًا الأمر "وجع دماغ بلا نتيجة"، فاختار الموسيقى كطريق جديد، وأوضح أنه كان دائم حضور حفلات الأوبرا منذ صغره، لكنه شعر بالخجل من نفسه لعدم إتقانه أي آلة موسيقية رغم حبه الشديد للموسيقى الكلاسيكية، وهو ما دفعه لاتخاذ قرار دراسة الموسيقى وتعلم العزف على البيانو.


وأشار إلى أنه فكر قبل اتخاذ القرار في الأشياء التي ندم عليها في حياته، حتى يستطيع تغييرها، فاكتشف 3 أشياء ندم عليها، منهم 2 لن يستطيع تغييرهم، وهي: إجراؤه عملية جراحية في صغره "لم يكن لها معنى"، وتسببت في عدم رفع قدمه اليمنى منذ ذلك الحين، إضافة إلى رفضه عرضًا في 2008 ببيع جزء صغير من شركته مقابل مبلغ كبير وقت ازدهار سوق العقارات، قبل أن تضرب الأزمة المالية العالمية القطاع وتنهار الأسعار، كذلك تأجيله تعلم الموسيقى لسنوات طويلة رغم شغفه بها، حتى قرر في النهاية تعويض ذلك بتعلم العزف على البيانو.


كما تحدث "ساويرس" عن أنه كان يضع لنفسه دوما قائمة أهداف منذ الصغر، ومنها رحلته حول العالم بالمركب لمدة عام كامل، مؤكدًا أنها كانت حلمًا راوده منذ أن قرأ كتاب "حول العالم في 200 يوم" لأنيس منصور وهو في الخامسة عشرة من عمره.


أضاف أنه لم يتمكن من تنفيذ الفكرة في شبابه بسبب ضيق الوقت أو قلة المال، لكنه حققها في عمر الـ58 بعدما انتهى أبناؤه الكبار من دراستهم الجامعية، فيما اصطحب أبناءه الصغار مع مدرسين على متن المركب وأدوا امتحاناتهم عبر الإنترنت.


وفي سياق آخر، قال ساويرس إنه لم يتلقَ أي مديح من والده طوال حياته، باستثناء مرة وحيدة عند افتتاح فندق للعائلة في سويسرا، موضحًا أن أسرته لا تُكثِر من الإطراء، وأن كلمة "برافو" نادرًا ما تُقال بينهم،

واستعرض رجل الأعمال تجربته في العمل خلال فترة الدراسة، حيث عمل "ويتر" و"غسّال أطباق" و"بار مان"، كما عمل في الترجمة للعربية وكانت من أفضل التجارب التي مر بها، وحقق منها دخلًا كبيرًا وقتها يعادل راتب مدير شركة.

وأشار سميح ساويرس إلى قناعته بأن الثروة تعتمد بنسبة 60% على الحظ، و13% على الذكاء، معتبرًا أن الادعاء بأن الثراء مرجعه الأساسي إلى الذكاء أمر مبالغ فيه، وأضاف: "تحررت من الماديات، لم تعد تمثل لي متعة بعدما حصلت على ما أحتاجه، فالمركب مثلًا للبحر ضرورة، لكن ليس مهم أن تكون الأحدث، وكذلك السيارة، شراء الجديد يشعرني بالذنب وكأنها أموال مهدرة".


وكشف سميح ساويرس أنه وضع لنفسه حلما جديدا بعد العزف حتى لا يصاب بحالة الملل مرة أخرى، وهي خوض تجربة الإخراج السينمائي بعدما جاءت له الفكرة من مهرجان الجونة، معتبرًا أن صناعة فيلم جيد أصعب بكثير من بناء الجونة! وقال إنه كتب عدة أفكار، ويسلمها لمتخصصين لتحويلها إلى سيناريوهات، لأنه لا يرغب في التعمق في مجال لا يتقنه، مؤكدًا أن خوضه للتجربة منحه احترامًا كبيرًا لصناعة السينما.