يفتتح فيلم «صوت هند رجب» «The Voice of Hind Rajab» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الدورة الأولى من مهرجان الدوحة السينمائي.
يسرد فيلم «صوت هند رجب» «The Voice of Hind Rajab» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، نداءات الطفلة الفلسطينية هند رجب خلال عدوان غزة فى يناير 2024.
يقدم الفيلم شهادة مؤلمة عن العجز الدولي أمام مأساة مستمرة، ما يجعله صرخة سياسية ضد الاحتلال والعنف المسلّح، ونداءً للضمير العالمي.
يحكي قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب، وهي تبلغ من العمر خمس سنوات، توفيت في غارة على غزة هي وستة من أفراد عائلتها أثناء الحصار في السيارة التي كانت عائلتها بداخلها. وقد تلقى متطوعو الهلال الأحمر اتصالًا طارئًا من هند العالقة في سيارة تحت نيران كثيفة في غزة، تتوسل لإنقاذها. وبينما يحاولون إبقاءها على الخط، يبذلون قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها.
يستخدم الفيلم التسجيلات الصوتية الحقيقية لمركز الهلال الأحمر، ما يمنحه وقعًا إنسانيًا مؤثرًا وقوة سياسية مميزة، فهو يقدم شهادة مؤلمة عن العجز الدولي أمام مأساة مستمرة، ما يجعله صرخة سياسية ضد الاحتلال والعنف المسلّح، ونداءً للضمير العالمي.
رئيس مهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا وصفه بأنه فيلم مؤثر يعتقد أنه سيثير إعجاب الجمهور والنقاد، على حد سواء
وقالت المخرجة كوثر بن هنية، إنها صادفت قصة هند رجب لأول مرة أثناء حملة جوائز فيلمها الروائي الطويل «أربع بنات» الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي عام 2023، وفاز بجائزة الفيلم الوثائقي، ثم رُشِّح لجائزة الأوسكار عام 2024.
بدأت القصة عندما كنت في خضم حملة ترويج الأوسكار لفيلم «أربع بنات»، ثم، أثناء توقفي في مطار لوس أنجلوس الدولي، انقلب كل شىء رأسًا على عقب.. سمعتُ تسجيلًا صوتيًا لهند رجب، وهي تتوسل للمساعدة، حينها، كان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت. شعرت على الفور بمزيج من العجز والحزن الشديد.. ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تهتز تحتي.. لم أستطع الاستمرار كما خططت.
تواصلت مع الهلال الأحمر وطلبت منهم سماع التسجيل الصوتي كاملًا، كان مدته حوالى 70 دقيقة، وكان مُريعًا، بعد الاستماع إليه، أدركتُ، دون أدنى شك، أنني يجب أن أتخلى عن كل شىء آخر، كان علىّ أن أصنع هذا الفيلم.
تحدثتُ مطولًا مع والدة هند، ومع الأشخاص الذين كانوا على الطرف الآخر من المكالمة، والذين حاولوا مساعدتها. استمعتُ، بكيت، وكتبتُ.
ثم نسجتُ قصة حول شهاداتهم، مستخدمة التسجيل الصوتي الحقيقي لصوت هند، وصوّرتُ فيلمًا في موقع واحد، حيث يبقى العنف بعيدًا عن الشاشة. كان هذا خيارًا مقصودًا، لأن صور العنف في كل مكان على شاشاتنا، ومساراتنا الزمنية، وهواتفنا.
ما أردته هو التركيز على ما هو غير مرئى: الانتظار، والخوف، وصوت الصمت الذي لا يُطاق عند غياب المساعدة. أحيانًا، ما لا تراه يكون أشد وطأة مما تراه.
وأضافت بن هنية: جوهر هذا الفيلم بسيط للغاية، ويصعب العيش معه.. فأنا لا أستطيع تقبل عالم يطلب فيه طفل المساعدة ولا أحد يستجيب.
هذا الألم، هذا الفشل، ملك لنا جميعًا.. وهذه القصة ليست عن غزة فحسب، بل تُعبّر عن حزن عالمي، وأعتقد أن الخيال (خاصة عندما يستمدّ من أحداث حقيقية مُوثّقة ومؤلمة) هو أقوى أدوات السينما.. أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة، السينما قادرة على حفظ الذاكرة. وقادرة على مقاومة النسيان.. لم أتخيل قطّ أنه من الممكن إنجاز الفيلم من البداية إلى النهاية في ١٢ شهرًا فقط.
وأضافت بن هنية: في قلب هذا الفيلم شيء بسيط للغاية، يصعب التعايش معه. لا أستطيع تقبّل عالم يستغيث فيه طفل ولا أحد يستجيب.. هذا الألم، هذا الفشل، ملك لنا جميعًا. هذه القصة لا تقتصر على غزة، بل تحكى حزنًا عالميًا. وأعتقد أن الخيال (خاصة عندما يستمد من أحداث حقيقية مؤلمة وموثقة) هو أقوى أدوات السينما. أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة السينما قادرة على حفظ الذاكرة، قادرة على مقاومة النسيان.
نرشح لك: أحمد فؤاد سليم: يوسف شاهين كان "مجنوناً بالفن".. وهذا عيبه الوحيد