"دور على نفسك".. نصيحة محمود الليثي للطلاب

كشف الفنان الكوميدي محمود الليثي خلال حديثه في إحدى ندوات أولمبياد مدارس مصر، والذي نقله برنامج "جروب الماميز" عن محطات مؤثرة عاشها في فترة دراسته، بداية من تفوقه الدراسي الكبير حتى تحوله الجذري في اختياراته الحياتية، وصولًا إلى صراعه مع التنمر وشق طريقه في عالم الفن.

قال الليثي: "أنا كنت دحيح فوق ما تتخيلوا، من أوائل الطلبة وكنت بنافس على أوائل المحافظة، وده لأن أمي كانت دايمًا بتقول لي: نفسي أشوفك دكتور. فزرعت فيَّ الحلم ده، وفضلت أذاكر بإصرار ولبست نظارة كمان من كتر المذاكرة".

لكن هذا الحلم لم يدم طويلًا، فمع الثانوية العامة وقع حدث اعتبره الليثي لحظة مفصلية في حياته، أطلق عليها تأثير الفراشة – "Butterfly Effect". يقول: "قبل امتحان الكيمياء بسبعة أيام، تعبت جدًا وقعدت في السرير 4 أيام، وبالتالي دخلت الامتحان وأنا مش جاهز، ونزل مجموعي لـ92% بدل ما كنت متوقع أجيب فوق 98%، فاضطريت أحوّل من علمي علوم إلى علمي رياضة، وكان هدفي الوحيد وقتها أدخل كلية قمة".

تمكن الليثي من دخول كلية الهندسة بمجموع 95%، لكنه اكتشف سريعًا أن هذا لم يكن شغفه الحقيقي. "في الهندسة، حسيت إني غريب، لحد ما انضمّيت لفريق المسرح، وهناك اكتشفت نفسي. المسرح هو اللي عرفني على شغفي الحقيقي، وخلاني أعيش شخصيات كتير، وأتعلم حاجات عمري ما كنت هتعلمها من الرياضيات أو التفاضل والتكامل".

لكن لم تكن المدرسة فقط مكانًا للتحصيل الدراسي، بل كانت أيضًا مسرحًا لمواقف صعبة، أبرزها تعرضه للتنمر. "كنت نحيف جدًا، والولاد في الفصل كانوا بيقولوا لي "يا جفاف"، وده كان بيضايقني جدًا، لكن مع الوقت قررت أتصالح مع الفكرة وأحولها لكوميديا، وأضحك الناس بيها بدل ما تضحك عليا".

نرشح لك: محمود سعد عن ذكريات عيد الأضحى: "محسناش بلحظة حرمان"

الليثي لم ينسَ أن يسلّط الضوء على خطورة التنمر، مؤكدًا أنه ما زال يعاني منه حتى الآن، خصوصًا على الإنترنت. وناشد الحضور قائلًا: "لو شفتوا حد بيتعرض للتنمر، قولوا لا، واعترضوا، لأن الكلام ممكن يهد بني آدم".

روى أيضًا موقفًا محبطًا واجهه أثناء سعيه للتمثيل، عندما قيل له إنه لم يُقبل في اختبار أداء "علشان شكلك ما عجبهمش"، وهي الجملة التي دخل بسببها في عزلة استمرت سنتين، وكان على وشك الاستسلام لولا دعم والدته.

بعد سنوات من المحاولات والعمل في مجالات مختلفة، من بينها تصحيح أوراق فرنسية وهو لا يتحدث اللغة، لم يفقد الليثي الأمل. فاز بلحظة انتصار حين شاهده أحد المنتجين على خشبة المسرح في مركز الإبداع، وكانت بداية انطلاقه الحقيقي كممثل.

وختم الليثي حكايته برسالة تشجيعية للطلاب: "مش لازم تدخل كلية قمة، الأهم إنك تلاقي شغفك وتشتغل عليه. الدراسة مش نهاية العالم، دي بداية الطريق. حتى لو درست حاجة مش بتحبها، هتستفيد منها. دوروا على نفسكم، على اللي بتحبوه، وحاولوا توصلوا له".