يأتي في مقدمة فعاليات منصات ٢٠٢٥ خارج المسابقة عرض «فليأتِ بالأمل، فليصبح حكاية» بالتعاون مع فيلم لاب فلسطين، والذي يقدم ٥ أفلام فلسطينية قصيرة تجتمع في تصويرها لمراحل مختلفة من الشباب، من الطفولة للمراهقة؛ إذ يهدف هذا العرض إلى تكريم حياة الأطفال الفلسطينيين ووجهات نظرهم.
ويتخذ العرض اسمه الإنجليزي، «The Thing with Feathers»، من قصيدة «(الأمل) هو الشيء ذو الريش» لإميلي ديكنسون، أما الاسم العربي فهو تكريم لروح الشهيد الفلسطيني رفعت العرعير، ومقتبس من إحدى كتاباته الأخيرة «إذا كان لا بد أن أموت».
فحتى في أوقات الحزن الشديد، نسمع ضحكاتهم في الحكايات التي تعكس براءتهم، وتشهد على معاناتهم، وتقف بإجلال أمام صمودهم. وتتجلى روح الشباب المفعمة بالحيوية في مشاهد للأطفال في بداية رحلتهم نحو البحر، أو في استخدامهم لخيالهم للبحث عن الأمان في بيت محروم منه، أو في أخذهم لزمام الأمور عبر محاولة التواصل بنفسهم مع زعيم أجنبي على أمل أن تحمل رسالتهم ثقل على الجانب الآخر من العالم. فحتى في الأوقات التي يصل فيها عدم اليقين لذروته، يظل هناك إحساس كامن بالأمل – أن التيار سيتغير، وأن الرياح ستحمل رسالتهم عبر المحيطات.
ويشارك في العرض فيلم «رسالة إلى أوباما» لـمهند صلاحات، و«خالد ونعمة» لسهيل دحدل، و«مار ماما» لمجدي العمري، و«فيلم قصير عن الأطفال» لإبراهيم حنضل، و«سن الغزال» لسيف هماش.
ومن الجدير بالذكر أن فيلم لاب فلسطين بيت للثقافة السينمائية التحررية في فلسطين ومنها ولأجلها، حيث يعمل فيلم لاب – منذ تأسيسه عام ٢٠١٤ كمنظمة غير ربحية غير حكومية – على تعزيز إنتاج الأفلام ومشاهدتها في فلسطين، بالإضافة إلى إلهام جمهور أوسع من محبي السينما وتمكين جيل جديد من صناع وصانعات الأفلام الفلسطينيين.
كما تشهد الدورة التاسعة ثاني نسخ «ليالي منصات»، وهي سلسلة عروض تُقام في وقت متأخر من الليل، مُكرسة للأفلام التي نُحبها ونود ترشيحها، وتُقدم كأنشودة لإبداع وابتكار صناع وصانعات الأفلام واحتفاءً بالأفلام الأصيلة التي تتحدى النوع السينمائي وتوسع الآفاق.
نرشح لك: صور من عقد قران أمينة خليل والمصور أحمد زعتر
لذا، بعد ٢٤ عامًا من طرحه في دور العرض المصرية، يستضيف منصات ٢٠٢٥ عرضًا جديدًا لفيلم «يا مهلبية يا» (١٩٩١)، وهو التعاون الثالث بين السيناريست ماهر عواد والمخرج شريف عرفة. يتراوح هذا الفيلم غير التقليدي بخفة بين الماضي والحاضر، والواقع والخيال، والسخرية والإشادة بالفنون. وبعرضه، يحتفي المهرجان عبره بالاستعراضات الموسيقية التي لا تهاب التعليق السياسي، والتي لا زلنا نسمع أصداءها فيما يواجهه صناع وصانعات الأفلام اليوم من صعوبات عندما يقدمون فنًا يستخدم اللغة السينمائية للحفاظ على الثقافة بشجاعة وابتكار وخفة ظل.
يحكي «يا مهلبية يا» قصة صديقين من صناع الأفلام (يقوم بدوريهما أحمد راتب وعبد العزيز مخيون) بينما يحاولان أن يصنعا فيلمًا عن «عناب» (والتي تجسدها ليلى علوي)، وهي راقصة ذات كاريزما تجمع فرقة من شباب العارضين الذين يتحولون إلى مقاومين شعبيين يواجهون الاحتلال البريطاني في مصر بعد ثورة ١٩٥٢. ومع تطور الأحداث، تستكشف الشخصيات الحب والسياسة والصداقة والصمود والمسرح والموسيقى ومعنى تقديم فن متمرد بقدر ما هو مسرحي.