أحمد عنتر يكتب: «موسى» و«الحسيني».. و«لعبة» الوطنية!

وصفه بالقصير، الذي لا يعرف ولاءً لرئيس، فرد عليه بأنه “آخر من يتحدث عن الوطنية”، وأنه أحد لاعقي أحذية الرؤساء، هي لعبة “الوطنية” التي أرهقتهما معا، فأحدهما يرى الآخر خائنا للثورة وتابعا لمبارك “رئيسك أنت مش رئيسنا احنا”، والخصم يرى غريمه “متغاظ” بسبب نسبة المشاهدة المتدنية له مقارنة ببرنامجه “الملئ بالمهنية” فيحاول “التجريح” في وطنيته المشهودة التي لا ينكرها أحد لينال من تلك الجماهيرية الساحقة الماحقة.

“الحسيني” و”موسى”، الثنائي الوطني صاحب الجماهيرية العريضة والصولات والجولات السياسية، لم يكنا لبعضهما سوى مشاعر “التناحر” على الوطنية، كل منهما لا يملك للآخر سوى “بؤجة” من ذكريات التناقض “الوطني” عبرا عما فيها في هجوم متبادل يليق بمذيعي الـ”سي إن إن”، ليتدخل بعدها “عمرو أديب” في وطنية معروف بها في الوسط الإعلامي، ليطلق مبادرة “وقف إطلاق النار” بينهما على الهواء.

الإعلاميون الثلاثة أظهروا خلاصة معنى الوطنية في ملحمة بدأت بالسباب، الذي لم يراعي الأعراف، وفق وصف الحسيني لحديث موسى عنه، وانتهى بمصالحة “وطنية برضو، وعشان ما نشمتش الإخوان فينا”، وفق وصف أديب، فالمعركة التي خاضها الحسيني وموسى على “قلب” الرئيس لم يكن يصح أن تظهر على هذا النحو، خاصة أمام أعين المتربصين بالإعلام، وعبر الشاشات المفتوحة أمام أنظار المتآمرين والمتاجرون بالفتنة.

احمد عنتر
أحمد عنتر

“معركة على قلب الرئيس”، هذا هو وصفي للحدث الأبرز عبر شاشات الميديا التي كان أبطالها ثلاثة من كبار مقدمي برامج “التوك شوز”، “خناقة وواحد بيسلك”، والوطنية معلومة لدى ثلاثتهم لكن طريقة التعبير عنها خانت إثنين منهم، هكذا يقول المراقبون، ليخرج المنقذ “أديب” ليجمع شتات المتناحريّن، ويعلن وقف إطلاق النار بينهما، حتى حين، نعم حتى حين، بحسب ما ظهر من حديثهما مع أديب، فـ”الحسيني” قَبِل التهدئة، “عشان خاطرك يا أستاذ عمرو، وإن عادوا عدنا”، وموسى قال إن “الموضوع خلص”، واعتذر عن إكمال الحديث حتى يستأنف برنامجه “اللي ع الهوا”.

لست كاشفا عن القلوب، ولست عرافا سيعلن لكم عما «ينتوي» كل منهما فعله بالآخر، أنا حسن التوقع ولست متشائما وأحسب أن الثنائي المتناحر سينتهي كل قطب فيه عن إهانة صاحبه، وربما، «خد التقيلة بقى»، يستضيف أحدهما الآخر في برنامجه تعبيرا عن “صفاء النفوس”، وإعلانا منهما بأنهما معا في صف واحد مع “سيادة الرئيس”، وأنهما قد فوّتا الفرصة على كل إخواني يسعد بشق الصف الإعلامي.

عزيزي المشاهد، أعلم أنك تطرب بـ”خناقات المذيعين”، حتى ولو لم تكن إخوانيا تحب الفتنة، لكني أنصحك بأن تساوي في نسبة مشاهدتك لبرنامج «الحسيني» وبرنامج «موسى»، فنسبة المشاهدة جعلت أحدهما «يعاير» الآخر بها، وجعلت أحدهما يظن أن زميله «متغاظ» منه بسببها، وأدخلتنا في صراع قد يتسبب في «شق الصف الوطني»، واضطرت «أديب» للتدخل وتخصيص ما لا يقل عن عشر دقائق في برنامجه لعقد «المصالحة».

أما عن الوطنية فهي كلمة لا تباع ولا تشترى باختلاف عدد «الفواصل الإعلانية» ولا تدلل عليها نسب المشاهدة ولا استطلاعات الرأي، ولا تتحكم فيها شركة «إبسوس» الخاصة بأبحاث نسب المشاهدة، والوطنية ليست في أن تخوّن صاحبك لأنه هنأ مبارك بالبراءة، ولا في أن تهدده بإخراج «الملف القديم»، وإنما الوطنية تظهر في المكان الذي وضعتك به الجماهير، هل كنت قريبا من مشاكلهم فلجأوا إليك، أم كنت بعيدا عنهم فانفضوا عنك إلى «عكاشة»!.