هل قصة العمرة وهمية؟.. تعرف على رامي إسماعيل الطبيب المثير للجدل

ما أكثر القصص على مواقع التواصل الاجتماعي، وما أسهل الجدل وإثارته، ولكن بعض القصص لها خلفيات قد تكون أكثر إثارة منها وقد تؤدي إلى تغيير ماهية القصة نفسها، وهذا ينطبق تماما على "قصة الطبيب اللي عمل عمرة".

في الأيام الماضية، ترى منشورا متكررا على مواقع التواصل الاجتماعي، عن "قصة الطبيب اللي عمل عمرة"، وقدرة الله التي تجلت فيها، وإن تصديقها يحتاج إلى إيمان قوي.

الحقيقة أنه قبل الإيمان، فالأمر يحتاج إلى تقصي وبحث ليس بعميق، مجرد بحث بسيط والرجوع بالذاكرة لبضع سنوات سابقة، بسهولة ستعرف أن الطبيب الذي في الفيديو، هو رامي إسماعيل، أحد أكثر الأطباء إثارة للجدل خلال السنوات الماضية، بسبب اتهامات النصب التي تلاحقه.


قصة الطبيب اللي عمل عمرة.. تعرف عليها

الطبيب الذي يتصدر منشورات السوشيال ميديا بالحديث عن رحلة العمرة الإعجازية التي قام بها، روى أنه كان يتمنى الذهاب لأداء العمرة ولكن ليس معه أموالا كافية، وفي يوم تحدث إلى أحد الأشخاص وكان بالمسجد النبوي، وأخبر رامي الرجل كم يتمنى أن يأتي للعمرة، فأخبره الرجل ببساطة أن يأتي اليوم، فتعجب رامي لأنه كيف سيسافر في نفس اليوم بدون حجز أو ترتيبات أو حتى أموال السفر، ولكن الرجل أخبره أن كل ما عليه أن يؤمن بقدرة الله على تحقيق ذلك وأن يكثر من الصلاة على النبي وأن يتصدق، وبالفعل نفذ رامي الأمر.

حتى وجد تذكرة طيران بنفس الأموال التي يمتلكها وفي نفس اليوم، كما أنه بالصدفة كان يتحدث مع أحد مرضاه الذي اكتشف أنه يعمل في المطار وسهل له الإجراءات، وتبقى أمر التأشيرة أو الإقامة وهي ليست معه، ولكن بالصدفة أيضا وقبل إقلاع الطائرة، تم السماح له بالسفر لأنه معه تأشيرة لانجلترا من قبل وبالتالي وضعه قانوني وسافر في نفس اليوم إلى العمرة.. هذا الطبيب لديه تاريخ من الاتهامات بالنصب، نرصدها في التالي:


رامي إسماعيل.. تاريخ من الاتهامات بالنصب

في مطلع يناير 2011، استضاف الإعلامي مفيد فوزي في برنامج “حديث المدينة”، رامي إسماعيل، وقدّم نفسه باعتباره “حفيد رئيس الجمهورية الأسبق محمد نجيب، وأصغر جراح قلب في العالم، ومساعد الدكتور مجدي يعقوب”، بالإضافة إلى مجموعة نصائح طبية لمرضى القلب، وعلاقة الدين بالعلم، وكأنه يُقلد طريقة الدكتور مصطفى محمود في الكلام واستخدام الأحاديث النبوية ودمجها مع المعلومات الدينية.


ظهر مرة أخرى عام 2012 مع الإعلامية جيهان منصور عبر قناة “دريم”، وقدّمته كـ”أصغر جراح قلب في مصر عمره 27 عاما ومساعد الدكتور مجدي يعقوب وحاصل على 5 زمالات من جامعات أمريكية وبريطانية وأجرى 600 عملية جراحية خلال أول 3 سنوات من دراسته للطب”، فشكر المذيعة على هذه المقدمة وبدأ حديثه عن جراحات القلب وأمراضه.


تكرر ظهور رامي إعلاميًا بنفس الألقاب التي يمنحها لنفسه عن جراحة القلب ومجدي يعقوب، وأجرى حوارات صحفية عن نبوغه في مجال الطب رغم صغر سنه.

مؤسسة مجدي يعقوب تنفي علاقتها به وتؤكد أنه "نصاب"

حتى نفت مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب علاقتها به، وأصدرت بيانَا تؤكد خلاله أن هذا الطبيب “نصّاب” ولم يسبق له العمل أو التدريب بأى شكل أو صفة مع د. مجدي يعقوب أو فريقه سواء داخل مصر أو خارجها، وأنها ستقوم باتخاذ كافة الإجراءات النقابية والقانونية ضده.


رد رامي إسماعيل على الاتهامات بالنصب

وجاء رد رامي إسماعيل على هذه الاتهامات وخاصة حلقة جيهان منصور، مؤكدًا أن المذيعة هي السبب وأنها من منحته هذه الألقاب فاضطر للسكوت ولم يحرجها على الهواء، موضحًا أنه ليس مساعدًا للدكتور مجدي يعقوب بل التقى به فقط في أحد المؤتمرات.

أما الزمالات التي قال إنه حصل عليها في الخارج أوضح أنها مجرد “كارنيهات” لإثبات أنه طالب هناك لكي يُسمح له بالحركة داخل الحرم الجامعي.

ولكن وورغم نفيه للألقاب التي أطلقت عليه، إلا أنه من الواضح أنه محب للظهور، حيث إنه عاد وتقبّلها مرة أخرى في عدة لقاءات، أبرزها عند ظهوره مع الإعلامية دينا رامز عبر قناة “صدى البلد” عام 2016.

عقوبة بالوقف عن مزاولة المهنة لمدة سنة

وفي عام 2014 قدّم عميد كلية طب بجامعة الأزهر شكوى للنقابة العامة للأطباء، بأن الطبيب رامي إسماعيل، ظهر في وسائل الإعلام مدعيًا أنه استشاري قلب وحاصل على عدة زمالات مصرية وأصغر جراح قلب في مصر، رغم كونه ممارس عام، ولم يحصل على أي شهادات بعد تخرجه من كلية الطب ولم يسبق له ممارسة التخصص من قبل إلا من خلال عيادته الخاصة، فأصدرت الهيئة التأديبية قرارا بمعاقبته بالوقف عن مزاولة المهنة لمدة سنة. ثم رفضت الالتماس المقدم منه بوقف العقوبة في نوفمبر 2017.

كما أوضح الدكتور أسامة عبد الحي، وكيل نقابة الأطباء، أن هذا الطبيب ينقل معلومات خاطئة للمرضى، وأن النقابة سبق وأحالته للهيئة التأديبية، بعد ثبوت واقعة إضراره بمريضة بأن قال لها إن قسطرة القلب حرام شرعًا، موضحا أنه صدر حكم بوقفه عن العمل لمدة عام، كما تم إغلاق عيادته، لكنه عاد لممارسة الطب مرة أخرى، رغم صدور قرار بوقفة.

انتهى الأمر، بظهور رامي في عام 2019، مدافعا عن نفسه، ومطالبا بالسماح له بإكمال الماجستير في مصر، ومتعهدًا بالسفر فور إنهائه خارج البلاد وعدم ممارسة الطب في مصر، موضحًا أنه يتعرض لحرب بسبب “بيزنس قساطر القلب” نتيجة تحذيراته من تجارة القساطر التي يكرهه الأطباء بسبب حديثه عنها، على حد تعبيره.

قصة رحلة العمرة.. وعودة الحديث عن الاتهامات النصب وضرر المرضى

ليعود مجددا، منذ أيام للظهور برحلة العمرة وقصتها، ويثير الجدل من جديد، فبعد انبهار رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالقصة، انتعشت الذاكرة لدى البعض وتذكروا من هو رامي إسماعيل، وبدأت قصص أخرى تروى، قصص عن نصب وإيذاء مرضى بل ووفاة البعض بسبب رامي إسماعيل.

نرشح لك: بين النصب والاستغلال.. قصة رامي إسماعيل الذي يتبرأ منه الأطباء