حكايات بلا نهايات.. "محكى شهرزاد" يعيد سحر ألف ليلة وليلة

على مدار السنين، كانت سير الأولين والعِبر المستوحاة من غرائب وحكايا الغابرين، خير جليس وأنيس لآخرين وجدوا في سحر كلماتها واحة خيال شاسعة أسعدت أوقاتهم، وحكمة حذرتهم من نتائج أفعالهم وربما قومت أخلاقهم، وأمل أراح جنبات أرواحهم التائهة.

"كان يا مكان"، دائما ما كانت هذه الجملة هي كلمة السر لاقتحام عوالم تلمع في انتظارها العيون،وتخفت من أجلها الأصوات لسماع حكاياها، وهذا ما حققته التجربة الفريدة لبودكاست "محكى شهرزاد"، الذي اتخذ من حكايات "ألف ليلة وليلة"، 30 قصة ما زال يرويها خلال شهر رمضان الكريم، عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي.


شهرزاد

في ذلك البودكاست الذي لاقي استحسانا كبيرا من قِبل الكثيرين، شهرزاد هي الإعلامية المخضرمة منى الشايب، التي تبدأ في رواية الأحداث بالجملة التراثية الشهيرة "بلغني أيها الملك السعيد".

اختيار "الشايب" لتكون راَوية هذه الحلقات التي لا تتعدى مدتها الـ 9 دقائق، كان موفقا من قِبل القائمين على العمل نظرا لخبرتها الواسعة الممتدة لسنوات عملت فيها لدى كُبرى المؤسسات، مما أكسبها أداء احترافيا مميزا، بالإضافة لكونها صاحبة صوت هادئ مناسب تماما لفن الحكاية.

بجانب "شهرزاد"، تخلل الحلقات أصواتا أخرى جسدت شخصيات القصص وعَبرت عن أحاسيسهم مشاعرهم، وهم "فادي أحمد، حسن خالد، عمرو أبو جبل، أحمد محروس، مروة السرساوي، سلمى إسماعيل، هشام كفافي، محمد أبو علي، فاروق أحمد، لبنى الدبيكي".

تضافر صوت شهرزاد مع باقي الأصوات المشاركة لتجسيد الشخصيات أضفى جاذبية وتشويقا للحلقات التي قام بهندستها الصوتية عمرو صلاح الدين، خاصة بعد توظيف العديد من الأصوات في الخلفية لتعبر عن الطبيعة وخلافه.

بدايات بلا نهايات

كلمات القصص التي رُويت في الحلقات لا تختلف كثيرا عما كُتب في الكتاب الأصلي لحكايات "ألف ليلة وليلة"، إلا أنها مُنقحة باختيار أفضل الألفاظ التيمنحت النص انسيابية أكثر على أذن المستمع أثناء السرد، فرغم أن العمل لا يتعدى دقائق قليلة، إلا هذه التفاصيل جعلته لا يقل جودة عما تبثه كبرى القنوات والإذاعات، وقد شارك في صناعته، محمد طارق، متخصص الجرافيك، حنان فكري، المنتج المنفذ للحلقات، أحمد صلاح الدين، المنتج الفني والرئيس التنفيذي لمبادرة شهرزاد التي أطلقت منصتها الرقمية على الإنترنت في نهاية يوليو 2023، وتبعها إطلاق "محكى شهرزاد" في سبتمبر من نفس العام.

خلال القصص التي بثها "محكى شهرزاد" حتى الآن، نجد أن نهاية كل قصة تفتح المجال لقصة جديدة، وهو جوهر حكايات "ألف ليلة وليلة" التي أوقعت شهريار في شِراكها وعتقت رقاب فتيات مدينته من نصل سيف مسرور السياف.


موسيقى شهرزاد

تتر البدابة والنهاية من أبرز عوامل الجذب التي تميز حكايات "ألف ليلة وليلة" في عصرنا الحديث، إذ طالما ما تفنن فيها الموسيقيين على مدار أجيال مثلما فعل الشاعر إبراهيم عبد الفتاح، والملحن محمد الطوخي، في "محكى شهرزاد".. فالكلمات تمنح المستمع صورة متكاملة عن بطلة القصة "شهرزاد"، وعن السبب الذي دفعها لرواية الحكايات على مدار ألف ليلة، أما الألحان فإن في نغماتها حس تطرب لها الآذان وسحر ينبه الأذهان.

"احكي كمان وكمان يا ملاك يا أسطورة.. ده احنا في أمان طول ما انتي في الصورة.. يا شهرزاد لسه سنين جاية ومكملة الحكايات بدايات بلا نهايات". 

نرشح لك: تفاصيل مشاركة أمنية العربي في مسلسل "الحشاشين"