كنزي مدبولي ليست الأولى.. "البلوجرز" ظاهرة سنوية في معرض الكتاب

لم يعد أمرا غريبا أن تجد زحاما كبيرا حول شخص ما أمام الصالات في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وربما تتساءل عن سبب هذا الزحام، هل هو فنان مشهور أجتمع حوله الناس؟ لكن عند سؤالك عنه تجد أنه صانع محتوى "بلوجر" طرح رواية في معرض الكتاب وأعلن عن حفل توقيعه لذلك أتى المتابعون لشراء الرواية والحصول على التوقيع.

بطلة هذا العام كانت البلوجر كنزي مدبولي، فقد طرحت رواية "فرصة من دهب"، وذهبت إلى معرض الكتاب يوم الجمعة الماضي لتوقيع روايتها، وكان هناك زحام شديد حولها، الأمر الذي أثار دهشة الكثير.


واضطر الأمن نقلها من كشك التوقيع إلى مكان مكان آخر بعيد عن الصالات بسب الزحام الشديد حولها، حتى أنها خرجت من المعرض ولم تكمل التوقيع، ونصحها الأمن بالخروج لأن المعرض اقترب من إغلاق أبوابه.

فأصبح وجود "البلوجرز" ظاهرة سنوية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتتكرر هذه الظاهرة في كل دورة منذ الدورة الـ 47 تقريبا ونحن الآن نشهد الدورة الـ 55، فزوار المعرض الدائمين اعتادوا على هذه الظاهرة كل عام، ولم يعد الأمر يدعو للاندهاش.

زاب ثروت.. بداية الظاهرة

ففي عام 2014 بدورة معرض القاهرة الدولي للكتاب، طرح مغني الراب زاب ثروت، كتابه "7 أيام" والذي ضجة كبيرة حينها، فقد طبعت الدار 2000 نسخة وتم بيعها في اليوم الذي حضر فيه زاب للتوقيع وشهد حفل التوقيع إقبالا كبيرا من قبل محبيه.


تكرر الأمر في الدورة التي تليها، فطرح زاب ثروت ديوان شعر بالعامية بعنوان "حبيبتي"، وأثار هذا الديوان جدلا واسعا في أرجاء الوسط الثقافي بسبب ضعفه فنيا، ولأن حفل التوقيع شهد إقبالا غير مسبوق، وأكدت دار النشر حينها أنه تم بيع 15ألف نسخة من الديوان. لكن اختفى بعدها زاب ثروت ككاتب ولم يظهر إلى الآن.


علي غزلان من الإنستجرام إلى معرض الكتاب

وفي عام 2022 طرح البلوجر علي غزلان كتابه الأول "مدمن نجاح" وأثار أيضا ضجة كبيرة وشهد حفل توقيعه إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة فئة الشباب، للحصول على توقيعه والتقاط الصور معه، وسخر منه الكثير حينها لأنه كان مكتوبا باللغة العامية.

وفي العام الماضي 2023 طرح غزلان كتابه الثاني "أشطر فاشل" لكن لم تحدث نفس الضجة والإقبال مقارنة بالكتاب الأول، واختفى أيضا بعدها غزلان ككاتب.


لم يكن غزلان الوحيد في عام 2023، أيضا صانع المحتوى جو موسى أحدث ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد طرح كتابه الأول "رحلتي من الناقش إلى البلوك" وشهد حفل توقيعه إقبالا كبيرا من قبل متابعيه وحدث حوله زحام شديد لالتقاط الصور التذكارية معه والحصول على توقيعه، وكرر التجربة هذا العام لكن لم يقيم حفل توقيع حتى اليوم السابع مندورة المعرض هذا العام.



الأسطى عبده البلف.. أطول طابور في معرض الكتاب 2023

وفي العام ذاته طرح اليوتيوبر يحيى عزام، الشهير بالأسطى عبده البلف، بالتعاون مع الكاتب محمد عصمت رواية "مركب عم جابر"، وشهد حفل توقيعه إقبالا كبيرا من متابعي يحيى عزام "الأسطى عبده البلف"، وأحدث هذا الأمر جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ساخرين من اسمه، ليعود "عزام" هذا العام ويطرح رواية "فصل العبيد"، ورغم الإقبال الكبير على حفل التوقيع لكن لم تحدث نفس الضجة التي حدثت العام على
 مواقع  
التواصل الاجتماعي.


لكن على الرغم من هذه الإقبال الكبير، هناك تساؤلات حول وجود هؤلاء المتابعين.. هل أتوا للحصول على التوقيع أم فقط لمجرد رؤية شخص يحبونه؟ هل شراؤهم للرواية أو الكتاب في الأساس للقراءة أم لأن شخصا يحبونه هو من طرحها؟ وإذا طرح هذا الشخص رواية أو كتاب لكنه لن يذهب للمعرض لتوقيعها هل سيذهبون لشرائها أو سنجد هذا الكم الهائل من المبيعات؟

الثابت أن صناع المحتوى أما أن يقدموا عملهم الأدبي مرة واحدة فقط، ولا تتكر هذه التجربة مرة أخرى، أو أنهم يكررونها لكن لا تجد الجدل الذي حدث في المرة الأولى يحدث في الثانية.

أيضا نلاحظ أن صناع المحتوى هؤلاء لا يظهرون في أي نشاطات ثقافية أخرى، هم فقط يظهرون في معرض الكتاب في الدورة التي يطرحون فيها الرواية أو الكتاب ولا يظهرون مرة أخرى، حتى أنك لا تجدهم يزورون المعرض لشراء الكتب أو للاتقاء بالمتابعين. 


نرشح لك: في معرض الكتاب "كولين هوفر" في كل مكان.. إليكم الأسباب