واقع وخيال "ما وراء الإطار".. تجربة فنية مختلفة في "مؤتمر النقد السينمائي"

تجارب مليئة بالإثارة والتشويق يعيشها الزوار والمشاركون في مؤتمر النقد السينمائي الذي تنظمه هيئة الأفلام بشراكة إعلامية مع موقع سوليوود السينمائي، من خلال المعرض الفني المصاحب للمؤتمر، إذ يعد تجربة فريدة من نوعها عبر أجنحته المتنوعة التي تنقل زوارها في رحلة بين الواقع والخيال، بدأت في 8 نوفمبر وتستمر حتى 14 من الشهر ذاته.

فحينما تكون في زيارة للمعرض قد تجد نفسك في حوار مباشر وغير مخطط له مع حورية من حوريات البحر، لتعيش أسطورة من أشهر الأساطير المنتشرة على مر الزمان والعصور، في عمل من إبداع المخرجة هارشيني جيه كاروناراتني، عنونته بـ"صوت الساحرة"، وقد تجد نفسك عالقًا في ذكرياتك الخاصة مع أشخاص من الماضي البعيد الذين مروا على حياتك، في تجربة ثنائية تفاعلية تمر برحلة صممت خصوصًا لإيجاد القوة غير المرئية بين الناس، وكيفية التفاعل معها. في "المصادم" العمل الذي يعرض لأول مرة باللغة العربية، والذي أنتجته المخرجتان مي عبدالله، وإيمي روز، تسهم التجربة التفاعلية في الخروج بمرئيات حول مقدرة الشخص على التحول من تلقي الأوامر إلى استلام زمام الأمور، بطريقة فنية إبداعية.


نرشح لك: خالد فهد: صُناع الأفلام في السعودية مُهتمين بالإنتاجات المختلفة

الواقع الافتراضي قد يكون هو العنوان الأكبر للمعرض الفني، فمن خلاله سيتمكن الزائر للمعرض من العيش في شوارع سيئول في عام 1934م، في حقبة الاحتلال من اليابان؛ إذ عمل هايون كوون عبر "كوبو يجول المدينة" من خلال الرسوم الكاريكاتورية على أن يجد المشاهد نفسه في مواجهة مباشرة مع المجتمع الكوري في تلك الفترة، وأن يكون جزءًا من التجربة. وفي "حلم الهروب" تكون تجربة المشاهد مختلفة، إذ يجد نفسه في الخط الفاصل بين العالم المادي والرقمي، ويستكشف عبر تجربة مثيرة مفهوم الحلم الجلي، ويمتلك القدرة على التحكم في الحلم والسيطرة على أفكاره ورغباته.

وبعيدًا عن الخيال يستعرض جناح "لانهاية منذ 83" لمحمد حماد، رحلته من المملكة العربية السعودية قبل "رؤية 2030"، وعودته بعد التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المملكة بعد ذلك، من خلال تقديمه تجربة سمعية وبصرية للمشاهد من حياته الشخصية، والتي تعكس الروابط القوية بالثقافة التي تتأصل مع المسافرين والمهاجرين حيثما ذهبوا، وعلى غرار ذلك، يكشف جناح "نوخذاوين طبعو مركب" علاقة المجتمع بالبحر، من خلال مشاهد متنوعة ترسم قصيدة مرئية ذات سياق عاطفي تحكي الروايات التاريخية للبحر والبحارة في حقبة ما بين 1962 إلى 1979.