استخدم صوتك وتحدث.. كيف دافعت البلوجر الكندية لينزي نيكول عن فلسطين؟

رغم سياسة القمع والإسكات لكل ما هو داعم للقضية الفلسطينية، التي انتهجتها مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة عقب الصراع الذي دار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحماس، إلا أن عدد كبير من النجوم والمؤثرين وصناع المحتوى سواء عرب أم أجانب، قرروا ألا ينصاعوا لتلك القوى الجبرية التي تعتم على الحقيقة بشتى الطرق لصالح المحتل الغاشم.

من بين هؤلاء الذين اتخذوا من ضمائرهم وإنسانيتهم التي لا زالت تنبض بالحياة، درعا في مواجهة القهر والظلم البلوجر الكندية لينزي نيكول، التي قضت عدة سنوات في مصر بغرض الدراسة والعمل، والتي اشتهرت بمحتواها الطريف الثري عبر تطبيق تيك توك.


لينزي نيكول تكشف عن موقفها تجاه القضية الفلسطينية

"Wake up and use your voice".. هذا ما نادت به "نيكول" وهذا ما قامت به بالفعل، إذ رفضت أن تشاهد ما يحدث وتصمت خوفا مما يمكن أن يقوله متابعيها في الغرب. لم تتخذ موقفا رماديا ولم يكن الحياد خيارها.

المُتابع لمنصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، سيكون يسيرا عليه بالتأكيد إدراك الانحياز الذي اختاره السواد الأعظم من الشعوب الغربية لصف إسرائيل باعتبارها دولة تعرضت لاعتداء من قِبل منظمة حماس الإرهابية.. فهذا الذي يتم ترويجه في كبرى وسائل الإعلام الغربي، إلا أن البعض اختار أن يُعمل عقله وأن يفكر في القضية من منظور قائم على الدلائل التاريخية التي لا يمكن أن يمحوها الزمن.

الفيديو الأول الذي نشرته لينزي نيكول، بشأن القضية الفلسطينية، استنكرت فيه فكرة أن دعم فلسطين مرتبط بدعم الإرهاب، واستندت في حديثها على أدلة وبراهين، حيث قالت: "أنا تعبت جدا من سماع أنه إذا كنت تدعم فلسطين فأنت تدعم الإرهاب، إذا كنت تدعم فلسطين، فهذا يعني أنك لا تدعم الاحتلال والتطهير العرقي للشعب الفلسطسني منذ 75 عاما. إذا كنت تدعم فلسطين فهذا يعني أنك لا تدعم الطرق العنيفة التي يستولي بها المستوطنون الإسرائيليون على منازل الفلسطينيين. إذا كنت تدعم فلسطين فإنك لا تقبل أن يحبس أكثر من 2 مليون شخص في قطعة صغيرة من الأرض.. غزة.. وإنشاء أكبر سجن مفتوح في العالم. إذا كنت تدعم فلسطين، فأنت لا تدعم قطع إسرائيل كل الغذاء والماء والكهرباء عن الفلسطينيين في غزة. إذا كنت تدعم فلسطين، فهذا يعني أنك لا تقبل بالمدنيين الأبرياء، والأطفال، والنساء، والرجال، وكبار السن، الذين يقتلون بلا معنى بالصواريخ والقنابل يوميا. إذا كنت تدعم فلسطين، فأنت لا دعم الإرهاب.. هذه ليست حرب، هذا ليس صراعا، هذه إبادة جماعية".

لم تتوقف "نيكول" عند هذا الحد، وإنما وظفت اطلاعها الواسع وثقافتها في توضيح بعض المصطلحات المزيفة التي يتم ترويجها لاستجداء تعاطف العالم تجاه دولة الاحتلال، حيث عقدت مقارنة بسيطة بيسن إسرائيل وحماس، تؤكد من خلالها على أن إسرائيل هي في الأصل كيان مُحتل مُتعدي على حق أبرياء.. وقالت: " إذا كنت شخصا تعتقد أن حماس منظمة إرهابية أريدك أن تستمع إلي لحظة. تحتل إسرائيل فلسطين منذ عام 1948، ولم يتم إنشاء حماس فعليا حتى الثمانينيات. لذا، لمدة لا تقل عن 40 عاما، حتى قبل إنشاء حماس كانت إسرائيل تحتل فلسطين بالفعل. لذلك لمدة 40 عاما قبل أن تظهر حماس، كانت إسرائيل تطرد العائلات الفلسطينية من منازلها بعنف".

تابعت: "لقد كانوا يحاصرون أكثر من مليوني فلسطيني في غزة ويتحكمون في كمية الطعام والماء المتوفرة لديهم وما إذا كان لديهم كهرباء أم لا. كانوا يقتلون الفلسطينيين بعنف في الشوارع. لكن هل تريد أن تقول أن حماس منظمة إرهابية؟.. من برأيك أدى بالفعل إلى إنشاء حماس؟ إسرائيل.. عندما يقوم رابع أكبر جيش في العالم والمدعوم بتمويل أمريكي بالضغط عليك باستمرار أو ضد مجموعة من الأشخاص.. مهاجمتك بعنف وسرقة أرضك. ماذا كنت تظن أن يحدث؟ حقا بصدق ماذا توقعت!".

متابعون يقاطعون لينزي نيكول

كعادة البشر.. لا يمكن إرضاء الجميع ولا يستطيع البعض تحمل الحقيقة، لذا، هاجم البعض "نيكول" بسبب دعمها لفلسطين، بل وألغوا متابعتها أيضًا، إلا أنها قامت بطرح مقطع فيديو سخرت من خلاله من هذا الأمر، مؤكدة أنها لم تتأثر بذلك.

كما انتقدت أيضًا آخرين قالوا لها إهم لا يقتنعون إلا بالمعلومات التي تتيحها لهم وسائل الإعلام الغربية، حيث قالت: "في 2023.. بتصدق وسائل الإعلام الغربية؟"، فيما علقت أيضًا على الجهل الذي يعتري البعض بشأن فلسطين ذاتها، حيث قالت: " يا رفاق.. علقت إحدى الشخصيات على الفيديو الخاص بي عن فلسطين على إنستجرام وقالت كيف يمكن لإسرائيل أن تحتل فلسطين في حين لا يوجد إسرائلييون في غزة؟.. مين هيرد عليها؟".

"نيكول" متابعة جيدة لما يحدث في غزة لحظة بلحظة، لذا لم يفوتها التعليق على الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال في حق المئات من الأطفال والنساء والشباب والمسنين سواء كانوا مصابين أو مُحتمين من القصف داخل المستشفى المعمداني، وقالت في رسالة واضحة أن ما يحدث ليست حرب وإنما هي إبادة واضحة لشعب أعزل.

وجاءحديثها كالآتي: "إذا كنت لا تعلم، فقد قصفت إسرائيل مستشفى بالأمس مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 1000 شخص. 1000 شخص! كان هناك أشلاء جسدية في كل مكان. وكما يحلو لهم أن يفعلوا، فقد استحوذوا على الملكية وادعوا أنها ملكهم، وبمجرد أن أدركوا عدد المدنيين الذين قتلوا بالفعل وكم غضب العالم، قالوا لا لا لا ليس نحن، لقد كانت حماس، لقد كان خطأ منه".

أضافت: "ودعونا نكون واضحين جدا بشأن شيء واحد، إنهم يهدفون، إنهم لا يرسلون الصواريخ فقط ويأملون أن تصيب الهدف. لذا من فضلكم توقفوا عن تسمية هذه بالحرب. توقفوا عن تسمية هذا بالصراع، بل هذه إبادة جماعية".

خوارزميات "تيك توك" تهدد لينزي نيكول

لم تسلم "نيكول" من الخوارزميات الداعمة لجيش الاحتلال، فقد أعلنت أنها تلقت تحذيرا من إدارة "تيك توك" بسبب أحد الفيديوهات التي دعمت من خلالها فلسطين، واستنكرت المكيالين الذي تقوم به تلك الخوارزميات تجاه القضية، وقالت: " لقد تلقيت هذه الرسالة الجميلة من تيك توكبالأمس تحذرني م أنه إذا تلقيت مخالفة أخرى ضدي فقد يتم تعليق حسابي. هذا كله من مقطع فيديو نشرته عن فلسطين ويبدو أنه يتعارض مع إرشادات المجتمع. كنت أتحدث عن كيفية إنشاء حماس بعد 40 عاما من بدء احتلال الشعب الفلسطيني. عندما وصلتني هذه الرسالة ضحكت لأن هناك مقاطع فيديو على الإنترنت لأشخاص يهتفون بالموت لكل العرب، لكن هذا لا يتعارض مع إرشادات المجتمع.. بالطبع لا. هناك العديد من مقاطع الفيديو التي يقوم فيها الإسرائيلييون بتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم من خلال وصفهم بالحيوانات والقول إنهم بحاجة إلى قتلهم جميعا لكن هذا لا يتعارض مع إرشادات المجتمع أيضًا".

لينزي نيكول تحارب التهديد بالإنسانية

التهديد الذي تلقته البلوجر الكندية، لم يمكنها من ممارسة إنسانيتها، إذ علقت من جديد على الرسالة التي وجهتها إسرائيل لإخلاء مستشفى القدس تمهيدا لقصفها، موضحة الهدف الحقيقي وراء قيام إسرائيل باستهداف المستشفيات، إذ قالت: "إسرائيل بعتت للناس في مستشفى القدس في غزة قالتلهم لازم يخلوا المستشفى عشان هيفجروها. في 12 ألف شخص في المستشفى. اتكلموا وانشروا ده وقولوا لكل العالم عن اللي بيحصل، عشان أنا متأكدة أه لما يفجروا المستشفى والناس تبقى غضبانة بسبب الأبرياء اللي ماتوا هيلوموا حماس. ولو هما عارفين إن حماس عندها قواعد في المستشفيات دي عمرهم ما هيبعتوا تحذيرات.. كله كذب هما بيفجروا المستشفيات عشان يقضوا على كل الفلسطينيين.. فوقوا واتكلموا".

لينزي نيكول، تقدم رسائلها للعالم باللغتين العربية والإنجليزية، ولخصت ما تقوم به في أحد فيديوهاتها قائلة: "ليس عليك أن تكون فلسطينيا أو مسلما أو حتى عربيا. عليك فقط أن تكون إنسانا".