بعد تكريم مهرجان الدراما.. "أُسطى تمثيل" لقب يستحقه ماجد الكدواني

وجود اسمه فقط في أي عمل فني، يجعلنا جميعًا نلتفت إليه ونترقب عرضه، لمعرفتنا أننا في انتظار عمل ملئ بالموهبة والفن، عمل مختلف سيُضيف لنا قيمة فعلية حتى وإن كانت ترفيهية فقط، أصبحنا نثق في اختياراته ونذهب ورائها لمتابعتها دون تفكير، وأن مهما كان نوع العمل فبالتأكيد سيكون مُميزًا، ولكن منذ متى وكان الأمر هكذا؟ منذ متى ونحن نرى موهبة الفنان ماجد الكدواني الحقيقية؟

كُرِم "الكدواني" في مهرجان القاهرة للدراما في دورته الثانية، يوم الخميس الماضي بمدينة العلمين الجديدة، وحصل على جائزة أفضل ممثل عن مسلسل "موضوع عائلي، وعند تقديمه للجمهور قبل استلام الجائزة، تحدثت عنه الإعلامية چاسمين طه، مُقدمة الحفل، وقالت عنه في نهاية حديثها "أُسطى التمثيل"، ولكن متى ظهر هذا اللقب؟ وهل موهبة "الكدواني" التي نتغنى بها الآن ظاهرة للعلن منذ بدايته الفنية؟


وفيما يلي، يرصد لكم إعلام دوت كوم أهم محطات "الكدواني" الفنية، وأبرز أعماله التي كانت السبب في ظهور موهبة استثنائية للجمهور:

أدوار ثانوية مُميزة.. وخطوات ما قبل البطولة

بدأ الفنان ماجد الكدواني مسيرته الفنية منذ أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وظهر في العديد من الأعمال مثل مسلسل "أرابيسك" عام 1994، ومسرحية "باللو" 1995، ومسلسل "زيزينيا" 1997، ليتعرف الجمهور على وجه أكثر في فيلم "صعيدي رايح جاي" عام 2001 في دور "رزق"، وشخصية "المُر بزيادة" في فيلم "الرجل الأبيض المتوسط" 2001.

ولكن تظل شخصية "سيد" في فيلم "حرامية في كي چي 2" عام 2001، هى أول شخصية تعلق بها الجمهور وأحبها، بسبب صفات الصديق الحقيقي التي ظهرت فيه، بالإضافة إلى حالة الكوميديا التي تميزت بها ثنائيته مع الفنان كريم عبد العزيز، لتتوالي بعدها العديد من الأدوار التي قدم فيها الصديق المقرب للبطل أو في دور ثاني له أهمية كبيرة في حركة سير الأحداث، مثل:

• "عسكر في المعسكر" 2003.

• "حرامية في تايلاند" 2003.

• "العيال هربت" 2006.

• "الرهينة" 2006.

• "مقلب حرامية" 2009.

• "طير إنت" 2009.

• و"لا تراجع ولا استسلام" 2010.




أول بطولة مُطلقة.. ونجاح لم يحدث

ومثل أي فنان حقق نجاحات كبيرة في الأدوار الثانوية، انتقل للخطوة التالية لعمل أول بطولة سينمائية مُطلقة، وكانت في فيلم "جاي في السريع" عام 2005، الفيلم من بطولة الفنانة ريهام عبد الغفور والفنان حسن حسني وإنعام سالوسة وميمي جمال، ومن إخراج جمال قاسم، وتأليف عبد الفتاح البلتاجي.

وعلى عكس المتوقع، لم يُحقق الفيلم النجاح المطلوب بالرغم من النجومية التي حققها "الكدواني" في أعماله السابقة ومن أشهرها ثنائيته مع الفنان كريم عبد العزيز في 2 من أهم أعماله السينمائية، ولكن لظروف إنتاجية وصعوبات واجهت الفيلم، لم يستطع المنافسة وتم رفعه من دور العرض، وهذا ما أدخل "الكدواني" في حالة إحباط ويأس لم يُخرجه منها سوى مكالمة هاتفية من الزعيم عادل إمام، أخبره فيها أن يضع تركيزه في أدائه فقط ولا يهتم بالموضوعات الإنتاجية والسوق الفني وهكذا، فتمثيله وإتقانه لدوره هو من سيضعه في مكانه المناسب، وقد كان.


بداية مختلفة وخطوات نحو التألق

عاد الفنان ماجد الكدواني للأدوار الثانوية من جديد بعد فيلم "جاي بعد السريع"، ولكن بأسلوب انفرد به عن غيره، ليُقدم شخصيات جادة بأداء مُميز وصادق، ليتأثر الجمهور بشخصياته ويتفاعل معها حتى وإن لم يكُن هو الشخصية الرئيسية، مثل:

• "كباريه" 2008.

• "678" عام 2010.

• "أسماء" 2011.

• "ساعة ونص" 2012.

• "ديكور" 2014.


نقطة تحول.. وشرارة النجومية

حقق مسلسل "تحت السيطرة" نجاح كبير عند عرضه للمرة الأولى في السباق الرمضاني 2015، وظل محل اهتمام الجمهور طوال الـ 30 حلقة بأحداثه الشيقة والصادمة في الكثير من الأحيان، أشاد الجمهور بأبطال العمل بدايةً من الفنانة نيللي كريم، والفنان ظافر العابدين، إلى آخره، بالإضافة إلى أداء الوجوه الشابة مثل الفنانة جميلة عوض، التي خرجت إلينا لأول مرة من خلال هذا العمل، علاوةً على الفنان محمد فراج ومشاهده المتميزة، ولكن كان للحلقة الآخيرة من المسلسل وقعًا مختلفًا على قلوب المُشاهدين، وبخاصةً مشهد "رؤوف" المُدمن المتعافي.

يُحسب لمخرج العمل تامر محسن، اختياره الرائع للفنان ماجد الكدواني لتقديم شخصية "رؤوف" في مسلسل "تحت السيطرة"، الذي وبالرغم من ظهوره في مشهد واحد فقط في الحلقة الآخيرة، إلا أنه استطاع الاستحواذ على تعاطف وتفاعل الجمهور، الذين تغنوا بأدائه الصادق والحقيقي، وتبادلوا المقطع الخاص بمشهده فيما بينهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مادحين فيما استطاع هذا الفنان المُتميز تقديمه.

فمن خلال مشهد واحد فقط تمكن "الكدواني" من خطف الأنظار وتحويلها نحوه، ليُصبح هو بطل ونجم هذه الحلقة، وبعد مرور 8 سنوات على عرض هذا المشهد، إلا أنه ما زال عالقًا في أذاهننا جميعًا بأدائه السلس والصادق، ليُصبح ذلك المشهد نقطة تحول حقيقية في مسيرة "الكدواني" الفنية، لنبدأ من هُنا رؤية موهبة هذا الفنان المُبدع، والذي انحصرت لسنواتٍ طويلةٍ في أدوار كوميدية فقط، لتتجلى مهاراته التمثيلية ويُصبح فيما بعد واحدًا من أهم فناني ونجوم مصر والوطن العربي.


ماجد الكدواني.. غول التمثيل

ظهر إلينا "الكدواني" في ثوبٍ جديد من بعد مسلسل "تحت السيطرة"، ليُقدم لنا العديد من الشخصيات المتنوعة ذات الطابع الإنساني المختلف، مثل أدواره في:

• "هيبتا" 2016.

• "الأصليين" 2017.

• "طلق صناعي" 2018.

• "تراب الماس" 2018.

• مسلسل "نمرة 2" في قصة "فرق توقيت" 2020.

• "برا المنهج" 2021.

• مسليل "الاختيار 2" 2021.

• مسلسل "موضوع عائلي" 2021

• "فضل ونعمة" 2022.

ويظل مسلسل "موضوع عائلي" بجزئيه الأول والثاني خلال عام 2021، 2022، من أهم ما قدم الفنان ماجد الكدواني في مسيرته الفنية، قدم فيه دور الأب بسلاسة وصدق مكناه من الوصول لقلوب مُشاهديه بكل سهولة ويُسر، ليُصبح فيما بعد رمزًا للأب الذي تحلم به كافة الفتيات الصغار.

استحوذت شخصية "إبراهيم" في مسلسل "موضوع عائلي" على محبة الجماهير وتعاطفهم معه في لحظات مرضه، عاشوا معه واعتبروه فردًا جديدًا من أفراد عائلاتهم، وحملوا همه ومشاكله طوال فترة عرض المسلسل، ليُقدم لنا "الكدواني" واحدًا من أروع وأصدق المشاهد التي يُمكن أن يُقدمها الفنان في حياتها، ليحصد بعدها جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة للدراما، في دورته الثانية بمدينة العلمين الجديدة، وسط احتفاء كبير من النقاد والفنانين، ومن جمهوره أيضًا.