هل نستجيب للتطور أم نقاومه؟.. تفاصيل ندوة الذكاء الاصطناعي والصحافة بالجامعة الأمريكية

سالي فراج                    ندوة الذكاء الاصطناعي 

استضافت القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية بالتحرير، ندوة بعنوان “الذكاء الاصطناعي وبرامج الإعلام وتعليم الصحافة في العالم العربي: الفرص والتحديات“، مساء أمس الثلاثاء في تمام السادسة.

ناقشت الندوة “مستقبل الذكاء الاصطناعي في البيئة الإعلامية”وتأثيره على المشهد الإعلامي، وتحدث فيها كل من الدكتور حسين أمين مدير مركز “كمال أدهم للصحافة التليفزيونية”، وأستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وطارق عبادي مدير “برنامج مايكروسوفت”، وأحمد الجدي، محاضر الإعلام ودراسات التواصل بجامعة “أوربرو”، وأحمد عصمت استشاري تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي، وأدارت الندوة سارة الشعراوي مديرة تحرير الدورية العلمية Arab Media & Society.

الذكاء الاصطناعي

نرشح لك: أفضل 10 تطبيقات من الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها في مجال الصحافة والأخبار

الذكاء الاصطناعي ومخاوف البشر

قال الدكتور حسين أمين، مدير مركز “كمال أدهم للصحافة التليفزيونية”، وأستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن هناك تحولا كبيرا نشهده الآن في التطور نحو الذكاء الاصطناعي، وهذا التغير لا يزال مصحوبا بالمخاوف والقلق، لأن إحدى أهم أولويات البشر هو التقدم نحو الأمان.

أضاف أنه عند الحديث عن المزايا العامة للذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام نجد أن هناك الكثير من المبادرات التي تم إطلاقها من قبل المؤسسات الإعلامية المصرية ولكنها ما زالت في تكوين الجنين وتحتاج إلى النضج، ومن المهم تدريب الطلبة على استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مهنية ونزيهة وأخلاقية وتطويعه بالطريقة المناسبة لأنه معرفة تحت تصرف البشر دائما.

كما أشار إلى وجود ثغرات في موارد التعليم الصحفي من حيث استخدام الموارد البدائية، مؤكدا على أن ذلك سيتراجع خلال 20 عاما ويحل محلها الذكاء الاصطناعي بأدوات وتطبيقات أخرى، أما عن أهم مميزاته فهو وجود قدر محدود من الأخطاء البشرية وتكون نسبته ضئيلة جدا.

 ندوة الذكاء الاصطناعي

الـ AI وتغيير مفهوم التعامل مع المحتوى

من جانبه قال طارق عبادي، مدير برنامج “مايكروسوفت”، إنه من أوائل الأشخاص الذين تحدثوا عن الذكاء الاصطناعي، حيث إن رسالته التي قدمها في التسعينيات من القرن الماضي كانت عنه، وقام بإعداد الكثير من التطبيقات لتحسين حياة البشر وبيعها، مشيرا إلى أن الـ AI أصبح فرصة لجني الكثير من الأموال، لأن كل وظيفة معرضة الاستبدال إذا لم تطور من نفسها والشباب هم الأكثر قدرة على التغيير والاستيعاب.

أكد على أننا غيرنا مفهوم التعامل مع المحتوى، فمثلا يتساءل البعض حول سبب أن قناة “bein sport” أصبحت متاحة ومجانا وفي متناول الجميع، والإجابة هي لأنهم يعرفون أن مجرد الاطلاع فقط على محتواهم سيُحول إلى أموال.

أردف أن الأجيال الجديدة يجب أن تتعلم “ccc” الحرف الأول يشير إلى العقل الانتقادي، مؤكدا على ضرورة عدم الأخذ بالأمر الواقع والاستسلام للمسلمات المتاحة ولكن يجب أن نفكر في ماذا وراء ذلك، ولماذا حدث ذلك، والحرف الثاني يشير إلى الحس الإبداعي ومحاولة التفكير خارج الصندوق، والحرف الأخير يشير إلى تحسين مهارتنا للتواصل والتفوق على الذكاء الاصطناعي، مردفا أن مشكلته مثل الأسلحة النووية من دون الأخلاق لن نستطيع التحكم فيه.

 ندوة الذكاء الاصطناعي والصحافة بالجامعة الأمريكية

ظهور مصطلحات صحفية جديدة والاستجابة لضغوط الـ AI

في نفس السياق قال أحمد الجدي، محاضر الإعلام ودراسات التواصل بجامعة أوربرو، إن الصحافة دائما تتمتع باستخدام التكنولوجيا، ومنذ تطوير التكنولوجيا أصبح هناك العديد من المصطلحات الجديدة مثل (صحافة التشبيك وصحافة ريادة الأعمال وصحافة البيانات)، وفرضت نفسها على المشهد الصحفي مما أدى إلى تغيير هيكلة غرفة الأخبار “the news room”، كما أصبح الصحفي حلقة من تدفق المعلومات وخلق نوع من الضغط على الصحافة.

أضاف أن أساتذة الإعلام في السابق كانوا يقومون بتحديد ماذا سيعلمون الطلبة، ولكن الآن أصبح السوق هو الذي يفرض نفسه، مؤكدا على أن الطلب على خريجي الصحافة في المؤسسات الإعلامية أصبح في تضاءل مستمر، وذلك بسبب عدم استجابتهم للتطور السريع المستمر في تطوير أنفسهم.

 ندوة الذكاء الاصطناعي والصحافة بالجامعة الأمريكية

أشار إلى أن المدارس الصحفية حول العالم أصبحت تستجيب للضغوط فمثلا في الولايات المتحدة يضعوا الذكاء الاصطناعي في المناهج التربوية للطلبة ضمن إطار الصحافة الإلكترونية، كما تقوم أوروبا بالنظر للذكاء الاصطناعي بنظرة فلسفية عميقة.

أردف أن سكان شبه الجزيرة الإسكندنافية سيكونوا هم رواد المجال لأن أول جريدة إلكترونية انطلقت كانت من السويد، أما في الشرق فمازلنا في المرحلة الأولية منه وهناك بعض الجامعات العربية تنظر له وتستخدمه مثل “AUC, AUB, والملك سعود، والملك حمد، والشارقة”، وتحولوا في فترة الكورونا إلى حرم الجامعة الذكي، وجامعة قطر لديها برامج خاصة للتعليم ومرتبط بقناة الجزيرة، ومعهد التدريب، بالإضافة إلى معهد البحوث التابع لقطر.

الذكاء الاصطناعي وما حدث بين إيلون ماسك و”open AI”

في سياق متصل أعرب أحمد عصمت، استشاري تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي، أن كل البشر سيتم تبادلهم بالذكاء الاصطناعي، مردفا أن المنافسة على الذكاء الاصطناعي محتدمة نظرا لما تجنيه من أموال، مستشهدا بما حدث مع إيلون ماسك مالك “تويتر”، و “open AI”.

أشار إلى أن “washington post” لديهم معملهم الخاص الذي ينتج منتجات إعلامية باستخدام الذكاء الاصطناعي، موضحا أن مركز كمال آدهم للتدريب يسعى في الدورات التي يقدمها في معرفة ماذا وراء ذلك، لبدء تطوير المنهج الذي يقدموه.

أكد على أن التحول الرقمي يجب أن يركز على تغيير الأشخاص من الداخل، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي أمر لا يأتي من السماء لحل المشكلات، لأن البشر من يغذون الماكينات بالبيانات فيجب على الصحفي قراءة وفهم غرفة الأخبار ثم الجمهور.