الفرق بين "صفعة" شيبسي FOX و"صفعة" فين الشريحة
فاتن الوكيل
أوقف جهاز حماية المستهلك، في الفترة الأخيرة، عدد من الإعلانات، بدعوى أنه تلقى الكثير من الشكاوى ضدها، مفادها أنها “تنتهك الكرامة الشخصية”، والذي كان آخرها اليوم الثلاثاء، بعد وقف إعلان شركة “اتصالات” “فين الشريحة؟”، وذلك بسبب ظهور أب على فراش الموت وهو يصفع ابنه بعد أن سأله عن مكان الشريحة.
هذا ليس الإعلان الأول الذي يظهر فيه أب يصفع ابنه، حيث اوقف “حماية المستهلك”، قبله إعلان شيبسي FOX، لظهور أب وهو يصفع ابنه بشكل قوي، وذلك خلال شهر رمضان الماضي.
أسباب وقف الإعلانين تتطابق، حيث ذكر بيان “حماية المستهلك” في الحالتين جملة، “لانتهاكه الكرامة الشخصية وترسيخه لمعايير تربوية خاطئة”، ولكن هل الصفعة في إعلان “FOX” تتطابق مع صفعة “اتصالات”؟.
الصفعة “القوية” والعنيفة في إعلان FOX كانت في إطار فانتازي، وكان يمكن استبدالها بطريقة أخرى لتوضيح فكرة الإعلان، أما في إعلان “اتصالات”، فبالرغم من رفضنا القاطع لفكرة الصفع، إلا انها جاءت في صورة درامية إلى حد ما، وإذا كنا سنمنع عرض أي عمل يحتوى على صفعة، فهل سيتم حذف جميع الأعمال الدرامية التي احتوت على هذا الفعل؟.
الأمر الآخر، أنه لا جهة تستطع عرض إعلانها قبل موافقة الرقابة عليه، فلماذا لم تُمنع هذه الإعلانات قبل عرضها، ومن يتحمل خسارة الشركات أموال التي صرفت على عرضه على الشاشات؟، بالإضافة إلى أن جهاز حماية المستهلك لم يتحرك ضد إعلان “اتصالات”، أو FOX، بناءً على معاييره وقواعده هو، بل برر وقفهما، بتلقيه الكثير من الشكاوى من الموطنين، فماذا إذا كانت شكاوى كيدية؟ وحتى وإذا كانت حقيقية، فهذا يعني أن الجهاز يتحرك وفق قيم المشاهد وليس قيمه الواضحة.