"أنا والقناع".. تجربة فريدة وتقنيات غير مألوفة

أنا والقناع

هالة أبو شامة

منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن.. اعتاد الجمهور في الموسم الرمضاني أن يكون على موعد مع الكثير والكثير من الأعمال الفنية المتنوعة، تلك الأعمال لا تقتصر فقط على المسلسلات الدرامية أو الفوازير والمسابقات وإنما تتضمن أيضا البرامج الحوارية التي تستضيف النجوم والمشاهير.

من بين البرامج التي حققت نجاحا كبيرا في الموسم الرمضاني الحالي هو “أنا والقناع” الذي تقدمه الإعلامية منى عبد الوهاب يوميا، عبر شاشتي الحياة وcbc، ضمن خريطة الشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية وإنتاج شركة DS+.

رغم أن المحتوى الذي يقدمه البرنامج لا يختلف كثيرا عما يتم تقديمه في البرامج الفنية الآخرى التي تنافس في نفس الموسم، إلا أن طريقة الطرح والتقديم كانت مختلفة ومبتكرة كفاية لتميزه عن غيره.

الاعتماد على مؤثرات بصرية وإمكانيات تكنولوجية

الديكور الهادئ الأنيق هو أول ما يلفت انتباه المشاهد، وقد كان مهندس الديكور إسلام البنا، موفقا للغاية في اختيار اللون “الكحلي” ليكون طاغيا على الشاشة، وبفضل ذلك استمتعنا كثيرا بمشاهد صورة متناسقة مريحة للعين، فالخلفية كانت متناغمة مع ملابس الضيوف، ومناسبة لألوان المؤثرات البصرية التي تم استخدامها خلال الحلقات.

وبالحديث عن المؤثرات والإمكانيات التي استعان بها مخرج البرنامج سامي أبو الخير، فإنها كانت من الأمور المميزة للعمل، فنادرا ما نجد أرضية الاستوديو ترتفع بالضيف كلما توالت الفقرات، أو نجد شاشة كبيرة تستعرض صورا خلابة توحي بأنك بين السحب في السماء أو في أعماق الجبال أو أنك تغوص بداخل فوهة بركانية عميقة، وهذا ما أعطى لـ “أبو الخير” قماشة واسعة سمحت له بأن تكون أغلب اللقطات المعروضة للجمهور وكأنها لوحات فنية.

صور ذات معنى.. ومضمون بعيد عن الاستفزاز

وطالما ذكرنا صور السحب والفوهات البركانية، فيجب أن نوضح أن وجودها على الشاشة لم يكن لاضفاء لمسة جمالية فقط وإنما تم توظيفها لتشير إلى مغزى كل فقرة من فقرات الحلقة، التي تبدأ باختيار الضيف للقناع الذي يمثله في لحظات غضبه وحزنه، مرورا بتلك التي تقتحم أعماق نفسه ليتحدث عن قناعاته وصولا إلى تلك التي يعترف فيها عما إذ كان قد ارتكب خطيئة في حق آخرين أم لا.. كل صورة، كل مؤثر صوتي، كل حركة، هم في النهاية أدوات المخرج للتعبير عن المضمون.

ما كان لافتا للانتباه أيضًا، هو أن المضمون لم يعتمد على استفزاز الضيف واستجوابه كما في بعض البرامج الأخرى وكأنه يجلس في قسم شرطة وليس في ستوديو عادي، وإنما استهدف لمس مشاعر النجم أو النجمة للحديث بصدق عما مروا به في حياتهم أو عن قناعتهم التي تغيرت عن شيء ما أو عن الأقنعة التي أسقطوها عن أنفسهم أو عن غيرهم طوال حياتهم.

تلك الآلية التي سارت بها حلقات برنامج “أنا والقناع” لم تحرمه من تصدر الترند كغيره من البرامج التي تستفز الضيف للخروج بأكثر تصريحات مثيرة للجدل، لأن الشعور بالارتياح والسلاسة والحميمية في الحديث يمكن أن يلعب نفس الدور، وتلك التوليفة لم تكن لتحدث بدون الإعداد الجيد للأسئلة، والطريقة المتمكنة في الحوار كما فعلت المذيعة منى عبد الوهاب.

نرشح لك: 

من عمرو أديب لنجوم رمضان 2023: لا تزرعوا في البحر

إعلانات رمضان 2023.. التشابه والتكرار يخسر التجار!

فنانة ومذيع ومخرج.. لقاء منتظر على “شرف” المرأة!