6 أسباب جعلت "صفصف" أيقونة رمضان 2023

إسلام وهبان

ردود أفعال كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حازتها الفنانة هالة صدقي، بعد النجاح الكبير لدورها في مسلسل “جعفر العمدة” الذي يعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي، والتي تجسد فيه شخصية “الحاجة وصيفة” والدة “جعفر العمدة”، والذي يقوم ببطولته محمد رمضان وزينة ومي كساب وإيمان العاصي ومنة فضالي وتأليف وإخراج محمد سامي.

تاريخ طويل للفنانة هالة صدقي سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، من خلال أدوار تركت بصمة خاصة لدى المشاهد المصري والعربي، خاصة الأدوار التي تجسد دور بنت البلد وتنقل بها صورة الحياة الشعبية في مصر، ويعد دورها الأخير في مسلسل “جعفر العمدة” إضافة مضيئة في مشوارها الفني.

نرشح لك: “سجدت شكرا لله”.. لبنى ونس تتحدث عن نجاح دورها في “جعفر العمدة”

راهن المخرج محمد سامي في حوار سابق قبل انطلاق السباق الرمضاني على شخصية “وصيفة” أو “صفصف” التي تقدمها “صدقي” مؤكدا أنها ستكون مفاجأة للجمهور خلال حلقات المسلسل، ويبدو أنه قد ربح الرهان، خاصة وأن هناك عوامل عدة ساعدت على نجاح الدور وساهمت في تعلق الجماهير به وبلزماتها وانتشارها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الاحتفاء بآداء هالة صدقي.

– رسم دقيق للشخصية

يعود نجاح “صفصف” على الشاشة في المقام الأول إلى قدرة محمد سامي، على رسم الشخصية بشكل دقيق، فأنت أمام أم لأحد أكبر رجال الأعمال بمنطقة السيدة زينب، تعيش في أحد أحيائها الشعبية، فيظهر ذلك على طريقة حديثها وملابسها، وتكرارها لكلمة “أنا الملكة”، فضلا عن كونها أرملة لرجل كانت تعشقه، فينعكس ذلك على تكرار حديثها عنه وعن مدى إخلاصها له وتعلقها به، كما أنه لم يغفل الصراعات النفسية التي تدور داخلها كأم لم يرزق أحد ابنائها بالأطفال، وخُطف حفيدها لإبنها الآخر، كذلك كونها حماة لأكثر من زوجة.

هذه الصورة المتكاملة وحضورها القوي، جعل شخصية “وصيفة” أكثر واقعية وقربا للمشاهد، الذي يشعر في كل حلقة أنه يعرف “صفصف” جيدا أو صادفها في حياته بشكل أو بآخر، الأمر الذي خلق حالة من الحميمية بينهما.

– مزيج بين التراجيديا والكوميديا

استطاعت الفنانة هالة صدقي بموهبتها الكبيرة أن تقدم شخصية واقعية بامتياز، أم حقيقية من شحم ولحم، تشبه كثير من أمهاتنا، بنظراتها الحنونة الدافئة والقاسية في بعض الأحيان، وصوتها الغاضب من تصرفات أبنائها، لكنها في الوقت نفسه “تدعو على أبنائها وتكره مين يقول آمين” كأي أم مصرية أصيلة، ورغم كل ما تحمله دور الأم من تراجيديا إلا أنها بذكاء وبخفة ظل غير مصطنعة تبث في كل مشهد روح الفكاهة والمرح بينها وبين زوجات ابنائها، بصورة جعلت المشاهد ينتظر مشاهدها وخلافاتها مع زوجات أبنائها جعفر بفارغ الصبر.

هذا الصدق في آداء الشخصية وعدم محاولة استجداء الضحك من خلال إيفيهات مستهلكة، واعتماد “صدقي” على كوميديا الموقف، واستغلال تعبيرات الوجه بشكل رائع جعلت “صفصف” ملكة في قلوب المشاهدين، بل أصبحت عباراتها وإيفيهاتها ترند على منصات التواصل الاجتماعي.

– ثنائيات تبرز الجانب الإنساني

المتابعة لحلقات “جعفر العمدة” يجد أن المسلسل يسلط الضوء على أنسنة الشخصيات، فلا توجد شخصية شريرة وشخصية تتصف بالخير بنسبة 100%، بل هناك جانب رمادي في كل شخصية، لكل شخصية نقاط قوة وضعف، لحظات خير وشر، تظهر من خلالها المفهوم الواسع للإنسانية، وتعتبر شخصية “وصيفة” الكشاف الذي يسلط الضوء على كل جانب في هذه الشخصيات، من خلال الثنائيات الدرامية التي تجمعهم بها.

فتجد مثلا علاقتها بابنها “جعفر” والذي يجسده الفنان محمد رمضان، حيث يظهر أمام الجميع كشخصية قوية وحاسمة وصاحب نفوذ، يظهر أمامها فقط بضعفه وقلة حيلته واحتياجه لحنانها، كذلك الثنائي الكوميدي مع الفنانة مي كساب والتي تجسد دور “ثريا”، والذي يعد من أكثر الثنائيات تألقا خلال حلقات المسلسل، كذلك الثنائي الذي يجمعها بزينة والتي تجسد دور “عايدة”، والتي تكتشف من خلالها جوانب عديدة في حياة زوجها، وغيرها من الدويتوهات التي جعلت الأحداث أكثر ثراءً.

– اختيار جيد لكل تفصيلة

عفوية هالة صدقي وخبرتها الكبيرة ونضوجها الفني في اختيار كل حركة وإيماءة كان له دور كبير في نجاح شخصية “صفصف” ودخولها دون استئذان لقلوب الجماهير، فتجدها تتحكم بشكل لافت بنبرات صوتها وانفعالاتها وكذلك مظهرها كأم في منطقة شعبية، فتجد تناسق هائل بين الشخصية وملابسها واكسسواراتها وكذلك المكياج التي تستخدمه.

– جرأة وقدرة على التغيير

المتابع لكثير من الفنانات من نفس الجيل الذي تنتمي إليه هالة صدقي، يجد فئة كبيرة منهم لديهم حالة من الإنكار لطبيعة المرحلة العمرية ويقدمون أعمالا لا تتسق مع هذه المرحلة، لكن “صدقي” متصالحة للغاية مع فكرة العمر، ولديها جرأة على مواجهة ذلك وتقديم فن حقيقي وتجارب استثنائية تتسق مع سنها، بل وقادرة على آداء دور بدون مكياج إذا لزم الأمر، مثلما حدث في أدوارها في “فاتن أمل حربي” أو “جعفر العمدة” ومن قبلهم “ونوس”.

كما أن دور “وصبفة” بمثابة تغيير جلد لهالة صدقي بعد سنوات من تقديم دور الصديقة أو المرأة الأرستقراطية، لتعود مرة أخرى لتقديم بنت البلد الشعبية بجدعنتها وخفة ظلها، بشكل رائع ومزيج هائل بين الحنان والقوة التي عشقها الجمهور لتصبح إحدى أيقونات رمضان 2023.

– قصة حب بطلها “المعسل”

من بين الأشياء التي لاقت إعجاب الجمهور وأحدثت حالة من البهجة والمرح عبر منصات الشوسيال ميديا، هي علاقة الحب التي جمعت بين “وصيفة” وزوجها، والتي لا زالت مخلصة لحبه وسيرته رغم وفاته منذ سنوات، بل وتحافظ على طقوس يومية تذكرها به وبأيامه، والتي من بينها تدخينها للمعسل الذي تذكرها رائحته بزوجها الراحل.

وعلى الرغم من غرابة هذه العلاقة إلا أن الجمهور قد تفاعل معها بقوة وانتشرت كثير من التعليقات والكوميكس عن هذه العلاقة ما بين متندر بحكاية المعسل، ومعجب بحالة الإخلاص الفريد الذي تحفظه “صفصف” لزوجها.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by @e3lam