التفاصيل الإنسانية أصعب ما في التجربة.. أبرز تصريحات إحدى مؤلفات "جروب الماميز"

جروب الماميز
هبة جلال

دخل “جروب الماميز” من خلال فرضية تحول جروب الماميز الإفتراضى لمقر ثابت بالمدرسة إلى رحلة فنية درامية شاهد خلالها الجمهور نماذج متنوعة ومختلفة للأمهات وكل نموذج منها تفاصيله التي جعلت المشاهد ينجذب إليها ويتعاطف معها ويُحبها بل ويبحث معها عن حلول لمشكلاتها .

مُسلسل “جروب الماميز” هو العمل الفني الثاني ضمن مشروع سلسلة الحكايات لورشة مصنع الحكايات التي أسسها المُؤلف هاني سرحان، والعمل من تأليف مي سعيد وسمر طاهر وإيرين يوسف ومعالجة درامية وإشراف على الكتابة دعاء عبد الوهاب.

جروب الماميز

وتقول عنه السيناريست مي سعيد إحدى مؤلفات العمل إنهم كانوا يجلسوا مع بعضهم للاتفاق على كافة تفاصيل الحلقات حتى تكون متناغمة ولا يشعُر من يشاهده أن من قام بكتابته أكثر من شخص وحتى لا يكون فيه أجزاء مُنعزلة ،وبعد الاتفاق على كافة التفاصيل يقسمون الحلقات ثم يأتي دور المسئول عن الإشراف وهي الكاتبة دُعاء عبد الوهاب والذي يتمثل في مراجعة كل ما كُتب لتضعه في تناغم تام وتعدل الحوارات التي فيها تكرار .

وعند الإعلان عن سلسلة الحكايات والتي من ضمنها حكايات “جروب الماميز” في الوقت ذاته تم الإعلان عن التحضير لفيلم سينمائي يحمل الإسم ذاته يُشارك في بطولته عدد من نجوم الفن المصري ، فقد كان من المُقرر أن تبدأ السلسلة بـ”جروب الماميز” ولكنها بعد هذا الإعلان بدأت بـ”جروب العيلة”.

وتحدثت سعيد خلال حوارها لموقع “إعلام دوت كوم” عن أن المعالجة الخاصة بالمُسلسل كُتبت مُنذ فترة طويلة ولم يتم أية تعديلات عليها عند علمهم بالفيلم الذي يحمل ذات الأسم فالمعالجة الخاصة بالمُسلسل كانت مكتوبة منذ اللحظة الأولى بالفرضية التي عُرض بها العمل .

وتشير إلى أن فكرة العمل بدأت من تساؤل واحد وهو “ما الذي يقوم به جروب الماميز؟!” فلا أحد يمكنه أن يُنكر دورها على الرغم من أنها جروبات افتراضية فماذا لو كانت الأمهات متواجدة بالفعل داخل المدارس بدلا من الجروب الافتراضي فماذا عن شكل تداخلهم ومدى تأثيرهم وما يستطيعون إصلاحه وما سيصعب عليهم إصلاحه وهل قلقهم الزائد عن حده سينقلونه للمدرسة .

تضمن العمل نماذج كثيرة ومُختلفة للأمهات في مجتمعنا فمنهن الأم التي تُسخّر حياتها ووقتها كاملا لبناتها من خلال شخصية “غادة” والتي لعبت دورها الفنانة هبة عبد الغني، بينما جسّدت الفنانة دينا فؤاد شخصية “داليدا” وهي سيدة عاملة وصاحبة طموح ليس له حدود وينعكس هذا الطموح على اهتمامها بابنتها”ملك” فتهملها ولا تهتم بأمور تعليمها وحياتها كاملة، وهناك نموذجا لسيدة ضحّت بعملها من أجل أولادها والذي قدمته الفنانة أماني كمال من خلال شخصية “شيرين”، في حين قدمت الفنانة رباب ممتاز شخصية “زيزي” وهي الأُم المُكافحة فقد كافحت كثيرا حتى وصلت للمستوى الذي تعيشه وأصبحت تنشغل بكيف ستكون مثل أصحاب هذه المستويات .

جروب الماميز

وتُلفت مؤلفة “جروب الماميز” إلى أن أختيار نماذج الأمهات بالعمل كان بناء على أكثر الشخصيات تأثيرا كما أنه لا يحكم على أي اختيار لأي نموذج من نماذج الأمهات التي قدمت به فهو قدم اختيار كل شخصية منهن فهناك من اختارت أن تتفرغ لأولادها وهذا الأختيار موجود في الواقع ويُشبه اختيارات أمهات كثيرات في الواقع وهذا في حد ذاته مهنة تُحترم وكذلك كافة اختيارات باقي الأمهات في العمل .

كما توضح خلال حديثها لموقع “إعلام دوت كوم إلى أن صعوبة كتابة هذه النموذج كانت في التفاصيل الإنسانية وأنهم يضعون أنفسهم مكانهم في الظروف الصعبة خاصة التي لم يمُر بها كُتاب العمل وكيف ستتصرف الشخصيات في مواقفهم ومُشكلاتهم .

وتتابع: كافة شخصيات العمل أولادي وقريبين مني وتشبهن أمهاتنا وهو ما دفعني لحب الشخصيات والارتباط بكل شخصية سواء في جزئية ما تُشبهني فيه أو في مشاكلها التي تواجهها كأم فكل اللاتي كتبن هذا العمل هن في الأصل أمهات وفي النهاية كل شخصية لديها تفصيلة تجعل الآخر يتعاطف معها ويُريدها أن تتصرف بطريقة مُعينة .

نجد دائما في الدراما المصرية عند إنفصال الزوجين فالأم هي من ترعى أولادها ويعيشون معها فقد خرج”جروب الماميز” من النمطية في هذا الأمر فقد قدم العمل نموذجا لـ”سينجل فازر” أو “الأب المطلق” على عكس ما اعتدنا عليه في معظم الأعمال الدرامية المصرية من خلال شخصية “تاكوـ أحمد” والذي قدّمه الفنان خالد سليم .

وتؤكد مي سعيد على أن شخصية “تاكو” متواجدة في مُجتمعنا وبكثرة فهناك آباء كثيرين يعيشون مع أولادهم لأي سبب ولكننا عرضنا في العمل سبب واحد وهو “الطلاق” ولكن من الممكن أن يكون أرمل أو والدتهم مريضة ولا تستطيع الاهتمام بأمور حياتهم اليومية.

وأردفت: على الرغم من تواجد هذا النموذج في مجتمعنا إلا أنه مُهمش في الدراما فأردنا الخروج من عباءة النمطية في تقديم هذه القضية وقدمنا “تاكو” الشخص الذي يهتم بكافة أمور أولاده الحياتية والتعليمية بمنتهى الحُب والصدق دون أي ملل .

وأستطردت قائلة: في النهاية “جروب الماميز” عمل فني قدم نماذج متنوعة من الأمهات تُشبه أمهاتنا في الواقع كما قلت سابقا فنحن لم نكتب خط مُعين لترسيخ فكرة ما نريد إيصالها فجميع الشخصيات نماذج إنسانية فقد عرضنا في أحد النماذج مثل نموذج “زيزي” كيف يتأثر الإنسان بالنقلات الحادة التي تحدث في حياته وكيف يريد خلع جلده بعد هذه النقلة فأردنا أن نقول إن الإنسان عندما يصل لمرحلة اجتماعية أعلى من التي اعتاد العيش بها ليس من الضروري أن يخلع جلده .

وأختتمت حديثها بإن العمل كان به مجازفة كبيرة لأنه مُختلف وجديد وفي نفس الوقت واقعي وحقيقي فقد توقعنا نجاحه ولكننا فؤجئنا بردود الأفعال حوله وارتباط الجمهور بشخصياته ومشكلاتهم وفي حقيقة الأمر أن هذا قد فاق كل توقعاتنا .

نرشح لك: 

جسّدتها بقلبي.. رباب ممتاز تتحدث عن زيزي في “جروب الماميز”

تحب “جروب العيلة” وتنزعج من “جروب الجيم” .. 24 تصريحا لهبة عبد الغني الشهيرة بغادة أدمن “جروب الماميز”

قدمنا شخصيات واقعية.. أبرز تصريحات دعاء عبد الوهاب عن “جروب العيلة”