كيف تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة اضطرابات "التشوه الرقمي" للجسم؟

أسماء مندور

أظهر تقرير في موقع iol كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة الاضطرابات العقلية فيما أسمته “التشوه الرقمي للجسم” والذي يظهر بشكل لافت في استخدام الفلاتر وبرامج تعديل الصور والخوف من الظهور بالشكل الطبيعي على السوشيال ميديا.

أشار التقرير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي فاقمت المشكلة على الرغم من أن التقاط صورة شخصية أمر بسيط مثل النقر على زر، إلا أن الأمر أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للمراهقين على وجه الخصوص بسبب الطريقة التي ينظرون بها إلى أجسادهم، خاصةً مع انتشار محتوى الوسائط بسرعة في العصر الرقمي، والضغط المتزايد لتقديم صورة خالية من العيوب.

نرشح لك: بعد محاضرة في هارفارد.. كيم كارداشيان تتعرض للتنمر على السوشيال ميديا

معايير الجمال

أكدت الدراسات كذلك على أن انتشار الصور التي يتم التلاعب بها “رقميًا” لها تأثير كبير على توقعات الفتيات وفهم معايير الجمال التقليدية وكيف يرون أنفسهن، مشيرةً إلى أن تعديل صورة شخصية يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالسوء حيال عيوبه ويؤدي إلى مزيد من المقارنات الاجتماعية.

وعليه، يمكن أن تخلق هذه التجارب السلبية فجوة بين المظهر المتصور للشخص ومظهره المثالي، مما يؤدي إلى سلوكيات ضارة مثل التمرين المفرط، حيث لفتت دراسة أُجريت عام 2016 بعنوان “خلل الشكل الرقمي للجسد الأنثوي” الانتباه إلى حقيقة أن التشوه الرقمي هو اضطراب اجتماعي يتأثر بالضغوط المجتمعية، ومعايير الجمال، والتكنولوجيا الحالية المتاحة لتحقيق هذه المعايير في شكل صورة.

التشوه الرقمي

يوجد خلل “التشوه الرقمي” ضمن أعراض اضطراب تشوه الجسم، حيث تم تعزيز هذا التصور الاجتماعي المشوه للأجساد الأنثوية من خلال الطريقة التي تغلغلت بها الصور المعدلة رقميًا في الأزياء والصور الإعلانية بحيث لم تعد تصورات أجساد النساء قائمة على أجساد طبيعية “غير معدلة رقميًا” بعد الآن.

وفقًا لدراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 2013، فإن اضطراب التشوه الجسمي يظهر عادةً في مرحلة المراهقة وقد أظهرت الأبحاث أنه يؤثر على الرجال والنساء بشكل متساوٍ تقريبًا، وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لاضطراب التشوه الجسمي لا تزال غير معروفة، إلا أن بعض العوامل البيولوجية والبيئية قد تلعب دورًا في ظهوره.

خلل الجسم

الجدير بالذكر أن جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية عرّفت خلل الجسم على أنه حالة عقلية تتميز بهوس بإحساس نقص جسدي متصور، قد يكون الخطأ ضئيلاً أو مبالغاً فيه، ويقضي الشخص ساعات في اليوم في محاولة لإصلاحه، أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط أو الخضوع للعديد من الإجراءات الجمالية ليشعر بالكمال.