وليد الشيخ يكتب‎: طريق .. "الدولة الفاشلة”

إنه مجرد عفو عن “معتقلين سياسيين” عشية زيارة السيسي لنيويورك، كمحاولة لتلميع الوجه الملطخ للحكومة المصرية.
خلاصة تقرير صحيفة “تايم” الأمريكية.

المصريون يحتاجون أكثر من مجرد نظام يعتمد على عفو رئاسي عشوائي، بل يستحقون نظام عدالة حقيقي.
صحيفة “ جلوب آند ميل” الكندية

السؤال: أين هي “مصر الجديدة” التي وعدت بها في خطاب الأمم المتحدة العام الماضي؟!
جوهر رسالة “جويل سيمون” المدير التنفيذي “للجنة حماية الصحفيين” للسيسي.

حظيت خطوة إطلاق سراح صحفيي الجزيرة وشباب القوي المدنية بإهتمام خاص من قبل الإعلام الدولي.
صحيفة “تايم” الأمريكية ركزت ومنذ عنوانها عن أنه ليس عفوا عن “مجرمين”، بل عن “معتقلين سياسيين”، تم فقط عشية سفر السيسي لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كمحاولة لتلميع صورة حكومته الملطخة بإعتقال الآلاف من المعارضين والمتظاهرين والطلاب والصحفيين، مع ظهور القضاة كوكلاء رئيسيين في الحملة السياسية منذ 2013، مع إصدار مئات من أحكام الإعدام في محاكمات جماعية.

وعزته لمعرفته بالضغوط التي سيتعرض لها في نيويورك بسبب سياسته القمعية، بأكثر من 40 ألف معتقل وألف قتيل منذ الإطاحة بمرسي وإستحواذ الجيش علي السلطة.

وتحت عنوان “السيسي يرضخ لمنتقديه” نشرت “فورين بوليسي” مقالا قالت فيه أن قرار العفو جاء فقط بسبب الغضب الدولي علي قمع حرية الصحافة وإعتقال صحفيي الجزيرة، وكمحاولة لتهدئة الإنتقادات المتوقعة في نيويورك بسبب قتل السياح المكسيكيين، وفشله في الإيفاء بوعوده التي قطعها علي نفسه في خطاب العام الماضي، “بمصر الجديدة” التي تقوم علي حرية الرأي والتعبير، بينما عاد للقاهرة ليقمع الصحافة والحريات.

هذا مع حديث لجنة حماية الصحفيين وأمنيستي عن “المحاكمات السياسية”، وتأكيد تقرير “العفو الدولية” الأخير أن مصر تواجه “إنهيارا كارثيا في حقوق الإنسان” منذ عزل مرسي في 2013.

وهو ما ركزت عليه رسالة “جويل سيمون” المدير التنفيذي “للجنة حماية الصحفيين الدولية” للسيسي، التي تساءلت فيها عن فشله بالإيفاء بوعوده عن “مصر الجديدة”، في مجال الحريات وسيادة القانون، وبفرض قوانين سالبة للحريات، وتكميم الأفواه وقتل وإعتقال الصحفيين.

وختمت رسالتها مطالبة بإطلاق سراح كافة الصحفيين ومحاسبة قتلتهم، بقولها “ إن السبيل الوحيد لكسر دائرة الإفلات من المساءلة هو تقديم قتلة الصحفيين للعدالة، وهو ما فشلت مصر في تحقيقه”.

وكذلك تساءلت صحيفة “جلوب أند ميل” الكندية عن كل الآبرياء الآخرين في السجون، ومنهم شوكان مثلا المحتجز منذ عامين ولا يملك جواز سفر أجنبي أو مؤسسة إعلامية كبري.

مضيفة أن الأمر الأهم ليس العفو عن المعتقلين، بل لماذا أدخلوا السجن أساسا، ولو كانوا يشكلون أي تهديد أو خطر علي المجتمع، ما كان الرئيس يصدر عفوا عنهم.

وختمت بأن كل محاولات منظمات المجتمع المدني لإصلاح النظام القضائي كدعامة لأي أجندة إصلاح في مصر باءت بالفشل، فلا مبارك ولا طنطاوي ولا مرسي ولا السيسي إهتموا بالتصدي لإساءة إستعمال النظام القضائي.

بالمقابل حذر “ميشائيل لودرز” أحد أهم مستشاري الحكومات الألمانية في حوار مع موقع “آر بي أونلاين” من دخول مصر إلي مرحلة “الدولة الفاشلة”، لدرجة القول أن الأحزاب والبرلمانات ليست سوي واجهة، وأن النهوض المجتمعي في مصر ليس ممكنا، مع تعليم لا يدعم مبادئ التفكير المستقل، مضيفا أن النظام المصري الآن “أكثر قمعا من أي وقت مضي، وذلك تحت رعاية الغرب”.

بل ووصل به الأمر للقول .. أن الوضع في مصر الآن متوتر جدا، لدرجة أنه يمكن أن يحدث فيها موجة “هجرة جماعية” تشبه تلك التي في سوريا حاليا !

اقـرأ أيضًـا:

وليد الشيخ يكتب: بين “نظرة” كلاوديا، و”مات الكلام” لسامح

وليد الشيخ يكتب: جوبلز 2015

وليد الشيخ: صراع الأمل .. مع “المجاري” !

.‎