هل توفى 55 مصرياً –فقط– في #تدافع_مشعر_منى ؟

خاص – إعلام.أورج

بعد ساعتين تقريبا من الخبر العاجل الذي قال أن 100 من الحجاج توفوا إثر #تدافع_منى صباح يوم 23 سبتمبر 2015 خرج رئيس بعثة الحج المصرية مطلقا التصريح التقليدي الذي يخرج من أي مسئول بعد وقوع حادث جلل في أي دول عربية كانت أو غير عربية ليؤكد أنه “لا وفيات بين المصريين في حادث تدافع منى” ، في العاشرة من مساء اليوم نفسه خرج أول بيان يؤكد أن عدد المتوفين المصريين هو 8 فقط، كان الإجمالي الصادر عن وسائل الإعلام السعودية قد وصل إلى 717 وتوقف عند هذا الحد، وزارة الأوقاف تمسكت بأن نسبة المصريين بين إجمالي المتوفين لا تزيد عن 1.5 % ، ليبتسم القدر للمصريين ويجعلهم في مؤخرة قائمة الجنسيات التي راح أصحابها ضحايا التدافع، في الوقت نفسه خرجت مواقع خبرية تقول أن عدد المتوفين المصريين يصل إلى 50، لكن الأوقاف لم تتراجع وصممت على أن العدد ثمانية فقط ونشرت الأسماء تأكيدا لمصداقيتها

بعد الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الأحد 27 سبتمبر وصل عدد المتوفين المصريين في الحادث نفسه إلى 55 وذلك بعد الإعلان عن قائمة جديدة ضمت 18 ضحية ( أي تجاوز العدد الذي قدرته المواقع الإخبارية مساء الخميس بخمسة ضحايا ) وأقام وزير الأوقاف محمد مختار جمعة مؤتمرا صحفيا في فندق مكارم اجياد بمكة المكرمة للإعلان عن الرقم الجديد، واشتكى من أن البعثات الطبية المصرية واجهت صعوبات بسبب تعنت السلطات السعودية في السماح لها بالوصول للمستشفيات والتعرف على الجثث لكن السلطات لاحقا ما تداركت الموقف بعد اتصال بين وزير الحج السعودي والسفير المصري بالمملكة (لم يفسر جمعة لماذا لم يتصل هو بنظيره السعودي) .

جهود الإعلام السعودي ومحبي المملكة في داخلها وخارجها ركزت منذ الساعات الأولى على عدم تحميل السعودية مسئولية الحادث، شددت على أنه لا شئ مريب قد حدث وأن الأمر كله قضاء وقدر، لكن أحدا في السعودية وفي مصر فسر لنا كيف ارتفع العدد من “لا أحد” إلى ” 8″ ثم ” 14″ ولاحقا ” 37″ وأخيرا وليس آخرا ” 55″ ، هل مات كل هؤلاء على مدار الأيام الأربعة، أو ماتوا فور وقوع الحادث وتأخر الإعلان عن العدد لأسباب تحتاج لتحقيق واستقصاء، والأهم هل سيقف عداد وفيات المصريين عند حاجز الـ 55 أم مرشح بقوة للزيادة؟

اعداد الوفيات
العدد النهائي للضحايا

خلال اليومين الماضيين تجمع لدى فريق إعلام.أورج العديد من الشواهد التي تقول أن عدد المتوفين المصريين في تدافع منى أكبر بكثير مما نتصور، وإذا كانت الجهات الرسمية نفسها أعلنت بداية أن العدد هو ثمانية فقط ثم ارتفع خلال 4 أيام فقط إلى 55 ضحية، أي حوالي7 أضعاف العدد الأول، فإن الأمر يدعو لفتح أبواب التشكك على مصراعيها، ليس لإدانة أحد لأن الإدانة لن تعيد من ماتوا إلى الحياة من جديد، ولن تجدي حيث لن يعترف مسئولو السعودية أو مصر بأي خطأ سواء صدر منهم عن عمد أو نتيجة إهمال، ولكن المطالبة بمزيد من الشفافية فيما يتعلق بالعدد النهائي للضحايا احتراما لذويهم الذين لا يعرفون عنهم أي شئ منذ صباح أول أيام العيد، فارق كبير بين أن اعرف عن يقين أن والدي أو شقيقي أو أمى توفى في الحادث أو يظل مفقودا للأبد، فارق ليس فقط على المستوى الإنساني ولكن القانوني أيضا، وبالنظر للصور المنشورة للجثث مجهولة الهوية من كل الجنسيات في مستشفيات مكة وما حولها يمكن القول ان الأزمة ليست مصرية بالطبع وأن عدد إجمالي المتوفين في الحادث ليس 717 فقط .
00001

لماذا ارتفع عدد المتوفين ؟

العدد لم يرتفع، هو ثابت منذ اليوم الأول للكارثة، لكن للأسف دائما ما تعلن الجهات الحكومية عن ما لديها من معلومات ولا تذكر بعدها أن العدد قابل للزيادة، والأخطر أن تقرر جهة ما تثبيت العدد عند حد أقصى بالتالي لا يتم الإعلان عن أي وفيات أخرى يتم كشفها لاحقا، بالتالي فإن القائمة القصيرة المعلنة في اليوم الأول ضمت فقط 8 حجاج تم العثور على جثثهم وأسمائهم والتأكد من حملهم للجنسية المصرية، وكلما تم التوصل لمجموعة أخرى من المتوفين كان يتم الإعلان عن الإجمالي الجديد، بالتالي مطلوب من وزارة الأوقاف التأكيد دائما على أن هذه الإعداد ليست نهائية مع الوضع في الإعتبار أن التواصل مع الاهالي ضعيف للغاية بسبب حجم الكارثة ومعظم الأهالي يعتمدون في البحث على أقاربهم بالسعودية الذين انتقلوا من مدنهم التي يعملون فيها إلى مستشفيات مكة وبالعودة لشكوى مختار جمعة من أن السلطات السعودية لم توفر الفرص الكافية للتعرف على الجثث فيمكن التنبؤ بأن المزيد من الضحايا لازالوا في عداد المفقودين وهو ما تأكد منه إعلام.أورج عبر عدة اتصالات هاتفية مع مجموعة من أهالي المفقودين أحدهم على سبيل المثال عرف بخبر وفاة والدته من الموقع وليس من الجهات الرسمية .

الإتصالات الثلاثة التي اجراها فريق إعلام.أورج كانت حصيلتها خمس حجاج مفقودين، لكن إثنين منهم دخلوا في عداد الوفيات بعد إعلان قائمة الـ 18 الجديدة في المؤتمر الصحفي للوزير هما “عبد الفتاح شرف الدين القاضي” وزوجته “مديحة عبد الوهاب القاضي” حيث عرف الإبن أن والده توفي أمس السبت، لكنه عرف بخبر وفاة والدته وبأنها في قائمة الـ 18 الجديدة خلال اتصاله بنا، أما نجل ” خليفة محمد عمر” فوالدته لاتزل على قيد الحياة هناك لأنها وكلت زوجها برمي الجمرات بدلا منها ولم يعد حتى الآن واسمه غير موجود في قائمة الـ 55 ، الأمر نفسه ينطبق على الحاجة “هدي محمود محمد غانم” فحتى الآن وحسب ابنتها هي وصديقتها “زينب” مفقودتين منذ صباح الخميس، الأمر الذي يستدعى فورا اطلاق قائمة بعدد المفقودين والبحث عنهم أحياء كانوا أو وفيات لعلنا نصل إلى إجمالي من رحلوا نتيجة الكارثة.

0003

الجالية المصرية بالسعودية

بما أنه كالعادة انتشرت انتقادات للدور الغائب للقنصلية المصرية في جدة، باتت صفحة “الجالية المصرية بالسعودية” على فيس بوك والتي تضم قرابة 400 ألف مشترك هي المرجع الرئيسي لتجميع صور وبيانات المفقودين، ومنذ صباح أول أمس 25 سبتمبر ثبتت إدارة الصفحة “منشورا” يطالب من لهم أقارب مفقودين منذ تدافع منى بارسال صورهم وبيناتهم ووصلت عدد التعليقات على المنشور إلى حوالي 1150 تعليق من بينهم قرابة 100 تعليق لذوي المفقودين وغالبية هؤلاء أسمائهم غير موجودة في قائمة الـ 55 الرسمية، ولو فرضنا أن نصفهم على الأقل لقى حتفه في الحادث ولم يتم العثور على جثته بعد أو عثروا عليها دون هوية فإن هذا يعني أن إجمالي عدد المصريين المتوفين جراء تدافع منى قد يشارف المائة مصري، أي حوالي 13 % من العدد الإجمالي المعلن من السعودية إذا ظلت المملكة متمسكة بأن من توفوا 769 فقط حسب آخر حصلية رسمية.

98958598

الخبر الإيجابي فيما سبق أن بعض المفقودين تم العثور عليهم، لم يكونوا من الأساس في الأفواج “المهروسة” في تدافع منى، وجدنا عبر فيس بوك حالتين فقط نتمنى أن تزيد تدريجيا ما يقلل العدد الإجمالي للمصريين المتوفين في الحادث.

0002

شاهد عيان

بقى في النهاية شهادة لزميل صحفي يعمل في جريدة مصرية خاصة ويقوم بأداء فريضة الحج، فشلنا في التواصل معه للحصول على إذنه بنشر اسمه إلى جوار الشهادة، غير أن الشهادة بالأساس منشورة على حسابه على فيس بوك وتداولها العشرات من المتابعين.

نص الشهادة

اسمعوا الحكاية المؤلمة دي:

ذهبت مع الزميل …….. إلي أحد المسئولين ببعثة الحج لاستخراج تصريح دفن مصري وزوجته من ضحايا حادث التدافع بمني ..ودار الحوار الاتي:

السلام عليكم..فيه رجل وزوجته من ضحايا حادث مني واهلهم مش عارفين يطلعوا تصاريح الدفن..ايه الاجراءات بالضبط؟

المسئول: مش عندي الكلام ده ..روحوا ادارة البعثة في فندق كذا .

يعني الناس تموت وكمان اهلهم مش عارفين يدفنوهم؟

المسئول: ياجماعة فيه حالات كتير زي كده وأصعب بمراحل .

لكن وزير الاوقاف اعلن انهم 37 فقط.

المسئول بنبرة سخرية: 37 ايه يابيه..دول اللي اتعرفوا عليهم فقط..حجاج الجمعيات بس مات منهم 80 ..اضرب بقي في 3

بالنسبة لحجاج السياحة والقرعة.

يعني مات من المصريين 300 مثلا؟

المسئول: واكتر كمان..لأن اغلب اللي ماتوا كانوا بصحبة اصدقاء أو أبناء أو آباء …وما إلي ذلك.

طب ليه تم اعلان انهم 37 فقط؟؟

المسئول:الموضوع كبير جدا

ازاي فهمنا

المسئول: بس متقولوش اسمي.

ولا شفناك أصلا..هات ما عندك.

المسئول: بصراحة السعودية أول سنة تتعامل الحجاج المصريين بتعنت..انا بطلع مع البعثة من 20 سنة..أول مرة الاقي تعنت مع المصريين بالذات ..في الذهاب لمني مثلا كل الباصات تعدي والمرور ييجي عند باصات المصريين ويقولنا ممنوع الدخول ..لفوا من الشارع الفلاني..كمان الحادث غريب ومريب..قفلوا الابواب مرة واحدة وفتحوها برضه مرة واحدة.

حينها قطع حديثنا أحد الحجاج صارخا للمسئول ” حرام عليكم اللي بتعملوه فينا ده …ليه العذاب ده..احنا امانة في رقبتكم..من الساعة 2 بالليل مش عارفين نيجي من مني لمكة انا ومراتي..كل شوية رايحين بالشنط للباص وبعدين المطوف يرجعنا تاني..لييه كده”

نظر الينا المسئول وكأن القدر ساق الدليل علي صدق ما يقول.

وللحديث بقية في تقرير منفصل عن ما شاهدته بعيني في تلك الرحلة..ان كان في العمر بقية

بجانب كل ما سبق فإن عدد المنشورات عبر فيس بوك وغيرها من وسائل التواصل التي يبحث أصحابها عن مفقودين وتائهين – خصوصا من المسنين- سواء بسبب حادث تدافع منى أو غيره يؤكد أن الحجاج لم يكونوا لوحدهم في المشاعر المقدسة هذا العام وإنما سبقتهم إلى هناك “الفوضى” لكن دون أن ترتدي ملابس الإحرام.

نرشح لك : الصحافة السعودية بعد حادث #تدافع_منى: الحُجاج هم السبب

اقـرأ أيـضـًا:

صوت الأمة تخرق حظر النشر وتكشف تسجيلات فودة لوزراء محلب

وزيرة التضامن تكشف سبب تصويرها للرئيس السيسي

“موسى” يروي تفاصيل نجاته من مظاهرة إخوانية بأمريكا

عكاشة يتنبأ بحادث تدافع “منى”

يسري فودة عن ريهام سعيد: إحدى بالوعات الصرف الإعلامي

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا