أحدثهم "اتزان".. كيف عالجت الدراما المصرية الاضطرابات النفسية؟

سالي فراج                                    كيف عالجت الدراما المصرية الاضطرابات النفسية

مع زيادة انتشار الوعي بالأمراض النفسية، ازداد اهتمام الدراما المصرية بتناول قضايا الاضطرابات النفسية وتأثيراتها المختلفة، وذلك في محاولة لوجود علاج لها.

ناقشت العديد من الأعمال الدرامية الاضطرابات النفسية باختلافتها فمثلا مسلسل “تحت السيطرة”، الذي عُرض في عام 2015، من بطولة نيللي كريم، تناول فكرة الإدمان ومراحله وتعافيه، ومسلسل “خلي بالك من زيزي” 2021، بطولة أمينة خليل، الذي ناقش اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “ADHD”، وكذلك المسلسلات التي عُرضت مؤخرا على منصة “WATCH IT” مثل مسلسل “ريفو”، ومسلسل “اتزان”.

الدراما المصرية الدراما المصرية

حاور “إعلام دوت كوم“، طبيبين نفسيين للحديث عن معالجة الدراما للاضطرابات النفسية، واستمرارها منذ الطفولة حتى الشباب، ومدى تأثيرها على الشخص المضطرب، ودور العائلة في ذلك.

ذهان أم PTSD؟

قال الدكتور نبيل القط، استشاري الطب النفسي، إن بطلة مسلسل “اتزان” لا تعاني من مرض “PTSD” كما يقال، لكنها تعاني من الذُهان فحركتها ووجهها القناعي والهلاوس والأصوات التي تسمعها تدل على ذلك، أما “PTSD” يظهر عندما يكون الشخص ضحية تعرض لاعتداء جسيم يساوي خطر الموت أو اغتصاب أو شاهد اغتصاب أو قريب للضحية، وليس هو الشخص المعتدي، لأن البطلة هي نفسها المجرمة القاتلة وحاولت أن تقتل ابنة عمها، غير أنه عندما يظهر مريض نفسي ممسكا بسكينة لا يصح أن نأخذ منه السكينة ونجلس بجانبه هذه تعتبر حالة طوارئ تستدعي تدخل طوارئ ويذهب للمصحة.

مرض الذهان أسبابه وعلاجه

أضاف “القط” أن مرض الذُهان يكون له علاقة بالوراثة والمشاكل الأسرية، أما الاكتئاب فمن الممكن أن يظهر نتيجة للتربية، والذهان يحتاج إلى تدخل دوائي أو الذهاب إلى المصحة، ومن الممكن أن يكون علاجه أدوية فقط كبداية ثم بعد ذلك يخضع لجلسات علاجية، مشيرا إلى أن الطبيب النفسي في “اتزان” كان متجاوزا في عمله وأدائه المهني لأنه عرض مريضين للخطر وكان يجب أن يُحاكم.

الدراما المصرية

أشار إلى أن أول طريق لعلاج المريض النفسي هو اللجوء لطبيب متخصص يفهم في علاجه ويتحدث معه، وإذا كان المريض غير معترف بمرضه فسيشعر به بعد تدهور حالته ووصوله للانتكاسة.

العلاج بالدراما!

أوضح “القط” أن الدراما بالطبع تساعد في حل المشاكل النفسية فالكثير من الأشخاص شاهدوا أعمال درامية وساعدتهم واستفادوا منها مثل مسلسل “تحت السيطرة” فكثير من المدمنين تعالجوا بسببه وأهاليهم استفادوا منه وساعدوا أبنائهم، ومسلسل “خلي بالك من زيزي” جعل الكثير من الأشخاص تنتبه لمرض اضطراب الانتباه، ومسلسل “ريفو” أيضا ناقش الاضطرابات النفسية بطريقة صحيحة.

أكد على أننا نحتاج إلى اهتمام أكبر بالأعمال الدرامية التي تعالج القضايا النفسية، ويجب عرض السيناريو على أطباء متخصصة وليس “لايف كوتش” للإشراف عليه في رسم الشخصيات والكتابة والحوار وأسماء الأدوية، ناصحا كل من يعاني من اضطراب نفسي بأن يذهب إلى طبيب نفسي، ومن يعاني من ارتفاع أسعار العلاج النفسي فمستشفى القصر العيني ومستشفى عين شمس بهما أطباء متخصصين يشخصون ويعالجون بدون مقابل، لافتا إلى أنه يجب مواجهة كل من يخجل من الاعتراف بالأمراض النفسية بحملات توعية عن الأمراض النفسية في أكثر من مكان.

إشراف نفسي على السيناريو

من جانبها قالت الدكتورة مديحة الصباح، مدير إدارة البروتوكولات والمراسم بالمركز القومي لثقافة الطفل بوزارة الثقافة، إن الأب والأم يُمثلان واحة الأمان بالنسبة لأبنائهم لكن للأسف الشديد هناك بعض الآباء يفرقون في المعاملة بين أبنائهم أو يقارنوهم بأبناء أقاربهم وجيرانهم، فيبدأ الطفل في الانعزال عن أشقائه، ويكره التواجد داخل تجمع أفراد أسرته وغالبا ما ينعزل داخل حجرته.

أوضحت “الصباح” أنه من المعروف أن تصرفات الوالدين مع أطفالهم إما أن تجعلهم أطفال وشباب أسوياء أو تجعلهم مرضى نفسيين، وإذا تدارك الوالدين لهذا الطفل وتم علاجه نفسيا وهو طفل فيصبح تدريجيا سوي يتأقلم مع أشقائه، وأقرانه شيئا فشيئا، لكن إذا أهمل الوالدين حالة طفلهم، فحالته النفسية ستزداد سوءا عاما بعد آخر.

أكملت “الصباح”: “الدراما سلاح ذو حدين في التطرق لتناول المشكلات النفسية لأنها فعلا تلقي الضوء على المرض لكن قد تتناوله بشكل مبالغ فيه أو بشكل يثير السخرية أو الاشمئزاز”.

أكدت على أنه لا بد من أن يكون السيناريو تحت إشراف طبيب متخصص لإبداء رأيه فيه، وما هي التصرفات التي يسلكها مريض القلق والاكتئاب النفسي والإيحاءات واللزمات التي يجب أن يقوم بها الممثل، حتي يحقق المسلسل الغاية المرجوة منه في تناوله لهذه المشكلة، أما إذا تم التمثيل بشكل عشوائي فستصل رسالة سيئة.

نرشح لك: لدعم الدراما.. الشئون المعنوية تدشن مشروع “مصري”

كيف عالجت الدراما المصرية الاضطرابات النفسية