فيلم قطري في الأوسكار لأول مرة

تأهل الفيلم القطري “ثم يحرقون البحر” للمخرج ماجد الرميحي إلى سباق الأوسكار ليكون أول فيلم قطري يتم اختياره للترشح لهذه الجوائز العالمية القيمة. وقد أنتج الفيلم الوثائقي القصير من قبل مؤسسة الدوحة للأفلام.

وصرّحت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: “نشعر بالفخر والاعتزاز لمشاهدة صناع الأفلام الشباب من المنطقة يبرزون كقادة إبداعيين ضمن الموجة الجديدة من صناع الأفلام الذي يقدمون قصصاً مؤثرة تحظى بصدى عالمي. ويعد هذا الأمر إنجازاً عظيماً للشباب القطري الواعد وصناع الأفلام العرب ويشكل محطة مهمة في تطور ونمو صناعة السينما في قطر. إن قبول فيلم ماجد في سباق الأوسكار سيلهم المواهب الشابة الواعدة لمواصلة طموحاتهم السينمائية وترك أثر مهم في مجتمع السينما العالمي من خلال قصص أصلية تعكس ثقافات وتقاليد وطننا”.

نرشح لك: الكلب قطمير.. بطلا رئيسيا في فيلم “19 ب”

وأضافت الرميحي: “نشكر الخبير السينمائي الكبير ريثي بان لمساهمته القيمة في فيلم ماجد وكذلك العديد من صناع الأفلام الواعدين الذين ساعدهم على إطلاق العنان لطاقاتهم الإبداعية. إن تفانيهم وإبداعهم دليل واضح على حالة السينما العربية اليوم. وهذا التقدير يؤكد على رسالتنا في مؤسسة الدوحة للأفلام لدعم السرد القصصي المؤثر والمهم ويعطي أهمية للأصوات الجديدة في عالم السينما من خلال توفير منصات للمواهب الإبداعية من مختلف أرجاء العالم بهدف تحقيق طموحاتهم السينمائية وتعزيز التنوع الثقافي في الوقت نفسه”.

الفيلم مقالة شاعرية بصرية عن الحب والفقدان كما اختبرها صانع الفيلم من خلال خسارة والدته لذاكرتها تدريجياً، وهو الفيلم القطري الأول الذي عرض في مهرجان لوكارنو السينمائي 2021 وفاز بأفضل فيلم قصير في مهرجان فيينا للأفلام القصيرة وجائزة التانيت الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي. كما أدرج الفيلم في القائمة القصيرة لجوائز IDA للأفلام الوثائقية.

من جهته قال ماجد الرميحي: “منذ 7 سنوات بدأت أشعر بهوة كبيرة بيني وبين والدتي حيث كانت تعاني من مرض الزهايمر الذي أفقدها إحساسها بالوجود. في عمر 19، لم يكن هناك طريقة محددة لي لأتعايش مع هذه الخسارة المستمرة والمتدرجة، وما سرقته مني، وما تستمر بأن تسرقه من المستقبل والماضي الذي لا يمكن استرداده. لكن السينما، وهذا الفيلم بالتحديد ساعدني على جمع السرديات الغامضة والحوارات التي لا تنتهي نتيجة حاجتي لإشارات للحداد والشفاء. أنا أشعر بالفخر بأن تحظى رسالة الحب لوالدتي بهذا التقدير لأنها تشكل جزءاً مهماً وأساسياً من حياتي، وتكرم المساهمات العديدة للخبراء المدربين والمتعاونين الذي ساهموا في إنجاز هذا العمل”.

وسيحضر صانع الأفلام ماجد الرميحي عرض الفيلم ضمن فعاليات برنامج “المتنافسون في الأفلام القصيرة” في جامعة كاليفورنيا الجنوبية في لوس انجلوس في 14 نوفمبر 2022. ترك الرميحي دراسته في السينما في كلية ميدلبري في عامه الدراسي الأخير للاهتمام بوالدته، وحظي بتدريب وإشراف صانع الأفلام الكمبودي المرشح للأوسكار ريثي بان (الصورة المفقودة).

وقال ريثي بان: “كان لي الشرف بأن أكون المشرف على ماجد في قصته الشخصية والمؤثرة التي تحظى بصدى كبير لدى الجمهور العالمي. وعلى الرغم من صوته العالمي، فإنه بقي مخلصاً لجذوره الثقافية، وشجاعته الاستثنائية في عدم مساومته على رؤيته السينمائية التي ستلهم صناع الأفلام الناشئين من مختلف أرجاء العالم للإيمان بطموحاتهم السينمائية الشخصية”.

أنتج الفيلم “ثم يحرقون البحر” من قبل مؤسسة الدوحة للأفلام ويمثل رسالة المؤسسة في تمكين صناع الأفلام الواعدين من المنطقة.

وأضاف ريثي بان: “أفتخر على الدوام بأن أعمل مع مؤسسة الدوحة للأفلام لمساندة جهودها في دعم الأصوات السينمائية المستقلة والواعدة. إن الاهتمام الذي حظي به ماجد في فيلمه يظهر القدرات غير المحدودة لصناع الأفلام القطريين والعرب الواعدين وهو ما يمهد لمسيرتهم إلى الجمهور العالمي”.

وختم ريثي بان: “تهانينا إلى ماجد ومؤسسة الدوحة للأفلام على تأهل فيلم “ثم يحرقون البحر” إلى سباق الأوسكار، الجوائز الأكاديمية للأفلام والفنون والعلوم”.

تمثل شركة ووتر جانسين أوف سكوير آيز فيلم “ثم يحرقون البحر” للمبيعات والتوزيع.