احتفالا بمرور 50 عاما على الرهبنة.. رموز الثقافة يشيدون بمكانة الأب ويليم اليسوعي

احتفل صالون الجزويت الثقافي بمرور 50 عامًا على رهبنة الأب وليم اليسوعي، وذلك علي أرض مسرح ستوديو ناصيبيان، في حضور مجموعة من رموز الفكر والفن والثقافة، حيث أدار الحوار الكاتب هشام أصلان.

بداية قال الأب وليم: عملت وسط المثقفين والفنانيين والفلاسفة، وهذا الأمر يسعدني، أشعر معه بأنني أساهم في توصيل صوت المسيح وتعاليمه، وأحرص تماما على أن أتولى مسؤولية أفعالي وقراراتي، لا أحد يملي علي شئ، وأتوجه دائما للنظر إلى الفقراء والمحتاجين وأحوالهم، دون إجبار من أحد، وأنظر إلى صلاتي على أنها حياتي، والصلاة تضع الفقراء في قلبي على الدوام.

نرشح لك: “الوطن” تنشر ملفا خاصا عن مبادرات وبرامج المتحدة

 

بعدها قال هشام أصلان: نحتفل بالأب وليم اليوم فهو ليس مجرد ضيف، ونريد أن نوجه له سؤالا يتعلق بالكيفية التي يقوم بها رجل دين بهذا القدر من الانشغال والاهتمام بتوفير الثقافة والفن لجميع الناس، ليرد الأب وليم أنه استقى ذلك من جماعة الجيزويت في قرية ” جرجوس” بالصعيد، التي كانت ضمن العديد من القرى الفقيرة والمنبوذة، إلا أنهم قد علموا الجميع حينها الانفتاح والمرونة وغرسوا القيم الفنية والثقافية والفكرية.

وأضاف بعدها: حينما كنت طفلا، تولى الجيزويت إشراكي في مسرح خيال الظل، تعرضت للأفلام والفنون والأنشطة المختلفة والرحلات واكتشاف الجبال وتحنيط النباتات، ليشدد: أنا مدين لهؤلاء الناس، ساهموا أن أكون صاحب إطلاع واسع على أمور مختلفة.

واستطرد: أحاول في ظل تطور العصر أن أنقل نفس رسالة الجيزويت، وأن أدفع الآخرين للاهتمام بالفن والسينما والمسرح والأنشطة الفنية والتعليمية ومكافحة الأمية، لدي شغف خاص لتمكين الناس بالتعبير عن نفسهم بالأشكال الفنية والثقافية والإبداعية.

بعدها عبر الدكتور محمد أبو الغار، الرئيس الأسبق للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، عن سعادته بوجوده وحضوره بالاحتفال الذي وصفه بـ”الهام”، ليطرح تساؤلاقال إنه يبحث له عن إجابة على المستوى الشخصي، وأن السؤال يتعلق بحالة الأب ويليم، فهو راهب لكنه غير منعزل، وإنما يختلط بالناس ويتعامل معهم باستمرار ويحرص على التلاقي معهم، فهل هناك أنواع من الرهبنة كتلك التي تختلف عن الانعزال في الصحراء واعتزال الناس.

ليرد الأب ويليم: أن ذلك صحيح، وأن هناك نوعين من الرهبان: راهب الخدمة، وراهب التسبيح، وأن ذلك كان تصنيف قد أشار إليه البابا شنودة، لافتا إلى أن الرهبنة كانت قد نشأت في أول الأمر، داخل مصر، ومنها انتقلت إلى العالم، وأن الغرب قد استقى واستلهم تعاليم الرهبنة من مصر، موضحا: نشأت الرهبنة بمصر في القرن الرابع، والغرب تعلمها هنا في مصر و ثم بدأت الانتشار في أوروبا، ليشر ردا على سؤال الدكتور أبو الغار: هناك نوعين: رهبنة الخدمة والتسبيح، وفي أوروبا اخذوا من أقباط مصر المفهومين.

بعدها عبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، المؤرخ، محمد عفيفي:إنه في قمة سعادته للاحتقال بمرور 50 سنة على دخول الأب ويليم للرهبنة اليسوعية، و20 عام في خدمة الرهبنة الثقافية، قائلا: يتمتع الأب ويليم، بحالة تجعلك تعتاد على وجوده، وأنه نموذج على الرهبنة اليسوعية، وهو شخص يمكن أن يطلق عليه عن جدارة واستحقاق أنه “ابن بلد”، صعيدي جدع ولديه قدرة على قراءة الناس وفهمهم، ويجبر الشخص أمامه على الانفتاح.

وتابع عفيفي: دوره الثقافي والاجتماعي هام وغني للغاية، اهتمامه بالفن والثقافة مسألة هامة، ليضرب نموذج على رجل الدين الذي يهتم بالفن والثقافة، حيث يشجعك للاطمئنان على البلد التي يعيش فيها، وأنه كما ذكر وسبق فإن الرهبنة كانت هدية مصر إلى العالم.

فيما قال الفنان التشكيلي والنافد الفني وجيه وهبة: اعتقد أنني أقدم من عرفوا الأب ويليم، أنظر له بمنظور يتخطى دوره الثقافي والفني، هو رجل يجبرك على التجرد من أية أحكام مسبقة، فهو نموذج للإنسان المثقف، وصاحب قلب طيب وسعة صدر كبيرة، شخصية شديدة التأثير على من يعرفها.

يشار إلى أن الأب وليم سيدهم رئيس مجلس إدارة جزويت القاهرة، وأحد الآباء المؤسسين لجمعية النهضة العلمية والثقافية”جزويت القاهرة” سنة 1998، مع بعض الشخصيات العامة من المسلمين والمسيحيين من المهتمين بقضايا الوطن الثقافية والمدنية والفنية، وغيرها من القضايا التى تهم المصريين.

وللأب وليم اليسوعي، عدد من المؤلفات في الفكر والفلسفة، منها: جرجوس قصة 21 عاما الآباء اليسوعيين، ولاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، ولاهوت التحرير في أفريقيا، والدين وحقوق الإنسان – رؤية مسيحية، فضلاً عن سلسلة من تأملات روحية معاصرة.