هل يجب الإفصاح عن الاضطرابات النفسية حال الإقبال على الزواج؟.. عمرو الورداني يجيب

شروق عبد الحميد

تحدث الشيخ عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن أهمية وضرورة التأكد من قدرة المقبل على الزواج من تكوين أسرة مستقرة، ومن عدم معاناته من أي اضطراب نفسي، إذ أن المقصود من قول النبي (ص) بالاستطاعة في حديث: “مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ” أنها تشمل الاستطاعة النفسية أيضا.

أشار “الورداني” في حلقة اليوم السبت من برنامج “ولا تعسروا” الذي يقدمه على قناة “الأولى المصرية”، إلى ضرورة الإفصاح عند عدم القدرة على الزواج بسبب حالة نفسية، وأن المبدأ المتعارف عليه من موافقة الآباء على تزويج أبنائهم بنية أن الزواج سيعينهم على التغيير ويجعلهم أكثر نُضجا مبدأ خاطئ.

نرشح لك: أحمد كريمة: أناشد الدولة بعقد دورة تأهيلية للمقبلين على الزواج

تابع أنه لا بد من وجود النضج الأولي قبل الزواج وهو الاعتراف بالقدرة على الدخول في علاقة بها اندماج، لافتا إلى أن كثير مما يعانون من الخوف من الإقبال على الزواج يكون قد وصل بهم الأمر إلى حد الرُهاب والخوف المَرَضي من الزواج وفي هذه الحالة إذا تم الزواج يفشل بنسبة كبيرة.

أشار إلى أن المرض النفسي ينقسم إلى قسمين: أحدهما يصعب التعايش معه وتحمل تبعيته ورعايته وعنايته ويعصب تحمل نفقته المادية وهذا النوع ينعكس بالسلب على استقرار الأسرة مثل الهوس والوسواس والإنفصام وبالتالي يجب الإخبار بهذه الإضطرابات قبل العقد، والنوع الثاني يمكن التعايش معه وتحمله ولا يؤثر على استقرار الأسرة ولا يلزم على المريض الاخبار بها قبل العقد.

أوضح عمرو الورداني أن المرض النفسي مثله مثل أي مرض عضوي أي هو عرض وليس ملازم للمريض، ويجب على المجتمع أن يدعم من يعاني من الاضطراب النفسي ويعينه أن يتخلص منه وعلى المريض أن يواجه نفسه والمجتمع ويلجأ لطبيب نفسي إذا لزم الأمر ذلك، مشيرا إلى ضرورة افصاحه عن معاناته من هذا الاضطراب وتعافيه منه عند التقدم للخطبة وعدم اخفاءه للأمر.

أضاف أنه يجب على المقبل على الزواج بشكل عام أن يكون صريحا ولا يخفي أي أمر عنه حتى يكون الطرف الآخر على بصيرة ويكون له حق الرفض أو القبول والحذر عند العقد، فالزواج لابد أن يُبنى على الوضوح والصدق والشفافية وليس الغش لقول النبي ص “من غشنا فليس منا”.

روى “الورداني”، واقعة بشأن الصدق والمصارحة في عهد النبي ص، موضحا: “أن الإمام مسلم روى في صحيحه عن فاطمة بنت قيس، أنها جائت إلى النبي تسأله عن أن معاوية ابن أبي سفيان وأبا الجهل تقدما لخطبتها، فقال رسول الله ص “أما أبا الجهل فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوق لا مال له”، وهذا يعني أن النبي (ص) أعلمها وبالتالي على الخطيب أن يُعلم مخطوبته وأهلها إذا كان هناك عيب يؤثر على الزواج.