سيد محمود يكتب: أحلام وأفلام سينمائية في ولادة متعسرة وأخرى مجهضة

أفلام سينمائية في ولادة متعسرة وأخرى مجهضة
تواجه السينما المصرية ما يشبه الولادة المتعسرة لكثير من الأفلام ، معظمها لكبار النجوم، بل وهناك أعمال تصاب بحالات إجهاض تتحول مع مرور الأيام إلى مجرد أفكار ميتة، وقد كان لخروج فيلم “كيرة والجن” إلى النور بعد ثلاث سنوات من العمل ومخاوف من أن يصاب الفيلم بحالة إجهاض بسبب مشاكل إنتاجية وأخرى فى السيناريو ، ومن حسن حظ صناع الفيلم أن مخرجه الموهوب مروان حامد لم يمل من البحث والاجتهاد مواصلا الليل بالنهار ليظل الفيلم فى رحم السينما ولا يحدث له ما حدث لأعمال كثيرة ما زالت كما يقولون فى” العلب”، برغم أن تعبير العلب لم يعد صالحا حيث انتهى زمن العلب الخام.

عندما سألت النجمة يسرا فى رمضان الماضي عن مصير فيلمها “ليلة العيد” للمخرج سامح عبد العزيز والمؤلف أحمد عبد الله أكدت بأنها لا تعلم شيئا عن مصيره، مع أن مخرجه انتهى من كل مراحله وأكد منذ أيام أنه أصبح مطمئنا على الفيلم ونشر صورة من المونتاج تؤكد بأنه جاهز للعرض بعد ثلاثة أعوام من بداية التصوير.



فيلم ” ليلة العيد” أحد الأعمال التي يتبنى المؤلف أحمد عبد الله فكرة تقديمها فى زمن قصير، حيث تدور أحداثه فى ليلة واحدة هي ليلة وقفة العيد، فيها يكشف عن مآس تتعرض لها المرأة المصرية فيها، من زواج قاصرات وطلاق وأزمات أسرية وختان إناث، وكان مخرجه سامح عبد العزيز قد بدأ تصويره نهاية عام 2020 ، على أمل أن يعرض فى عيد الفطر عام 2021 أو الأضحى، وتعثر أكثر من مرة لخلافات بين منتجه أحمد السبكي وبين بعض أبطاله، وبعد مرور أكثر من عامين نجح المخرج في مونتاجه، وهو بطولة ست شخصيات لكل منهن حكاية، وهن يسرا، وغادة عادل، وريهام عبد الغفور، وعبير صبرى، ونجلاء بدر، وهنادى مهنا، بجانب سيد رجب ومحمود حافظ، وأحمد خالد صالح ومايان السيد وعارفة عبد الرسول وسميحة أيوب.

نرشح لك: سيد محمود يكتب: فيتنام والهولوكست وكيرة والجن ثم الحشاشين.. هل تشوه الدراما التاريخ؟!


المشروع السينمائي الأكثر تعثرا هو فيلم “التاريخ السري لكوثر”، للمخرج الموهوب محمد أمين، وبعد تصوير معظم مشاهده نشب خلاف بين فريق إنتاجه، وتوقفت محاولات استكماله برغم تدخل غرفة صناعة السينما اكثر من مرة لحل الأزمة وتصوير المشاهد المتبقية.. إلا أن الفيلم تعثرت ولادته، والسبب برغم ما أكده مخرجه بأنه خلاف إنتاجي مجهول، حيث يفترض أن ليلى علوى صورت جميع مشاهدها، وزينة أيضا، ولكن هناك خلاف سري لم يكشف عنه أحد.

أفلام سينمائية

الأزمة التى قد تواجه الفيلم هي أن تصويره بدأ منذ أربع سنوات، وتوقف أكثر من مرة، ومؤخرا كشفت الشركة المنتجة عن نيتها طرحه بأي شكل خلال عام 2022، ولكن لم يصدر بيانا يوضح ما إن كان الفيلم تم مونتاجه وجاهز للعرض أم أنه ما زال غير مكتمل.

تتضارب تصريحات النجوم دائما حول أفلامهم، ففي حين يؤكد لك مصدر مثل بطل فيلم “الجواهرجي” محمد هنيدي بأنه جاهز للعرض يؤكد لك طرف من الشركة المنتجة بأن مشاهد متبقية منه بين هنيدي وبطلة الفيلم منى زكي لم يتم تصويرها وجاري تحديد موعد للإنتهاء منها.. وفيلم الجواهرجي مثله مثل أعمال كثيرة تصاب بوعكة نتيجة التأخير والتأجيل، حيث توفى الممثل أحمد حلاوة بعد تصويره مشاهد كثيرة من دوره ، واضطر بالطبع مخرجه كالعادة لإنهاء الشخصية بطرق سينمائية ، وهو من تأليف الكاتب عمر طاهر وإخراج إسلام خيري، إنتاج وليد صبري.

أفلام سينمائية

ومن الأعمال التى تعثرت بسبب رحيل أحد المشاركين فيها فيلم “تسليم أهالي” بطولة دنيا سمير غانم وهشام ماجد وبيومي فؤاد، ومحمد ممدوح ودلال عبد العزيز ولوسى، والعمل من تأليف شريف نجيب، وإخراج خالد الحلفاوي ، وتوقف تصوير مشاهده الأخيرة بعد رحيل الفنانة دلال عبد العزيز ، وتم مونتاجه موخرا وجاهز للعرض، حيث نشرت دنيا سمير غانم بوسترا يجمعها ببطل العمل هشام ماجد.

قد تكون الكورونا السبب الأول فى تعثر عرض الأفلام خلال الأعوام الثلاث الماضية ، لكن ما هو مؤكد ان شركات الإنتاج لها حسابات أخرى، فإن لم يتأكد المنتج من أنه سيسترد ما دفعه فى عمل فني يتراجع عن عرضه ، وهو ما حدث مع أفلام مثل “العنكبوت” بطولة أحمد السقا ، ظل حبيس أدراج منتجه حتى عرض ولم يحقق ما كان متوقعا له من إيرادات ، وسيظل فيلم “كيرة والجن” هو الاستثناء بين هذه الأعمال ، حيث لم يهتم الجمهور بما حدث له من تأجيلات برغم أنها أثرت على تصويره ، وتجاوزها مخرجه مروان حامد بخبرته.

بعض الأعمال تفسد عرضها الشائعات أو الظروف التى صورت فيها أو موضوعاتها الشائكة ، فقد يظل المخرج سنوات طويلة يحلم بتحقيق فيلم يراه حلم مهم فى مسيرته.. مثل فيلم “الصمت” الذى فشلت مخرجته إيناس الدغيدي فى تنفيذه بعد أن نشرت فكرته وأنه يتناول موضوعا شائكا عن زنا المحارم ، رشحت له أكثر من ممثلة آخرهن منة شلبي ، ووافقت عليه إلهام شاهين ، ولكن تعثر المشروع رقابيا ، أو فيلم “ريش” الذى تعرض إلى هجوم شديد اثناء عرضه بمهرجان الجونة السينمائي ، ولم يجد طريقا إلى دور العرض.


تظل التجارب السينمائية مرهونة بقرارات منتجيها، أو الرقابة، أو الخلافات بين صناعها وبخاصة المؤلفين كما حدث فى فيلم “سعاد”، إذ تسببت الخلافات بين صناع الفيلم من حرمانه من تمثيل مصر في سباق الأوسكار العام الماضى ، وذلك بسبب النزاع القانوني بين المشاركين فى كتابته ، حيث كشف المؤلف محمود عزت أنه فوجئ بنسب سيناريو العمل إلى أحد المنتجين المشاركين في الطلب المقدم منه شخصيا بتاريخ 26 أكتوبر 2016 بدون علمه، وتطور الأمر لبلاغات وصلت المحاكم فتعثر عرضه جماهيريا ، برغم بثه على مواقع الأفلام بالإنترنت.

أفلام سينمائية
أفلام سينمائية