بعد الجدل حول فرض رسوم لدخوله.. ماذا يقول زوار ممشى أهل مصر؟

ماذا يقول زوار ممشى أهل مصر؟
هدير عبد المنعم

أثار قرار فرض رسوم لدخول ممشى أهل مصر على كورنيش النيل حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حيث إن الرسوم التي تم فرضها تقدر بـ 20 جنيها للفرد.

استنكر البعض فرض رسوم على “التمشية على النيل”، والبعض الآخر أوضح أن الرسوم لدخول المنطقة الترفيهية بالأسفل فقط، أما العلوية فما زالت مجانية، كما أشار المتحدث باسم وزارة الإسكان، المهندس عمرو خطاب، إلى أن قرار فرض رسوم قيمتها 20 جنيها على دخول مشروع ممشى أهل مصر، موضحا استثمار عائد الرسوم المفروضة على الدخول إلى المنطقة الترفيهية بالمشروع في التعاقد مع شركتي أمن وصيانة.

ظل الجدل مستمرا بين مستنكرا للأمر وآخر لا يعرف الرسوم فرضت على أي منطقة، وثالث لم يذهب للممشى من قبل ولا يعرف الفارق، هذا الجدل دفع إعلام دوت كوم إلى الذهاب إلى الموقع المذكور، أمس الأربعاء، في جولة من الثالثة عصرا وحتى التاسعة مساء، لمعرفة تفاصيل كثيرة.

نرشح لك: يا مجانين كنت نفعت نفسي.. نداء عاجل من أبو الهول لـ مستشفى العباسية!


أول هذه التفاصيل وأهمها، هي أن الممشى يتكون من طابقين، الطابق العلوي وهو يعتبر جزء من الشارع العام وذلك مجاني وبلا رسوم، كما أنه يطل على نهر النيل والطابق السفلي من الممشى، لكنه لا يحتوي على مقاعد أو كافيهات ومطاعم كما يوجد في الطابق السفلي.

ممشي أهل مصر

أما الطابق السفلي من الممشى، يحتاج الوصول إليه إلى نزول سلم، وهو ملاصق لنهر النيل، حتى أنه إذا مد أحدهم يده ستغوص في المياه، يحتوي على عدد من الكافيهات والمطاعم والمقاعد الملاصقة للنهر، بالإضافة إلى بعض الأنشطة الترفيهية مثل إمكانية استقلال مركبا نيليا.

 

ممشى أهل مصر

يحتوي أيضا على بعض المناظر الجمالية، التي يحرص الناس على التقاط الصور معها، مثل تمثال المرأة المصرية، والنافورة، والمجسمات الشبيهة بالأهرامات التي تضاء مساًء، الطابق السفلي هو الذي يحتاج إلى شراء تذكرة بسعر 20 جنيها لدخوله.

ممشى أهل مصر

وأثناء الجولة تحدثنا مع أشخاص وسمعنا حديث آخرين، وفي السطور التالية يرصد إعلام دوت كوم ما سمعناه من زوار الممشى:

 

 

 

 

3 سيدات في الستينات، يسيرن بجانب النهر متكأين على بعضهن، وتقول “ابتهال” لإحدى صديقاتها: “لما تكوني متضايقة اقطعي تذكرة وتعالي اقعدي على الدكة هنا وهاتي سندوتشات هتشمي هوا”.

معروف عن محبي القهوة عدم قدرتهم عن الابتعاد عنها وقت طويل، وهذا ما دفع البعض لأن يأتي للممشى ومعه قهوته في كوب حراري، هربا من السعر المرتفع للمشروبات في الكافيهات الموجودة، فأسعار القهوة تتراوح بين 25 جنيها إلى 45 جنيها، وهذا بحسب ما قالته سلوى، وهي تحتسي قهوتها وتنظر للنيل وصوت فيروز يصدح من أحد المراكب العائمة.

على بعد خطوات ليست بكثيرة، أب ينهر نجله الصغير الذي لم يتعدى السبع أعوام لأنه يريد أن يستقل مركبا، ولكن الفرد سعره 50 جنيها، فيصطحب الأب نجله عنوة ويرحل.

وعلى مقعد يطل على النيل، تجلس كلا من فاطمة وسناء، سيدتان في الخمسينات من عمرهن، تقول فاطمة التي تفاجئت بوجود رسوم 20 جنيها للفرد عند مجيئها، فهي لا تتابع مواقع التواصل الاجتماعي ولم تعرف شيء لا عن القرار ولا عن الجدل: “موضوع التذكرة جديد، بيقولوا من 3 أيام، إحنا منعرفش، هو كده هيحد من الزحمة لو كان مجانا كان هيبقى أُمم محدش هيعرف يمشي، واللي مش عايز يدفع تذكرة يتمشى فوق مجانا”.

قاطعتها صديقتها سناء، قائلة: “تحت أحلى فيه أماكن نقعد فيها، هي بس كوباية الشاي في الكافيهات بـ 25 جنيه!”، وتابعت ضاحكة: “نشربها في البيت، الواحد يفتح نصبة شاي هنا ويبيع هيكسب قد كده”.

أما ريهام، فجاءت للتنزه مع زوجها وأطفالها الثلاثة ووالدتها التي تفاجئت عندما علمت بأمر التذكرة، حيث قالت: “التمشية دي بـ 20 جنيه؟!”، أكدت ريهام المعلومة لوالدتها أثناء إعطائها سندوتشات أعدتها بالمنزل لأطفالها، كما أعطت والدتها زجاجة مياه غازية اشترتها أيضا قبل مجيئها، مبررة أن ذلك أوفر بكثير من تناول وجبة غداء في أحد المطاعم بالممشى، واستكملت: “مخدوش تذكرة على الأطفال اللي أصغر من 10 سنين، بس في المركب خدوا عليهم كلهم، الفرد بـ 50 جنيه، الممشى كان ببلاش بس حلوة بصراحة أهي خروجة والواحد بيغير جو وجميل بصراحة”.

 ولم تستطع منى إخفاء دهشتها واستنكارها، ووقفت أمام أحد الكافيهات تقول لمقدم الخدمة بها بصوت عال بعض الشيء: “أزازة مياه صغيرة بـ 10 جنيه؟! كتير اوي”، ثم التفتت لتحدث والدتها، قائلة بسخرية: “عايزين نعرف القاعدة في المطاعم دي بكام علشان لو عاملين جمعية وقابضينها نيجي”.

وهذا ما رصده إعلام دوت كوم من ملاحظات خلال الجولة:

 

معظم المترددين على الممشى من العائلات، ثم يأتي بعد ذلك المرتبطين، أيضا من الفئات الموجودة بكثرة كبار السن، ومجموعات الأصدقاء سواء كانوا من الشباب أو قد ترى في مشهد متكرر سيدات أو رجال ممن هم في الخمسينيات أو الستينيات وما زالوا يحافظون على صداقتهم، يسيرون بجانب النيل ويلتقطون الصور، كما يوجد بعض السياح الأجانب.

يتواجد الأمن بكثافة في الممشى.

صناديق القمامة في كل مكان ولا أحد يلقي بأي شيء على الأرض والمكان نظيف تماما كما أن عمال النظافة متواجدون في كل مكان وينظفون بشكل دوري.

ممشى أهل مصر

يوجد مصلى للرجال وآخر للسيدات.

يوجد مدرجات لمسرح مكشوف يستخدمها الناس كمقاعد للجلوس والحصول على بعض الراحة بعد جولة من التمشية.

عدم وجود باعة جائلين نهائيا.

لا يوجد سوبر ماركت أو أكشاك أو أي مكان مشابه، لذا إذا أردت شراء شيء من هذا القبيل، أحضره قبل الدخول للممشى.

العائلات تتهافت على حجز المقاعد خاصة بعد المغرب وهو الوقت الذي يزداد خلاله التزاحم، أما “الحبّيبة” فتجد المقعد فارغا وهم يجلسون في مساحة لا تتجاوز نصفه، ولا أحد يقترب منهم.

الطبقة الغالبة هي طبقة لو استطعنا أن نسميها الطبقة المتوسطة العليا.

مع دخول الليل يوجد زحام ولكن لا يصل حد التكدس، فهناك متسع والتجمعات موزعة بطول الممشى.

الدور العلوي المجاني ليس به عدد كبير من الناس والإقبال أكثر بكثير على الدور السفلي.

يوجد شاشات لعرض الإعلانات.

المواطنون لا يعتبرون الممشى مجرد “تمشية” بل بعتبرونه نزهة لقضاء يوم كامل، ويحضرون معهم سندوتشات ومشروبات غازية وعصائر ومياه.

يوجد تكسير في بعض المناطق في الأرضية.

أسعار الكافيهات والمطاعم في الممشى تماثل الأسعار في مثيلتها بالخارج، ولكن اهتمام المواطنين يتركز حول أسعار الشاي والقهوة وزجاجات المياه، وهذه هي الأسعار السائدة:

الشاي: من 20 إلى 25 جنيهاالقهوة: من 25 إلى 45 جنيها
زجاجة المياه الصغيرة: من 10 إلى 15 جنيها
زجاجة المياه الكبيرة: من 20 إلى 25 جنيها.

 

ممنوع التصوير بالكاميرا حتى لو كاميرا شخصية، ولكن مسموح التصوير بالهاتف في الطابق السفلي فقط أما العلوي فغير مسموح.