باهر الشرقاوي يكتب: العندليب يغنى المزة فاتت جنبنا

لا شك أن الفضائيات والقنوات المختلفة والسوشيال ميديا لها تأثير كبير جدا على ثقافة الناس. ويظهر هذا جليا فى ما نسمعه من ألفاظ غريبة لم تمر علينا من قبل ولم نقرأها فى معاجمنا وكتبنا القديمة. صحيح أن الزمن تغير والعصر غير العصر ولكن هل يبرر ذلك هذا الانحطاط فى الذوق العام وهذا التردى الأخلاقى البشع فى السلوك والألفاظ؟!

والغريب فى الأمر أن هذه الألفاظ وتلك المصطلحات الغريبة أصبحت عادية جدا ونسمعها بشكل يومى وعلى مدار الساعة بلا تحفظ أو خجل. بل وأصبحت تلحن وتغنى ويتراقص على أنغامها الشباب. أصبح من العادى جدا أن تسمع كلام فاحش يغنى بالصوت والصورة على الشاشات وفى الميكروباصات ووسائل النقل المختلفة.

من منا لا يتذكر فيلم “الكيف” وكيف عالج هذا الموضوع بحرفية شديدة. وجميعنا يتذكر المشهد الأخير من الفيلم الذى اعترض فيه زبون التاكسى على ما يسمعه وكانت الأغنية التى يسمعها السائق هى “الكيمى كيمى كا”. وعلى الرغم من أن الأغنية لا تحوى كلمات بذيئة، اعترض عليها الزبون بشدة وطلب من السائق أن يخفض صوت الكاسيت. فماذا سيكون رد فعل هذا الرجل لو استقل تاكسى أو ميكروباص فى هذه الأيام، واستمع لأغنية تقول كلماتها:

ياللى انت يوماتى دماغك لازم تظبطها بحجرين
متظبطها بكيلو كفتة وقرنين فلفل وخيارتين
اضربلك شوب ليمون بلا برشام بلا افيون
لاحسن بعدين هنقبلك ماشى فى الشارع مجنون
انا عامل دماغ قراقيش علشان مبقاش فيه حشيش
تلاتات سبعات بسكوتة نفض ومتقوليش
كله كله كله معانا يعيش!

وماذا لو غنت السندريلا “سعاد حسنى” أغنيتها الشهيرة وقالت “يا واد يا فشيخ” بدل “يا واد يا تقيل”؟! وماذا لو غنى الموسيقار “محمد عبد الوهاب” وقال “يا بانجو مين يشتريك وللمسطول يهديك” بدل “يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك”؟ أو ماذا لو غنى العندليب “عبد الحليم حافظ” وقال “المزة فاتت جنبنا”؟ أو ماذا لو غنت كوكب الشرق “أم كلثوم” وقالت “رق المز وواعدنى”  بدل “رق الحبيب وواعدنى”؟!

وقد حكى أستاذنا “مكاوى سعيد” الكاتب والروائى الكبير قصة حدثت له شخصيا حينما كان سائرا فى وسط البلد ورأته فتاة وسلمت عليه بحرارة وهى تقول: روايتك فشختنى قوى يا أستاذ! طبعا ظل أستاذنا مذهول لفترة من وقع الصدمة ولم يخففها إلا شاب فسر له معنى الكلمة وقال له أنها تقصد أن الرواية أعجبتها كثيرا.

وإليكم بعض الكلمات والمصطلحات التى نسمعها الآن ومعناها كما جاء فى قاموس “روش طحن” لياسر حماية

أتوبيس راجع بضهره: عبارة يقولها الشباب على الفتاة الغير جميلة. ولها عند الشباب أسماء أخرى مثل (زى الكرة الكفر أو صب حتة واحدة).

الأبلتين لدع فى دهاليز الحياة: عبارة تدل على الخواء أو الفوضى فى الحياة وغالبا ما تأتى بقصد الفلس.

جالى جرب فى ودانى: عبارة بمعنى لا أريد سماعك مرة أخرى .. انت رغاى .. صدعتنى.

زغروف: اسم يطلق على المخدرات

الشخرمون طاخ فى الترللى: عبارة بمعنى أن الموضوع ضاع على الفاضى ولا داعى من البحث عن شئ اختفى.

ظرفنى تعرفنى: دعوة علنية للرشوة وظرفنى قد تعنى أعطنى أو ادفع لى النقود فى مظروف مغلق.

كانت هذه بعض المصطلحات التى نسمعها الآن بين الشباب ومن يريد الاطلاع أكثر على هذا الموضوع عليه الرجوع إلى القاموس السابق ذكره.

وأخيرا نعود مرة أخرى إلى فيلم “الكيف” الذى أعتبره ويعتبره الكثيرون مثلى من أفضل الأفلام التى صنعتها السينما المصرية فى تاريخها ونعود للمشهد الأخير فى الفيلم والذى اختصر كل ما تعانيه الأمة فى قول أمير الشعراء “أحمد شوقى”:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا!

اقـرأ أيـضًا:

باهر الشرقاوى يكتب: من الذي يختار المذيع ويقرر بقائه؟!   

باهر الشرقاوي يكتب: ماذا لو كانت زوجتك مشتركة في “آشلي ماديسون”؟

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا