محمد صلاح الدين يكتب: كوريا الجنوبية .. تجربة اقتصادية وإعلامية رائعة

على بعد آلاف الأميال من بلادنا العربية، وبينما تتجه أنظارنا دائمًا ناحية الإعلام الغربي..تتواجد مجموعة من دول النمور الآسيوية التي ترتبط أذهاننا بها بالمعجزات الاقتصادية التي تتميز بمعدلات نمو كبيرة في فترات قصيرة، لكن لم تتجه أنظارنا نحن العرب حتى الآن إلى إعلام تلك الدول وكيفية استخدامه في تسويق الدولة ومنتجاتها واقتصادها.

يأتي على رأس تلك الدول كوريا الجنوبية التي لا تتخطى مساحتها 100 ألف كيلو متر مربع، والتي شهدت خلال نهاية تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة طفرة كبرى في مجال الإعلام والدراما التي تسوق على مستوى إقليمي ودولي، بفضل خطة وضعتها الدولة الكورية لمواجهة الموجة الأمريكية وأشرف عليها الرئيسين كيم يونج سام “1993- 1998” وكيم ديه جونج  “1998-2003″خلال الفترة السابق ذكرها.

في منتصف ثمانينيات القرن العشرين واجهت كوريا الجنوبية التي كانت في نهايات حقبة الحكم العسكري غزوا أمريكيًا من الأفلام المنتجة في هوليوود، وهو الأمر الذي نظر إليه الكوريون باعتباره تهديدا لأمنهم القومي.

ومع دخول كوريا مرحلة الديمقراطية اتخذت الرئاسة الكورية عدة خطط من أجل النهوض بالمنتجات الثقافية والإعلامية الكورية، وبدأت في تشجيع القطاع الخاص في الاستثمار في هذا المجال الحيوي، بل وفتح عدة أقسام لصناعة الثقافة في الجامعات الكورية.

ومع تولي الرئيس كيم ديه جونج “1998 – 2003” زمام السلطة في كوريا الجنوبية بدأ خطته الخمسية لتسويق الموجة الكورية خارج كوريا، لتبدأ كوريا مرحلة جديدة ليس فقط من الاكتفاء الذاتي من المنتجات الثقافية المتمثلة في الدراما والأغاني، ولكن في خروجها إلى جيرانها “اليابان والصين”.

تقول البروفيسور / كيم يونا أستاذة الإعلام الدولي في الجامعة الأمريكية بباريس في كتابها “Korean media go global” إلى أن الموجة الكورية بدأت في الوصول إلى كل من اليابان والصين عام 2003 بعرض المسلسل الكوري الشهير “Winter sonata” والذي اكتسح السوق الدولية حيث عرض في 90 دولة.

حتى في وطننا العربي كان هذا المسلسل هو الشرارة التي انطلقت معها الموجة الكورية المعروفة باسم “الهاليو” والذين ينتشرون في جميع أنحاء الوطن العربي من عشاق الدراما والأغنية الكورية.

على المستوى الاقتصادي فقد نجحت تلك الموجة في أن تصبح مصدرا للدخل القومي لكوريا الجنوبية حتى وإن كان ضئيلا حيث وصلت أرباح تلك الصادرات إلى ما يزيد على 94 مليون دولار عام 2012، ليس هذا فحسب فقد استغلت شركات مستحضرات التجميل الكورية الدراما لتسويق منتجاتها لتصل صادراتها إلى 791 مليون دولار.

تأتي كل هذه النجاحات التي أسهمت الدولة في إنجاحها في الوقت الذي يعاني فيه التلفزيون الرسمي المصري “ماسبيرو” من الترهل بعدد مهول من العاملين، ويعاني الإعلام المصري الخاص من أزمات متلاحقة أدت إلى تسريح عدد كبير من العاملين وإغلاق الصحف، وفي الوقت الذي يحتوي فيه ماسبيرو على 40 ألف عامل يتواجد في شبكة KBS أو Korean broadcasting system  بما فيها من قنوات ومحطات إذاعية وشركات ومراسلين ومكاتب خارجية 5202عامل يشكل مهندسوا البث فيهم ما يزيد على 1400 شخص .

هل نستفيد من كوريا الجنوبية إعلاميًا أيضًا؟؟

اقـرأ أيـضًا:

أسئلة ريهام سعيد تستفز والد إيلان كردي: انتي مبتشوفيش انترنت!

حبس “هلال” عند الإخوان: “مجرد خبر” أو “تجميل وجه السيسي”

6 معلومات عن قصواء الخلالي مذيعة الأزمة بين عبد الخالق ونصار

اليوم السابع ترد على اتهامات التورط في قضية فساد وزارة الزراعة

وزير الزراعة المقال : شكل لجنة لمكافحة الفساد ورفض الاستقالة

16 تصريحًا لنجيب ساويرس مع خالد صلاح أبرزهم: إخواتي قاطعوني بسبب الإخوان

 تعليق السيسي على غرق الطفل السوري “مضروب”‎ 

أبرز 10 تصميمات نعت الطفل السوري إيلان كردي

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا