بعد شكاوى التجاهل.. كيف أثر ظهور الـ"جراندات" في دراما رمضان؟

رباب طلعت

باتت شكاوى الفنانين الكبار أو “جراندات” الشاشة، متكررة من تجاهل المخرجين لهم وعدم إسناد أعمال إليهم مما اعتبره البعض إقصاء، ودخل آخرون في حالة من الاكتئاب الشديدة، وخرج بعضهم عن صمته لسنوات، وآخرهم كانت الفنانة نجوى فؤاد التي اشتكت من عدم تلقيها عروضًا فنية منذ أكثر من 7 سنوات، على الرغم من تواجد بعض الفنانين في أكثر من عمل فني في الموسم الواحد، مما وضعها في أزمة مالية طاحنة، وقبلها منذ عامين فقط كان الفنان عبد الرحمن أبو زهرة الذي يمر حاليًا بأزمة صحية نقل على إثرها إلى العناية المركزة، حيث قال مستاءً “كإن الجيل الجديد قرروا يتخلصوا مننا”، بعدما أكد أنه من “الناس اللي لو مشتغلش يطق يموت”، بالإضافة لتصريحات عدد من الفنانين الآخرين مثل القدير يوسف شعبان قبل وفاته، والفنانة حنان سليمان وآخرين.

نرشح لك: محمد محمود عبد العزيز: ردود الأفعال على مسلسل “ملف سري” إيجابية


وفي موسم رمضان 2022، أعيدت تلك الأزمة للأذهان، بسبب الظهور المميز والمؤثر لعدد من الفنانين الكبار، وبعضهم عاد بعد غياب، مما أضفى طابعًا مختلفًا على الأعمال التي شاركوا فيها، وحتى أولئك الذين يشاركون باستمرار في المنافسة الرمضانية، كان لوجودهم ثقل كبير، مما يؤكد على أهمية وجود كبار الفنانين في الأعمال الفنية المختلفة، بأدوار أساسية تضيف للعمل ولأبطاله على حد سواء، وفيما يلي أبرز الأدلة:

رياض الخولي.. العمدة

العمدة “العجمي” الذي قدمه الفنان رياض الخولي في مسلسل “جزيرة غمام” نجح في حجز صدارة قائمة أفضل أعمال “الخولي” التي لن تنسى، حيث ظهر بأداء مبهر هطلت بسببه الإشادات عليه، وعلى الرغم من الإشادات الكبيرة بالعمل ونجومه كان لـ”العجمي” مكانة خاصة، ليس فقط لأن من أكثر الشخصيات التي منحها المؤلف عبدالرحيم كمال حقها في الكتابة، ورسم ملامحها باتزان كبير، ولكن لأن “الخولي” وضع كل خبرته في الجلباب الصعيدي فيها، فقدم لنا ما لم نراه من قبله على الرغم من تكراره من قبل سواء في “سلسال الدم” بأجزائه أو “امرأة من الصعيد الجواني”، أو في شبابه في “الفرار من الحب”، و”التوأم” وغيرهما، مما يؤكد أهمية “الخبرة” التي تشكل فارقًا في أداء الفنانين، بل وتأثيرًا أكبر على الدور.

البزاوي.. أن تستمر في التقدم
أمام “العجمي” كان “البطلان” الذي جسده الفنان محمود البزاوي ببراعة النقيض للعمدة، فالأخير قوي ذو عقل راجح ورأي حكيم وصاحب سلطة اكتسبها بالوراثة واحتفظ بها بالعدل، ولكن “البطلان” من اسمه هو الباطل، وقد قدم فيه “البزاوي” دور الشرير الضعيف الخاضع دائمًا لكل من هو أذكى منه أو أقوى منه، ومحاولته أن يصبح “العجمي” ولو كان بالخداع والقتل.

على نقيض ذلك الدور تمامًا، قدم في “الاختيار 3” دورًا هامًا لأحد الموظفين الحكوميين الذين تأذوا من سيطرة الإخوان في عصرهم على بعض المناصب في الجهات الحكومية، ما خطف منه ترقيته، وهنا نرى شخصًا آخر تمامًا، حيث نجح فعليًا في تجسيد الدورين بعيدًا تمامًا عن النمطية والتكرار.

عبد العزيز مخيون.. الشيخ المرشد
وفي “جزيرة غمام” أيضًا كان الشيخ “مدين”، الذي قدمه الفنان القدير عبدالعزيز مخيون، والذي ظهر كضيف شرف في العمل، حيث بدأت الحلقة الأولى بمشهد احتضاره وتوزيع تركته على تلاميذه الثلاث، وقد كان المشهد شديد الحساسية، حيث بني عليه كافة أحداث العمل، وقد نجح “مخيون” بحركة جسد شبه معدومة معتمدًا على حركات وجهه وطبقات صوته في إيصال الكثير من المعاني، الرضا والصبر والحزن والتحذير وغيرهم، وذلك الدور متناقض أيضًا تمامًا مع دور المرشد الذي قدمه في “الاختيار 3” ببراعة، كأنك تقف أمام محمد بديع نفسه.

عايدة فهمي.. مليحة المليحة
ولا يمكن الاختلاف على أن دور “مليحة” الذي قدمته الفنانة عايدة فهمي، واحدًا من أقوى أدوارها على الإطلاق، حيث قدمت دورًا ترفضه الكثيرات من الفنانات في مثل عمرها وأكبر، سيدة صعيدية عجوز فاقدة للبصر، تظهر بدون مكياج، بل بمكياج يجعلها أكبر بأعوام وأكثر تجاعيدًا، ولكنها نجحت في وضع بصمة خاصة جدًا

أحمد بدير.. يا روايح الزمن الجميل
عودة أسامة أنور عكاشة من “راجعين يا هوى” كافيًا لجعل العمل ينجح بدون مجهود، فشعور العمل تترجمه أغنية هدى عمار “يا روايح الزمن الجميل هفهفي وخدينا للماضي وسحره الخفي”، وتلك الأغنية أيضًا يمكن ترجمتها على أدوار كبار الفنانين فيه، وأولهم أحمد بدير الذي تشعر فجأة وكأنه عاد من زمن كان في دور الجد الأكبر متلبسًا عفريت أنور عكاشة، لترى دورًا سيعيش لسنوات لـ”بدير”، بجانب دوره في “الاختيار 3” حيث قدم دور “المشير طنطاوي”، أحد أهم أدواره.

سلوى محمد علي.. السلاسة في الأداء
وقد قدم “بدير” تجانسًا كبيرًا مع الفنانة سلوى محمد علي، في قصة حب مختلفة، تلمس القلوب، ببرائتها، وبساطتها، لتنضم أيضًا سلوى لأحد الكبار الذين نجحوا في تقديم أدوارهم بسلاسة وإبهار.

جراندات “راجعين يا هوى”
محمد الصاوي الفنان الكبير أيضًا على الرغم من أن دوره كان صغيرًا في العمل، إلا أنه أحد شخصيات أسامة أنور عكاشة التي نحبها، الجار الجدع، والصنايعي -الحلاق- الغلبان الذي يتسم بالرضا، وتجمعه مع أبطال العمل صلة وطيدة، بجانب ظهوره في فاتن أمل حربي في دور أمل حربي، الذي لا تعلم الابنة أنه لا يزال على قيد الحياة، ومعه أيضًا تميم عبده، ومصطفى حشيش، وهناء الشوربجي.

الظهور الأبرز كان للفنان لطفي لبيب في مشهد وحيد، في رؤية لابنه بليغ أبو الهنا (خالد النبوي)، إلا أنه كان لافتة خاصة جدًا من صناع العمل، لتقديم الشكر له.

رشوان توفيق.. ظهور يمس القلب
لا أحد قد يختلف على براعة تمثيل الفنان القدير رشوان توفيق، ولكن قبل تأثير الأداء كان تأثير “الطلة”، فظهوره في مشاهد بسيطة في حلقتين من “انحراف” كان كافيًا لأن يخلق حالة من الاحتفاء به، وكإن الجمهور يخبره بأنه اشتاق إليه، وإلى مثل تلك المشاركات الهامة من الفنانين الكبار.

توفيق عبد الحميد.. عودة بعد غياب
نفس تلك الحالة خلقها ظهور الفنان الكبير توفيق عبدالحميد الذي قطع عزلته التي امتدت منذ سنوات، فبعد انقطاعه عن التمثيل لأعوام عاد بدور الدكتور حاتم في “يوتيرن” مع ريهام حجاج، وهو الأمر الذي لقي احتفاء كبير، ولكنه انطفئ سريعًا بقرار الفنان بالاعتزال بعد ذلك العمل، على الرغم أنه أحد أهم أسباب الإشادة بالعمل.

جلال العشري وعزت زين.. المسرح يتحدث
الفنان جلال العشري الذي قدم دور الشيخ نصار في “بطلوع الروح” كان من أكثر الناس الذين حصلوا على إشادات واسعة، بل وخلق أحد مشاهده مع الفنانة إلهام شاهين “ترندًا” حقيقيًا، نجح من خلاله تسليط الضوء على فنان من أهم فناني المسرح الذين لم يأخذوا حقهم في التلفزيون، وكذلك الفنان عزت زين، المشارك في أكثر من عمل هذا الموسم (بطلوع الروح، العائدون، مكتوب عليا، توبة)، مما جعل الكثير من الأصوات تطالب بمنح أولئك الفنانين أدوارًا كثيرة لشدة براعتهم في تجسيد شخصياتهم في رمضان.

محمد التاجي.. الطيب المتنوع
ملامح “التاجي” الطيبة، تحصره دائمًا في دور “الطيب” ولكنه لم يقتصر نفسه في شكل واحد، ففي موسم واحد، نجح في تقديم دورين مختلفين تمامًا عن بعضهما، الأول دور والد فدوى (ميرنا نور الدين) في مسلسل “دايما عامر”، الأب المتفاهم الصديق لابنته، والأبرز سند فاتن أمل حربي الذي لا يتخلى عنها أبدا وفاء لوالدها، ففي الأول قدم دور رجل “مودرن” له في “السوشيال ميديا”، والآخر رجل أقرب لهيئة البشوات قديمًا، كلاسيكي تقليدي بشكل كبير، وفي كلا الدورين كان له ظهورًا مختلفًا.

صلاح عبدالله ولبلبة
الثنائي القدير صلاح عبدالله ولبلبة أيضًا لافتًا للغاية، فقد قدما “دويتو” كوميدي لطيف ومؤثر في “دايما عامر”، في وسط مجموعة كبيرة من الشباب، حيث نجحا في قيادة “الكوميديا” المقدمة في العمل بشكل عصري جدًا.