مسلسل "حبس الأنفاس".. عن مفاجآت وألغاز "ملف سري"

أسماء شكري
ملف سري
منذ مشاهدتي للحلقة الأولى من مسلسل ملف سري وأنا أشعر بأنني أجري في سباق للأحداث بلا نهاية، نجح المسلسل في تشويقي لمعرفة أحداث الحلقة تلو الأخرى، لدرجة أنني أصبحت أنتظر عرض الحلقة الجديدة بفارغ الصبر، وأعتقد أن أغلب متابعي المسلسل يفعلون مثلي.

مع بداية الحلقة الأولى نتعرف بشكل مبسط على أبطال المسلسل ونفهم الصراع الدائر ما بين المستشار يحيى –هاني سلامة- وعائلة “المالكي”، التي تضم في داخلها أطرافا متصارعة فيما بينها، وحلقة تلو الأخرى تتكشف لنا الحقائق تدريجيا بدون حرق للأحداث أو شعور بالملل، فالمسلسل يدور في إطار تشويقي لذلك يعتمد بشكل كبير على توقعات المشاهدين، فتعطينا كل حلقة “مفاتيح” لتطورات الأحداث والشخصيات وتترك لنا مهمة تخيل ماذا سيحدث؟ مما يجعل أذهان الجمهور حاضرة دوما.

نرشح لك: نضال الشافعي: جذبتني قصة “ملف سري”.. وشخصية “شاكر” معقدة


يعتمد المسلسل على الصراع الشهير ما بين الخير والشر، فيحيى وعائلته يمثلون الخير أمام يوسف وهارون وشريف المالكي؛ الذين يستغلون نفوذهم وثرواتهم في غسيل الأموال وتجارة السلاح والآثار وغيرها.

وبين الجبهتين نشاهد مشاعر متباينة، فمريم المالكي -عائشة بن أحمد- تتبرأ من جرائم أبيها وتبلغ عنه الشرطة، وشاكر –نضال الشافعي- بالرغم من كونه رجل قانون لكنه يتخذ كل السبل لإثناء شقيقه يحيى عن الحكم في قضية غسيل الأموال لحمايته من بطش خصومه في القضية، وليل المصري -محمد محمود عبد العزيز- بالرغم من كل جرائمه إلا أنه يتحول إلى طفل صغير عندما يتذكر طفولته البائسة في الشوارع بدون أسرة.

المدهش في ملف سري أنه يعد التجربة الأولى لكل من كاتبه محمود حجاج ومخرجه حسن البلاسي، مما يؤكد أن الدراما كسبت مؤلفا “ثقيلا” إن جاز التعبير ومخرجا يفهم جيدا ما يفعله ومتمكن من أدواته، فقد نجح “حجاج” في وضع تسلسل مشوق للأحداث يتصاعد تدريجيا مع كل حلقة بإيقاع متوازن دون مط أو تطويل، أما “البلاسي” فتُحسب له قدرته على إبهار الجمهور من حيث طريقة تقطيع المشاهد وتسلسلها وظهور الأبطال واختفائهم حسب الأحداث.

نجح القائمون على مسلسل ملف سري في تشويق الجمهور بشكل مستمر، فكل حلقة تحمل لغزا -أو قل ألغازا- ومفاجآت تحيّر المشاهدين وتجعلهم يلهثون وراء الأحداث، خاصة مشهد نهاية كل حلقة؛ الذي يجعل الجمهور ينتظر الحلقة المقبلة بشغف ويحبس الأنفاس انتظارا لما سيحدث.