كيف نجح "رؤوف" في استفزاز جمهور "راجعين يا هوى"؟ إسلام إبراهيم يجيب

رباب طلعت
نجاح آخر يضاف إلى مسيرة الفنان إسلام إبراهيم، الذي بات أحد أهم الأسماء في جيله بتغيير جلده، ما بين عمل وآخر، من خلال شخصية “رؤوف” التي يصعب وصف شرها واستفزازها خلال أحداث مسلسل “راجعين يا هوى” المأخوذ عن مسلسل إذاعي يحمل نفس الاسم للكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة.

إسلام إبراهيم نجح في تقديم دور الشر ذو الطابع الكوميدي، بمزيج من “الرخامة” وخفة الدم المصطنعة، ليستفز الجمهور، الذي على عكس المعتاد ولأول مرة “يكرهه” في دور، ليس لأنه لم يتقنه بل لأنه تلبس الشر حتى تحول لأحدث أشرار الشاشة الصغيرة القلائل الذين يحبهم الجمهور.

نرشح لك: بعد مشهد اغتيال “الوالي”.. شمم الحسن يتحدث عن تجربة “العائدون”

إعلام.كوم” حاور إسلام إبراهيم لنتعرف على كواليس الشخصية وكيف حضر لها، وفيما يلي أبرز تصريحاته:

١- حاولت الاقتراب من ملامح شخصية “رؤوف” وأتقمصها قدر المستطاع، فأنا أستخدم “تكنيك” خاص عادة، حيث أضع مجموعة طبقات بصفاتها، وأبدأ في تغذية جهازي العصبي بملامحها، وأشاهد ما سوف يخرج منها أثناء مشاهدتي للحلقات، مثلي مثل الجمهور “كنت بتفرج معاكم”، و”رؤوف سيكوباتي بارد معندوش مشاعر المهم يوصل لمصلحته ولا يبالي بأحد فده اللي بيحركني طول الوقت.. مش هتعرفي تكسفيه أو تغلبيه لأن معندوش دم”.

٢- استنبطت شخصية “رؤوف” من الحياة، فالشكل التقليدي للشرير ليست قريبة من الواقع، فالشخصيات المؤذية في حياتنا “الي بيضربونا في ضهرنا” تدعي اللطف، فهو يدعي اللطف وخفة الدم.

٣- بالنسبة لي كان أقرب شخص لتجسيد الشخصية بدلا مني في عهد أسامة أنور عكاشة هو الفنان الكبير وحيد سيف، فأنا أراه فيها.

٤-عن تشبيه البعض لي بالفنان الكبير منتصر بالله، أنا لا أرى بيننا مقارنة أبدا فكل منا له طابع وشكل خاص، وهو “أستاذ كبير وخفة دم مش طبيعية”.

٥-الشخصية كانت مكتوبة كما قدمتها، أبرز ملامحها أنه “شخص تصرفاته بتضحك، واحد جايب دكتور بيطري لحماته عشان ياخد من نسيبه ٢٠٠٠ جنيه زيادة، وماشي يلم قسط الشاليه من البيت كله وهكذا”.

٦-بجانب سعادتي الشديدة بتقديم شخصية للعبقري أسامة أنور عكاشة، لا ينبغي أن ننسى أن البطل الحقيقي هو المؤلف محمد سليمان عبدالمالك، الذي نجح في تحويل هذا النص العظيم لشكل عصري، وكتب حوار بهذا القدر من التلائم مع العصر الحالي، حيث لا يشعر المشاهد أبدا أنه نص قديم، فالمعالجة التي قدمها “عبدالمالك” لا تقل أهمية أبدا عن النص الأصلي للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.

٧-أنا سعيد جدا بمشاركتي في عمل لمحمد سليمان عبدالمالك، لأن جمله الحرارية وحقيقية جدا وقريبة منا، والشخصيات مكتوبة بكل أبعادها، فهناك بعض المؤلفين “بيريحوا الممثل ويخلوه ما يبذلش مجهود كبير في الشخصية” وذلك لأنهم يهتمون بكتابة ملامحها وروحها جيدا، وشخصية “رؤوف” كانت مكتوبة بشكل جيد جدا.

٨- شخصية “رؤوف” تحدي كبير جدا بالنسبة لي، لأنه مطلوب منه أن يكون مقنع في الشر، وأنا الناس تحبني بناء على تجاربي السابقة، بشخصيات “الجدع والكيوت”، كذلك قد قدمت برنامجا موجه للأمهات لذا فهم يحبونني جدا، وفكرة تقديم شخصية عكس ما تعودوا عليه كان تحديا بالفعل، ولكن تلك “حلاوة اللعبة” وميزة التمثيل.

٩- قمت بإضافة بعض “الإفيهات” ولكنها قليلة جدا، الجزء الأكبر منها مكتوب، لأنه كان يجب مراعاة أنني أقدم نص المبدع أسامة أنور عكاشة والكلمة عنده بذهب”، وكثير من الإفيهات المنتشرة على لساني على السوشيال ميديا كانت في النص بالفعل.

١٠-الشر القادم في الحلقات الجديدة من “رؤوف” أضعاف ما قدمه في الحلقات الأولى، “الشر اللي شوفتوه منه ميجيش ١% من اللي جاي.. مش هعرف أنزل الشارع بعد كده”.

١١-يمكني وصف “رؤوف” بأنه شخص محتل وخائن وسط الأسرة، وقد قابلته في الحياة كثيرا، فشخصية “الحد اللي بيستظرف طول الوقت وفاكر إن دمه خفيف، وبيحاول بابتسامته الصفرا يوصل للي عايزه، موجود منه كتير”.

١٢-سعدت جدا بمعرفتي أن ريهام الشنواني هي من تجسد دور “عزة” زوجتي خلال الأحداث، لأني أعرفها منذ فترة طويلة، وأدرك جيدا أنها موهبة استثنائية منذ تمثيلها على مسرح خالد جلال، والدور يحتاج بالفعل لممثلة و”كوميديانة شاطرة”، وقد قدمته أفضل ما يكون، وكانت الكيمياء بيننا ومع الفنانة وفاء عامر، والكواليس كانت مليئة بالمرحلة بين ثلاثتنا.

١٣-لدي طموح كبير، ولكني راضٍ جدا عما وصلت له، وعن خطواتي، فالرضا مهم جدا، ومن وجهة نظري أن الصعود ببطء مهم جدا، لأنه يجعل للفنان أرضية صلبة عند الجمهور، عندما يصل إلى حلمه، والتفوق والنجومية التي يطمح إليها، فتلك الخطوات توثق تعبه ومجهوده، وتعمل ترسيخا له في ذاكرة المشاهد فأنا “مش مستعجل خالص”، ويكفيني أنني في رمضان 2021 كان لي شرف الوقوف أمام الفنان الكبير يحيى الفخراني، وهذا العام مع الفنان خالد النبوي بموهبته الكبيرة، وقد جمعتني به مشاهد هامة، والقادم به مشاهد أهم، وأعتقد أنه عندما يتقدم بي العمر وأرى كل تلك المحطات سأكون راضيا جدا وسعيدا، فأنا لا أتعجل أبدا البطولة.

١٤-أريد أن أتقدم بالشكر للمخرج محمد سلامة، لتلك الفرصة العظيمة لأنه رأى فيا جانبا جديدا، وقدمنا بشكل مختلف، وتلك هي ميزة المخرج الشاطر، أن ينجح في تقديم نجوم عمله بشكل مختلف وجديد للمشاهد.