العمل صدمة وصفعة على وجه المجتمع.. أبرز تصريحات مصطفى شهيب مؤلف “انحراف”

هبة جلال

أثار مُسلسل “انحراف” حالة من الجدل لدى متابعيه الذين انتباتهم الحيرة ما بين متعاطف مع بطلته الطبيبة النفسية “حور” والتي تُجسدها الفنانة روجينا ضمن أحداث العمل وبين رفضهم لما تقوم به فقد استنكر البعض قيام طبيبة نفسية بهذه الجرائم.

إعلام دوت كوم” تواصل مع مصطفي شهيب مؤلف مُسلسل “انحراف”، لمعرفة كيف جاءت فكرة العمل، وهل أحداثه كلها حقيقية أم تم إدخال بعض التعديلات عليها، وكيف جاء التعاون مع الفنانة روجينا، وما المغزى من اختيار هذا الاسم للعمل، وعن تحضيراته ككاتب لعمل درامي بوليسي نفسي، وكيف تعامل مع التساؤلات الكثيرة حول بطلة العمل والقصص التي يتناولها، وغيرها من الموضوعات التي تحدث عنها خلال تصريحاته التالية:

1- مُسلسل “انحراف” لم يتم كتابته لفنانة محددة فقصته مكتوبة منذ عام 2016 وأثناء كتابتي له لم أحدد بطلة له، والعمل تم به بعض التطورات والتعديلات ولكن الأساس الذي تم كتابته منذ 2016 كما هو.

2- فكرة العمل جاءتني عندما وجدت مُعظم الأعمال الفنية التي تدور أحداثها حول الجرائم مأخوذة من الخارج، فهدفي كان كتابة عمل درامي مبني على الحوادث المصرية فبدأت الإطلاع على أرشيف المحاكم المصرية من حوادث وقضايا.

3- قبل كتابة العمل قرأت محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة وأوراق القضايا والطب الشرعي وكتب في علم الجريمة واستعنت بعدد من المحامين فالعمل جاء بعد بحث طويل بأرشيف المحاكم لأنني كنت أريد تقديم مسلسل جريمة مصري وتفاعل الجمهور مع العمل وحكاياته ناتج عن أنها قصص حقيقية مستوحاة من الواقع المصري.

4- لم أقدم الحوادث والقضايا كما كانت موجودة بالأرشيف فأقوال الأشخاص والتحقيقات أبشع بكثير مما ظهر على الشاشة ولم أقم بعمل مُسلسل وثائقي بل أضفت لها بعض الخيوط الدرامية حتى تكون صالحة لتقديمها بعمل درامي يعرض على التلفاز.

5- ترشيح الفنانة روجينا لبطولة العمل جاء من خلالي فقمت بعرض عدد من الحلقات ولم أرسل لها القصة الأصلية لأنني كنت أريدها أن تخوض تجربة المُشاهد وليس الفنان وعندما انتهت من القراءة طلبت مقابلتي للاطلاع على القصة كاملة وأبلغتني بأنها انجذبت كثيرا للحلقات ومن هنا بدأنا العمل على المشروع وفي الحقيقة أنها جسدت الدور على أكمل وجه.

6- روجينا عندما علمت باسم العمل حدث لها صدمة وعندما صدمت شعرت بأنني حققت هدفي فالعمل بالكامل صدمة وصفعة على وجه المجتمع لأن أحداثه حقيقية وواقعية وفي البداية لم تكن موافقة على الأسم وبدأت أتناقش معها حول الغرض من هذا الأسم وأن المقصود هو إنحراف النفس البشرية لأنها عندما تنحرف عن مسارها تخون وتأكل حقوق الآخرين.

7- اخترنا اسم العمل قبل الإعلان عنه بساعات قليلة ففي البداية وضعنا له اسم مؤقت وهو “لعدم ثبوت الأدلة” ثم “حور” على اسم بطلة العمل إلي أن استقر الرأي على “انحراف”.

8- روجينا لم تتدخل إطلاقا في مساحة دورها لثقتها وإيمانها الشديد بي وأنني أمين على الدراما ودورها رغم أن هذا التعاون الأول بيننا، كما أنها كانت دائما تطلب ترك مساحة للأبطال الآخرين حتى يظهروا بأفضل شكل ممكن.

9- طبيعة العمل أنه متصل منفصل به خطوط رئيسية ومتوازية ويتضمن عدد من القصص ونعود إليها جميعا في نهايته مما جعله خالي من المط والتطويل وأحداثه دسمة كثيرا، فمعظم أعمال الموسم دائما نجد إيقاعها بعد الحلقة العاشرة يقل وأراهن في “انحراف” على زيادة إيقاعه فكل قصصه وحكاياته قوية.

10- العمل يتناول انحرافات شخصيات في المجتمع يصطدمون بطبيبة نفسية فبطل العمل هنا هو الشخصيات وقصصهم وليس الطبيبة النفسية فهي لا تخلق الحكايات فهناك حكايات وقصص متواجدة بالفعل وهي تتشابك مع شخصية “حور” التي تجسد رد الفعل .

11- “انحراف” عمل درامي بوليسي نفسي فعند قراءة صفحات الحوادث لا نقرأ بالأوراق ما بداخل النفوس فدوري ككاتب محاولة عكس النفس البشرية التي قامت بالجريمة فأنا لم أقابل الشخصيات، ولكنني قرأت أقوالهم وتخيلت نفسيتهم كيف كانت قبل وأثناء وبعد وقوع الجريمة ومن هنا جاءت المشاهد التي تخرج بها “وداد” التي جسدتها الفنانة سميحة أيوب لأخيها “سالم” والذي قام بهذا الدور الفنان عبد العزيز مخيون في منامه بسبب الاضطرابات النفسية التي انتابته بعدما تسبب في موت أخته ظلما.

12- شخصية “حور” واقعية وبها بعض التعديلات الدرامية فأي عمل درامي له شروط وأركان يجب تواجدها فمهم كثيرا تواجد متعة للمشاهد وإثارة وتشويق، فكتابتها أرهقتني كثيرا لأنها شخصية مركبة ومثيرة للجدل والتساؤل والشفقة فهي تساعد الآخرين ولكن لديها جزء مظلم في شخصيتها وفي بعض الأحيان أتعاطف معها كثيراً والبعض الآخر أكون ضدها.

13- توقعت حالة الجدل التي حدثت تجاه “حور” منذ كتابتي للعمل فلخبطة مشاعر الجمهور تجاهها كانت مقصودة فهي شخصية بها جانب الخير والشر وإذا أحببتها لن تر الشر والعكس صحيح.

14- أكثر الشخصيات التي أرهقتني كتابتها بعد شخصية “حور” كانت شخصية “فوزية” والتي تُجسدها الفنانة لوسي ضمن أحداث إحدى الحكايات لأنها قاسية ومتعبة كثيرا وسيتم عرض قصتها بانتهاء حكاية وداد وشقيقها وتدور أحداثها داخل حارة شعبية كما أن القصة الحقيقة لها قد حدثت منذ ثلاثة أشهر فقط، ومن أكثر الحكايات التي انتظر عرضها ومشاهدتها على الشاشة بفارغ الصبر القصة التي يكون أبطالها كل من الفنان ميدو عادل والفنانة سما إبراهيم وسيتم عرضها في النصف الثاني من شهر رمضان.

15- انحراف النفس البشرية ليس له علاقة بالمستوى الاجتماعي أو المادي فالجريمة مرتبطة بالنفس البشرية الدنيئة الخبيثة فمن هنا جاء مبرر وجود مساعدة لـ”حور” مثل “عبير” بهيئتها وشكلها فهي بمثابة الصندوق الأسود لها كما أنهما صديقتان.

16- حاولت كسر قاعدة أن الأطباء النفسيين يعالجون صفوة المجتمع فقط من خلال حكاية وداد السيدة الصعيدية التي تعرف حور وتُحبها كثيرا من خلال متابعتها بالتلفاز فهناك قصص في العمل أحداثها تدور في حارة شعبية ومعجبين بحور من خلال شهرتها وتقابلهم بسبب شهرتها وليس لأنهم حالات تذهب لعيادتها. .

17- إذا بحثنا في تاريخ القتلى سنجد أنهم غير أسوياء نفسيا وهذا ما يظهر في تصرفات حور بأنها غير متزنة نفسيا وتصرفاتها ليست تصرفات أشخاص عاقلة، كما أننا سنجد أن لكل قاتل طقوسه الخاصة في القتل فنجد من يأخذ صوابع القتلى الذين يقتلهم ومن يقوم بتعريتهم وهكذا ومن هنا جاء سماع “حور” للموسيقي أثناء قيامها بالقتل كطقوس لها تجعلها سعيدة للغاية كما أنني كتبت ذلك في السيناريو أنها تقوم بسماع موسيقى كلاسيكية تستمتع بها أثناء القتل لسبب ما في نفسها.

18- شخصية المُذيع “آسر المُفتي” التي جسدها الفنان محمد كيلاني ضمن أحداث العمل في القصة الحقيقية لم يكن مذيع عاطفي ولكنه كان يمتهن مهنة أخرى فقمت باستبدال وظيفته بوظيفه عصرية ولكنها لم تؤثر على الأحداث كما أنها ليس لها أي علاقة بالإذاعي أسامة منير فهي شخصية خيالية.

19- تفاصيل القصة الحقيقية التي تم تناولها من خلال “آسر المفتي” خطيب البنت خانها مع والدتها ولكنني خشيت على مشاعر المشاهدين وعواطفهم فقمت باختراع زوجة الأب حتى تكون الصدمة أخف من الواقع فالواقع أبشع بكثير مما قُدم كما أنه أكبر وأشمل بكثير من نقله في عمل فني.

20- الخط الدرامي الخاص بـ”شريف نوح وابنته” والذي جسد دور الأب الفنان أحمد صفوت كان بالنسبة لي فكرة إنسانية جديدة عن ماذا يفعل أب يقضي حياته كاملة في عمله عندما يتورط في جلوس ابنته المراهقة معه بمفرده دون والدتها وكان الهدف منها والرسالة التي سعينا لإيصالها من خلال القصة أنه ضروري على الآباء الاهتمام بأولادهم لأنهم عندما يتقربون منهم سيكتشفون أنهم لا يعرفونهم.

21- لم أخش من رفع دعاوي قضائية ضد العمل بسبب تقديمي للمُذيع والطبيبة النفسية بهذه الصورة لأننا نناقش نموذج سيئ ليس أكثر فكل مهنة بها السيئ والحسن فرصد نموذج سيئ لأحد العاملين بمهنة معينة ليس بالضرورة أن تنطبق على الجميع كما أن فكرة الدعاوى القضائية التي تُرفع على الأعمال الفنية لهذه الأسباب أري أنها منظور ضيق للغاية.

22- تساؤلات الجمهور شرعية ومنطقية فمن حقه أن يسأل ويستغرب وكل شئ يحدث في العمل له أسبابه ومبرراته وكذلك الشخصيات فإذا قمت بشخصيات وأفعال بلا منطق سأكون كاتب “خايب” ولكن الإجابة على كل التساؤلات ستظهر تدريجيا خلال الحلقات القادمة.

  نرشح لك: عن قصة حقيقية.. تفاصيل الحكاية الجديدة لـ”انحراف”