ميرفت كمون: التاريخ هو المحرك الأساسي في أعمال شادي عبد السلام

هالة أبو شامة
أعمال شادي عبد السلام
شهد اليوم الخامس من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الحادية عشرة، حفل توقيع ومناقشة كتاب “التاريخ والشعر في أفلام شادي عبد السلام” للكاتبة التونسية والمخرجة الدكتورة ميرفت مديني كمون، والذي يتناول مسيرة المخرج شادي عبد السلام الفنية والإنسانية.

وذلك بحضور رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، ومدير المهرجان المخرجة عزة الحسيني، وعدد كبير من ضيوف المهرجان منهم المخرج التونسي فريد بوغدير والفنان الدكتور الأسعد الجاموسي ومدير التصوير سامح سليم والمنتجة والمخرجة التونسية درة بشوشة ومدير التصوير دكتور محسن أحمد، وأدارت الندوة الإعلامية هالة الماوي.

 

نرشح لك: تفاصيل العرض الخاص لفيلم “2 شارع طلعت حرب” بمهرجان الأقصر


“بناء المنازل علمني كيف ابني افلامي”، بهذه المقولة بدأت دكتور ميرفت كمون كتابها، وقالت: “في البداية أوجه الشكر لرئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، ومديره المخرجة عزة الحسيني، وأسعدني اهتمام المهرجان بإصدار الكتاب في مهرجان الأقصر، واخترت أن يكون الكتاب عن شادي عبد السلام كنوع من التكريم لفنان اكتشفت أنه لم يأخذ حقه في السينما بالشكل الذي يستحقه، وركزت في الكتاب أن يكون عن التاريخ والشعر في سينما شادي عبد السلام، ولا أراه فقط مؤرخ، لكن شادي عبد السلام فنان شامل وأكبر من أن يكون فقط مجرد مؤرخ سينمائي، كما أنه في أفلامه تكون نقطة البداية والانطلاق تاريخية”.

 أعمال شادي عبد السلام  أعمال شادي عبد السلام

أشارت إلى أن شادي عبد السلام ولدت لديه فكرة في فيلم “المومياء” وعمره ١٧ عاما، وكانت هناك سرقة آثار وأراد أن يفكر في التصدي لذلك فذهب لعلماء الآثار وتحدث معهم عن السرقة وبدأ مشواره مع الفيلم منذ ذلك الوقت.

تابعت: “يعتبر التاريخ موضوع شادي عبد السلام المركزي ومحرك كل أعماله الفنية كالتصوير الشمسي والرسم، وسخر حياته للتاريخ واستلهمه مادة لأفلامه، وجدد نظرتنا للتاريخ، وأفلامه ليست كتب تاريخ، بل الفيلم يصنع لجمهور غير متجانس قد يدفع وقد لا يدفع مشاهديه على التفكير، ونعتقد أن جهد شادي عبد السلام الفني يبدأ من اللحظة التي تتجاوز فيها قراءته للتاريخ مجرد المحاكاة لتتحول إلى فعل جمالي شاعري علاوة على افتاننا القوي بعوالم شادي عبد السلام”.

من حانبها، أوضحت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان: “فكرة الكتاب جاءت حينما كنا نتحدث مع د.ميرفت كمون ذات مرة ووجدنا أنها مهتمة بشادي عبد السلام فهي أستاذة جامعية وكانت رسالة الدكتوراه الخاصة بها عن المخرج يوسف شاهين، ولديها اهتمام كبير بشادي، واقترحت أن تقدم كتابا عنه في إطار احتفاء المهرجان هذا العام بمرور ١٠٠ سنة على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، و٢٠٠ سنة على فك رموز حجر رشيد، ويعد شادي عبد السلام من أهم العلامات في السينما العالمية والمصرية، وهو أيقونة كبيرة تستحق الاحتفاء بها، خاصة أننا نحاول لأول مرة كمهرجان هذا العام أن نحتفي في شعارنا بمصر ونلقي الضوء على تاريخ مصر”.

تابعت “الحسيني”: “شادي من أهم السينمائيين اللذين تحدثوا عن الهوية المصرية، فهو ليس مخرج ولكنه صانع أفلام، وفي فيلم (المومياء) كان قد أنهى المونتاج كاملا بالموسيقى، ولم تعجبه الموسيقى فقرر إعادتها من جديد، فهو أيقونة سينمائية مصرية هامة تستحق الاحتفاء”.

في نفس السياق، قال سيد فؤاد: “بالنسبة لي شادي عبد السلام من أميز صناع الأفلام في مصر رغم أنه قدم فيلمين قصيرين وفيلما طويلا، وفيلم (المومياء) هو الدرس أن يكون هناك سينما مغايرة ومختلفة وبه مساحة خيال كبيرة وراء الصورة”، ووجه “فؤاد” تساؤلا لدكتور ميرفت كمون، حول سبب اختيارها أن تقدم كتابا عن شادي عبد السلام، كيف عملت عليه؟

أجابت “كمون” قائلة: “في البداية حينما كتبت عن يوسف شاهين كان بدافع الحب، وأنا مقتنعة أنه عند الكتابة عن فنان تكون البداية ذاتية، ثم تنطلق من الذاتية إلى الموضوعية، وحينما قررت الكتابة عن شادي عبد السلام كان من فيلم (المومياء) فهو عمل مختلف وأبهرني الجانب الصوفي في الصورة، وكان عندي أشياء كثيرة أريد قولها من زاوية مختلفة، فقررت تقديم هذا الكتاب، ولم يكن هناك أفضل من أن ينطلق كتاب شادي عبد السلام من الأقصر ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية”.أعمال شادي عبد السلام