القصة الكاملة لتطبيق Yubo.. تحرش وعلاقات مشبوهة بالأطفال أونلاين!

أسماء مندور

تصدر تطبيق جديد لوسائل التواصل الاجتماعي، يطلق عليه اسم “Yubo” عناوين الصحف العالمية بعد مزاعم بأنه يعرض الأطفال للتحرش الجنسي والعنصرية والتنمر، حيث يتيح التطبيق، الذي يُعرف أيضًا بـ “تيندر للمراهقين”، للأطفال الدخول في علاقات مشبوهة، ويشجعهم على الانضمام إلى مكالمات الفيديو الجماعية، لذا يستعرض إعلام دوت كوم في ما يلي التفاصيل الكاملة عن هذا التطبيق وعن الشبهات التي أُثيرت حوله.

ما هو تطبيق “Yubo”؟

“يوبو – Yubo” هو تطبيق فرنسي للشبكات الاجتماعية مصمم “للتعرف على أشخاص جدد”، وخلق شعور بالانتماء للمجتمع، تم إطلاقه في عام 2015 من قِبل طلاب بكلية الهندسة بجامعة باريس ساكلي ومدرسة الاتصالات بـ باريس، وهو متاح لنظامي آيفون وأندرويد.

نرشح لك: تويتر يبدأ في عرض عمليات التحقق من صحة المعلومات

التطبيق موجه للمراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، ويسمح للمستخدمين بإنشاء “بث فيديو مباشر” مع ما يصل إلى 10 أصدقاء، وقد يضيف المستخدمون بعضهم البعض كأصدقاء، مما يسمح لهم ببدء “محادثة فردية”، ويصل عدد مستخدميه إلى 50 مليون مستخدم حول العالم.

 Yubo

كيف يعمل التطبيق؟

يوضح الموقع نفسه طريقة عمل التطبيق، حيث ورد في قسم الدعم على موقع الويب: “ما عليك سوى تنزيل تطبيق Yubo وإعداد ملف تعريف، يتطلب ملفك الشخصي معلومات شخصية، بما في ذلك اسمك الحقيقي ورقم هاتفك المحمول وصورة تظهر وجهك، ثم أضف أصدقاء جدد وتحدث معهم وجهًا لوجه أو شارك ما تفعله في الوقت الفعلي باستخدام بث الفيديو المباشر”.

وأضاف الموقع روابط أخرى عن كيفية إضافة الأصدقاء وتفاصيل الاستخدام الأخرى، وكتب عن عدد مستخدمي الموقع: “يعد ملايين المراهقين في جميع أنحاء العالم جزءًا من مجتمع Yubo، لقد حققنا نموًا سريعًا، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى استمتاع المستخدمين الأصغر سنًا بالتطبيق وإخبار أصدقائهم به، هدفنا هو منحهم أفضل تجربة ممكنة، وقد وضعنا إجراءات وقائية للمساعدة في حمايتهم عبر الإنترنت”.

الشبهات حول تطبيق Yubo

أثار Yubo غضبًا بعد أن وجد تحقيق أنه بؤرة للتحرش الجنسي والتنمر والعنصرية وغيرها من الممارسات الدنيئة، حيث قال كريس فيلب، وزير التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي البريطاني، لصحيفة التايمز البريطانية: “ما سمعته عن هذا الموقع مقزز للغاية”.

 Yubo

سعيًا منها لكشف الحقيقة، انتحلت مراسلة التايمز صفة فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا على Yubo، وأمضت 10 أيام في تقديم عروضها، ورفض المستخدمين الذين يطلبون صورًا عارية.

من المفترض أيضًا أن استخدام المخدرات موضوعًا محظورًا في التطبيق، لكن يحدث النقيض في الواقع، حيث روت المراسلة أنها سمعت دردشة على الهواء مباشرةً بين شخص بالغ يتحدث مع فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا يسألها عن موضوعات “خادشة” وعن بعض المواد المخدرة، كما أبلغت أيضًا عن مراهق من ذوي البشرة السمراء، يبلغ من العمر 16 عامًا، تعرض للتنمر من أحد المستخدمين بسبب لون بشرته.

مخاوف Yubo ليست جديدة

على الرغم أن مخاطر التطبيق ظهرت إلى العلن مؤخرًا، لكن في الحقيقة أنه تم دق ناقوس الخطر منذ عدة سنوات، ففي عام 2018، نشرت صحيفة دايلي ميل تقريرًا، كتبت في مقدمته أن التطبيق يستهدف الأطفال للقاء بعض المستخدمين، يشتركون في محادثة مع غرباء ويلتقون في لقاءات جنسية.

أشار التقرير أيضًا إلى أن الصور التي تمت مشاركتها في برنامج A Current Affair على شبكة Nine Network الأسترالية أظهرت ملفات شخصية لمراهقين دون السن القانونية مع ملفات شخصية موحية جنسيًا وصورًا شبه عارية.

 Yubo

وفي عام 2019، نشرت صحيفة التايمز الأيرلندية تقريرًا عن دراسة أجرتها جامعة مدينة دبلن وجدت أن العديد من مستخدمي Yubo يشاركون المحتوى من خلال ملفات تعريف ثانوية مثل إنستجرام وسناب شات، ووجدت الدراسة أن هذا يعرض خصوصيتهم للخطر ويتركهم عرضة للتهديدات والابتزاز.

وأفادت الدراسة أن التطبيق يشجع المستخدمين على وصف أنفسهم باستخدام الرموز التعبيرية “الإيموجي”، واحتوت حوالي 65% من الملفات الشخصية في هذه الدراسة على رموز تعبيرية، وتم تصنيف نصف الرموز الثمانية الأكثر استخدامًا على أنها ذات “معنى جنسي”.

بدوره، أوضح ليام تشالنور، باحث الدكتوراه في المركز الوطني لمكافحة التنمر التابع لـ جامعة مدينة دبلن، أن بحثه حدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا على أنهم أكثر مستخدمي Yubo انتشارًا، ويمثلون ما يقرب من ثلث العينة الإجمالية، وقال: “وجدنا أن هذه الفئة العمرية انخرطت في سلوكيات محفوفة بالمخاطر على التطبيق أكثر من الأعمار الأخرى”.

 Yubo

ضعف القواعد الأمنية

على الرغم من أدوات الفحص في Yubo، من الممكن الاشتراك عن طريق تحميل صورة لشخص آخر من الإنترنت، ونظرًا لأن Yubo لا يتطلب أي نوع من التحقق من العمر، فإن البالغين موجودون على الموقع، على الرغم من أن المسؤولين عن التطبيق يقولون إن “بوابات العمر” تُستخدم لمنع البالغين من التفاعل مع المستخدمين دون السن القانونية، وتقول الشركة أيضًا إن لديها ممارسات واسعة النطاق للتحقق من الهوية والعمر لأي حسابات تُظهر سلوكًا مشبوهًا.

في هذا الصدد، اتهم إيان كريتشلي، الذي يشرف على حماية الطفل في مجلس رؤساء الشرطة الوطنية في المملكة المتحدة، شركة Yubo بامتلاكها معايير أمنية مروعة تسمح للمستخدمين بارتكاب بعض أكثر الأعمال “خسةً ودناءة”، وقال إن هذه المنصات هي شركات بملايين الجنيهات الاسترلينية، وهم يجنون أرباحًا كبيرة، لذا يجب عليهم تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية للتأكد من أن المجتمعات التي أنشأوها هي مجتمعات آمنة.

تضاعف عدد المستخدمين

الشيء الأكثر خطورة في الأمر هو أن تلك المنصة الاجتماعية شهدت تضاعف عدد الاشتراكات ثلاث مرات في بداية جائحة فيروس كورونا، وفقًا لما ذكرته مجلة فوربس، حيث شكلت كندا والولايات المتحدة ما يقرب من 60 ٪ من مستخدميها، تليها المملكة المتحدة وأستراليا والدول الاسكندنافية، ويأتي جزء أصغر من موطن الشركة الأصلي فرنسا.

 Yubo

وأفادت فوربس أن التطبيق شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الاستخدام بسبب اعتماد المراهقين “المعزولين” بشكل “شبه كامل” على وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع الأصدقاء القدامى، أو لتكوين صداقات جديدة.

رد فعل الشركة

من جانبها، اعتذرت شركة Yubo، التي تتخذ من باريس مقرًا لها، وقالت إنها تتعامل مع هذه المزاعم “بجدية بالغة”، وبعد نشر المقال الأصلي، قال متحدث باسم الشركة في بيان: “نعتقد أنه من المهم توضيح أن Yubo عبارة عن منصة وسائط اجتماعية مصممة لمساعدة المراهقين على تكوين صداقات جديدة، دون ضغط الإعجابات أو المتابعات”.

حفل توزيع جوائز الدورة الرابعة من مسابقة إعلام دوت كوم